هل هي عقوبة سريعة للولايات المتحدةالأمريكية أن سلط الله عليها إعصار "هارفي" فأوقع من الضحايا الأمريكيين الكثير وقذف الرعب في نفوسهم نتيجة للسياسات الظالمة التي اتخذتها واشنطن تجاه مصر فقررت خصم نحو 100 مليون دولار من المعونة التي تقدمها إليها سنوياً؟! الخسائر الناجمة عن هذا الإعصار هي 100 مليار دولار.. وهو أكبر رقم تشهده أمريكا بعد إعصار كاترينا الذي بلغت قيمة خسائره 118 مليار دولار. الإعصار ترتب عليه إلي جانب ما تقدم من خسائر بشرية ومالية أن تكبدت شركات التأمين خسائر قيمتها 20 مليار دولار.. وتم خفض إنتاج النفط بخليج المكسيك بقيمة الربع مما تسبب بخسائر في سوق التكرير خاصة أن تكساس تحتوي علي ثلث قطاع النفط الموجود في أمريكا. تسبب إعصار هارفي أيضاً في انخفاض من قيمة الدولار أمام اليورو للمرة الأولي منذ عام 2015 حيث تجاوز سعر اليورو 1.20 دولار مما جعل منطقة اليورو تجري فيها أجواء من النمو الحيوي في مقابل أجواء قلق في الولاياتالمتحدة.. كما ارتفع سعر الين الياباني أمام الدولار. اجتاحت الفيضانات الناجمة عن "إعصار هارفي" مدينة هيوستن بولاية تكساس مما اضطر سكان رابع أكبر مدينة أمريكية للفرار من ديارهم بواسطة قوارب والبحث عن ملاجئ آمنة نتيجة لهطول أمطار لم يسبق لها مثيل لعدة أيام. سجل نهر "برازوس" وهو أطول أنهار البلاد مستويات قياسية تفوق بكثير معدلات الفيضان مما دفع السلطات في مقاطعة "فورت بيند" إلي إصدار أوامر بإجلاء نحو 50 ألف شخص. قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه لا أحد لديه فكرة واضحة عن عدد المفقودين أو من تم إجلاؤهم وعدد المحاصرين في منازلهم المغمورة بالمياه أو عدد المنازل والمركبات المتضررة التي لم يتم إنقاذها!! قالت صحيفة "نيوزويك" الأمريكية إن شعبية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقترب من أدني مستوياتها في أعقاب الإعصار الذي دفع نحو 30 ألفاً من سكان أمريكا للإقامة في مراكز الإيواء منذ يوم الجمعة.. وتوقفت شعبية الرئيس عند 35% في أحدث استطلاع ل "جالوب" اليومية. نحن في مصر لا نفرح ولا نشمت في الكوارث الطبيعية التي يتعرض لها السكان في أي منطقة في العالم.. بل علي العكس إننا نتعاطف معهم من الناحية الإنسانية ونتمني من الله أن يزيح عنهم هذه الغمة التي أصابتهم ويعودوا إلي حياتهم الطبيعية. ولكننا نسأل الكونجرس الأمريكي ووزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون والإدارة الأمريكية عموما: كم تساوي ال 100 مليون دولار التي خصمتموها من مساعدات مصر بالنسبة ل 100 مليار دولار و20 مليار دولار تكبدتها شركات التأمين؟! إن ما أقدمت عليه الإدارة الأمريكية من تصرف تجاه مصر تحت حجج واهية عن مزاعمهم عن حقوق الإنسان هو نتيجة لمشاعر حاقدة تجاه القاهرة خاصة بعد التقارب الذي حدث بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب واتفاقهما علي فهم مشترك للعلاقات بين البلدين وعلي المشاكل التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط خاصة ما يتعلق بالإرهاب واحتضان قطر لدعم ممولي الإرهابيين ومدهم بالأموال والسلاح. ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي له مصالح مع قطر قبل أن يعين في منصبه الجديد ولذلك هو يضغط علي الدول الرباعية التي قاطعت الدوحة سياسياً واقتصادياً بهدف إرغامها علي العودة عن هذه المقاطعة.. ولكن هيهات!! مرة أخري نقول إن المصريين لا يفرحون في مصائب الآخرين بل يتعاطفون معهم وأن يكشف الله عنهم هذه الغمة التي أصابتهم.. ولكن 100 مليون دولار لا تساوي شيئاً بالنسبة ل 120 مليار دولار خسائر هارفي حتي الآن. "إن ربك لبالمرصاد".