انتقد عدد من الدبلوماسيين قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية بخفض المساعدات الأمريكية واعتبروه مخالفاً لكل التوقعات بشأن الإدارة الأمريكية الجديدة في عهد الرئيس ترامب. قالوا ل "المساء" إن هذه المساعدات الأمريكية لا تمس كرامة مصر وإنما تأتي في إطار اسهامات أمريكا بشأن عملية السلام بالمنطقة وبالتالي لا يصح أن تتراجع عن دورها. قال السفير السيد أمين شلبي مدير المجلس المصري للشئون الخارجية إن هذا القرار يأتي مخالفاً لكل التوقعات التي استبشرت خيراً بالرئيس الأمريكي ترامب مضيفاً أنه خلال الحملة الانتخابية لترامب تبنت كل وسائل الإعلام المصرية الأمل ان يفوز ترامب باعتبار أنه سيكون أفضل من أوباما وكلينتون وتوقعنا ان تكون هناك طفرة في العلاقات المصرية الأمريكية كما أن زيارة الرئيس السيسي إلي واشنطن في أبريل الماضي والحفاوة التي قوبل بها رفعت سقف التوقعات وبالتالي فإن هذا القرار غريب جداً حيث إن ترامب عندما تحدث للرئيس السيسي خلال هذه الزيارة أعلن دعماً غير مسبوق وهذه الخلفية تناقض تماماً التصرفات والسلوك الفعلي لإدارة ترامب ليس فقط في موضوع المساعدات وإنما أيضاً في مجالات أخري. أضاف أن قرار خفض المساعدات يصحح الصورة عن ترامب في مصر ويؤكد الحقيقة التي يجب ان ننتبه إليها وهي ان الولاياتالمتحدة دولة مؤسسات وليس بالضرورة ان يحدث ما يتصوره الرئيس ترامب. قال السفير جمال بيومي أمين عام اتحاد المستثمرين العرب إن القرار الأمريكي بتجميد مبلغ محدد كان مخصصاً للمجتمع المدني بهدف إظهار عدم الرضا عن قانون الجمعيات الأهلية. أشار إلي أن السبيل الوحيد للتعامل مع هذه الإشكالية المفاوضات والحوار موضحاً أنها ليست المرة الأولي التي تتعامل فيها أمريكا بهذا الشكل. أضاف ان هناك تضارباً بين مواقف الكونجرس الأمريكي الذي يكون متشدداً بعض الشيء تجاه مصر وبين وزارة الخارجية الأمريكية التي تقدر العلاقات المصرية الأمريكية. وشدد علي أن المساعدات الأمريكية لا تمس كرامة مصر وإنما هي جزء من إسهامات أمريكا لعملية السلام بالمنطقة وبالتالي لا يجب أن تتراجع عن دورها والتزاماتها. انتقد السفير طلعت حامد الأمين العام المساعد للجامعة العربية سابقاً القرار الأمريكي مشدداً علي ضرورة أن تراجع الولاياتالمتحدة سياساتها وقراراتها تجاه مصر. كانت مصر قد أعربت عن أسفها لقرار الولاياتالمتحدةالأمريكية تخفيض بعض المبالغ المخصصة في إطار برنامج المساعدات الأمريكية لمصر سواء من خلال التخفيض المباشر لبعض مكونات الشق الاقتصادي من البرنامج أو تأجيل صرف بعض مكونات الشق العسكري. واعتبرت مصر في بيان أصدرته وزارة الخارجية ان هذا الإجراء يعكس سوء تقدير لطبيعة العلاقة الاستراتيجية التي تربط البلدين علي مدار عقود طويلة واتباع نهج يفتقر للفهم الدقيق لأهمية دعم استقرار مصر ونجاح تجربتها وحجم وطبيعة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه الشعب المصري وخلط للأوراق بشكل قد تكون له تداعياته السلبية علي تحقيق المصالح المشتركة المصرية الأمريكية. قال البيان إن مصر تقدر أهمية الخطوة التي تم اتخاذها بالتصديق علي الإطار العام لبرنامج المساعدات لعام 2017 إلا أنها تتطلع لتعامل الإدارة الأمريكية مع البرنامج من منطلق الإدراك الكامل والتقدير للأهمية الحيوية التي يمثلها البرنامج لتحقيق مصالح الدولتين والحفاظ علي قوة العلاقة فيما بينهما والتي تأسست دوماً علي المبادئ المستقرة في العلاقات الدولية والاحترام المتبادل.