كشف مؤتمر الشباب الرابع الذي اقيم مؤخرا بالاسكندرية بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي عن مشكلة طاحنة لم تكن ظاهرة للعيان وهي الانفجار السكاني التي اصبحت يعاني منه الثغر في السنوات الاخيرة ليتعدي تعداد الاسكندرية غير المعلن بصورة حقيقية الي سبعة ملايين نسمة في ظل وجود 19 شياخة بمثابة مناطق حمراء حولت الاسكندرية من محافظة سياحية إلي محافظة تعاني من كارثة الانفجار السكاني اسوة بالمحافظات الريفية والصعيد. في البداية تقول الدكتورة ماجدة الشاذلي رئيس المجلس القومي للمرأة كان في السابق معروف ان الصعيد والارياف بها النسبة الاكبر من الانجاب ولكن للأسف في السنوات الاخيرة اصبح الانجاب بالاسكندرية كارثة خطيرة تهدد المحافظة لزيادة التعداد السكاني بصورة مبالغ فيها ليتعدي السبعة ملايين نسمة وهو ما سيؤدي مستقبلا إلي تغير في طبيعة المواطن السكندري بعد ان كانت الاسكندرية ملتقي الثقافات وبها النسبة الاكبر من التعليم اصبحت الآن تضم مناطق بها نسبة انفجار سكاني غير مسبق نتيجة لزحف ابناء الصعيد ووسط الدلتا الي القري والنجوع وبرج العرب والعامرية للاستيطان بها وجميعهم نسب التعليم لديهم منخفضة ونسبة الانجاب مرتفعة. اضافت لايزال الرجل هو "سي السيد" وهو الآمر الناهي في عملية الانجاب ويجد في نفسه السلوي وراحة البال مع زيادة عدد الاطفال حتي مع ما تجلبه من مشاكل الإنفاق والرعاية. اضافت ان المجلس القومي للمرأة تنبه مبكرا للمشكلة وتم طرحها أمام الرئيس لتتضامن فيه كافة الهيئات والوزارة لمواجهة الزيادة السكانية لافتة إلي اننا في حاجة الي عودة الدعاية الاعلانية المبسطة التي كانت تصل إلي غير المتعلمين مثل "الست سنية" و"حسنين ومحمدين" لأن هذه الدعاية من النوعية الاعلانية كانت تأتي بثمارها. وقالت لقد اكتشفنا من خلال جولتنا بالاسكندرية وجود مناطق جديدة اصبحت بمثابة كارثة سكانية زحف اليها ابناء محافظة اسيوط وسوهاج والمنيا وقنا والبحيرة وكفرالشيخ في البداية لحث رب الاسرة علي العمل وعادة ما تكون في البناء أو عامل جائل أو بواب ليأتي بعد ذلك بعروس للاستقرار ومعه باقي افراد اسرته ليعملوا بالاسكندرية وفوجئنا بانه لا يفرق مع هؤلاء ان يعيش اعداد كبيرة في حجرة واحدة دون النظر لمخاطر ذلك من اختلاط الانساب واختلاط الاطفال مع بعضهم البعض وكل ذلك لايشغل بال الذي لا يفكر سوي بالعيش بالاسكندرية مع حالة الفقر وكارثة عدم تسجيل كل الاطفال لتحمل رقماً قومياً فيما بعد. اشارت لدينا مناطق كثيرة ساخنة مثل المنتزة 1 و2 وعزبة محسن وباب العبيد وغرب الاسكندرية مثل اللبان ومينا البصل والدخيلة وغيرها ونتعرض للهجوم الشديد خلال حملات التوعية من الرجال حيث يردد الرجل اننا قادمون لتقوية عزيمة زوجته عليه وانها لم تصبح تابعة له اذا لم تنجب وبالتالي فقد تغير مفهوم التوعية حيث نصطحب معنا الان داعية من وزارة الاوقاف وراهبة من الكنيسة لكي يكون هناك خطاب ديني مشترك ونبدأ في إقناع الأم والأب معا ان الاطفال لم تعد عزوة في ظل الحالة الاقتصادية وعدم مناسبة عدد افراد الاسرة الكبير في حجرة واحدة مما يعرض الاسرة للانحراف خاصة في منطقتي المتراس وكوم الملح واصبحنا نوجه الأم لفصول محو الأمية . اما الدكتور فتحي ابو عيانة استاذ الجغرفيا البشرية والمتخصص في علم السكان والمستشار السابق لمحافظة الاسكندرية للمجلس القومي للسكان قال: تعاني من مشكلة طاحنة فحجم القوي العاملة بالثغر تكشف ان نصف سكانها فقط يعملون والباقي متعطل ويعتمد علي العمل الوهمي كبائع جائل مما يزيد اعداد البطالة بالمحافظة واصبحت بالاسكندرية 19 شياخة شديدة الخطورة يطلق عليها المناطق الحمراء وهي العجمي البحرية وزاوية عبد القادر والبيطاش غرب وقرية المهاجرين وحجر النواتية وخورشيد البحرية والعامرية وقرية التوفيقية بالمنتزة والمندرة قبلي والمنشية بحري بالمنتزة والبيطاش شرق والعمراوي بالمنتزة والدخيلة والمعمورة البلد بالمنتزة وسيدي بشر قبلي وبحري وقرية القرداحي بالمنتزة بخلاف مناطق جديدة ظهرت مثل كوم الملح واللبان ومينا البصل وباب العبيد بالمنتزة والمتراس وتعتبر الاسكندرية من اكثر المحافظات التي يفد اليها ابناء محافظاتالبحيرة وسوهاج والغربية والمنوفية والقاهرة والدقهلية واسيوط وكفر الشيخ وقنا ويأتون اما للعمل او الزواج هذا بالنسبة للذكور اما بالنسبة للإناث فإما تأتي للزواج او مع باقي افراد الاسرة. أوضح أن ارتفاع نسبة الهجرة من المحافظات هي احد اسباب الانفجار السكاني الذي تشهده الاسكندرية مؤخرا ويعد غرب الاسكندرية اكثر المناطق الجاذبة للوفود الخارجية من المحافظات وذلك لفرص العمل بمصانع برج العرب او للبناء او العمل كبوابين او كباعة خضر وفاكهة جائلين وان المشكلة الحقيقية ان الاسكندرية تعاني من انفجار سكاني يتزايد خلال السنة الماضية بنسبة 35% ويضاف الي ذلك الوافدون الي الثغر من الدول مثل سوريا وليبيا وهو ما جعل الاحساس بالانفجار السكاني مضاعفا . وقال هناك طرق عديدة لمكافحة الانفجار السكاني لابد وان تقوم الدولة بتبنيها منها رفع نسبة التعليم لدي المرأة وارتفاع متوسط سن الزواج وزيادة اسهام المرأة في النشاط الاقتصادي وتنظيم العملية الانجابية للأسرة كما أن الزيادة السكانية بالاسكندرية أصبحت بمثابة خطر داهم يأتي علي الأخضر واليابس. اما المهندس ياسر سيف رئيس لجنة الثقافة بالمجلس المحلي السابق فيقول لقد سبق وان درسنا هذه الظاهرة لنكتشف وقائع جديدة طرأت علي الاسر المصرية لم تكن من قبل سبباً للانجاب بالاسكندرية منها ان الرجل اصبح ينجب ذكرا أو انثي دون تفرقة ليقوموا بالانفاق عليه فالأب يدفع بالفتيات للعمل بالمنازل كخادمات أو يقوم باستثمارهم في الزواج المبكر لمن هم اكبر سنا بينما الذكور يعملون في الاعمال الحرفية من سمكرة وميكانيكا ونجارة وغيرها وفي جميع الاحوال خرج الموضوع عن نطاق العزوة لتحقيق المكسب المادي. اضاف يقوم الرجل بالزواج مرة واثنين وثلاث للتأكيد علي انه لايزال قادرا علي الانجاب وفي المقابل نجد زوجته الاولي التي تعدت الخمسين تريد ان تنجب ايضا لتثبت لجيرانها انها مازالت صغيرة وقادرة علي الانجاب دون مراعاة لظروفها الصحية واصبح مجال التنافس بين الرجال والنساء في عمليات الانجاب لاينظر فيها لأسلوب التربية أو القدرة علي الانفاق او التعليم او الصحة فالمسالة بالنسبة لكلا الطرفين نوع من أنواع الترفية ومازالت مقولة كل عيل برزقه تسود حتي الآن.