موسم مسرحي غريب تشهده الإسكندرية للمرة الأولي ففي الوقت الذي يعاني منه الثغر من انعدام المسارح بعد أن تم هدم دور العرض المسرحي ليحل محلها أسواق تجارية أو عمارات شاهقة كما حدث مع مسرح العبد ولونابارك واسماعيل ياسين بخلاف المسارح التي انتهي عهدها مثل مسرح كوته والسلام وجلال الشرقاوي وغيرها. وأصبح المواطن السكندري في حالة تعطش لأي عمل فني جديد.. إلا أن المفاجأة كانت باحجام المتفرج عن أعمال القطاع الخاص مفضلاً عليها مسرح الدولة وعلي وجه الخصوص مسرح الطفل.. فبالرغم من أن الموسيقي الصيفي معروف موعده مسبقاً إلا أن وزارة الثقافة أغلقت مسرح عبدالوهاب الصيفي ومسرح الليسيه للتطوير والتجديد وكان الأجدر أن تتم هذه الأعمال خلال الموسم الشتوي.. وهو ما ترتب عليه أن يحمل مسرح بيرم التونسي عبء الموسم بأكمله بعرض ماتنيه للأطفال وسواريه للمسرح الكوميدي. نعود لمفاجآت الموسم الصيفي.. حيث تمكنت مسرحية "شيكو وأمير الغابة" وهي من انتاج فرقة مسرح الإسكندرية للبيت الفني للمسرح برئاسة الفنان السكندري ايهاب مبروك.. من تحقيق أعلي ايراد في مسرح الطفل بالثغر وهو "سبعة آلاف ومائتي جنيه" وبالرغم من أن ميزانية المسرحية تقدر ب "87 ألف جنيه" شهرياً إلا أن المسرحية تمكنت من تحقيق "100 ألف جنيه" كإيراد حتي ليلة عرضها التاسعة والعشرين.. لتغطي كافة نفقاتها ومحققة أرباح في ظل الاقبال اليومي عليها. المسرحية تأليف واخراج ريهام عبدالحميد وبطولة محمد الجندي وخالد خليفة ومهند مختار.. وتضم استعراضات بالماسكات والعرائس وتروي عن قيام ملك البلاد بطرد نجله الأمير الكسول خارج المملكة فيتعرف علي الحيوانات بالغابة ويحل مشاكلهم ويتعلم تحمل المسئولية.. ولم يختلف الحال أيضاً لمسرحية "عسل.. عسل" التي يقدمها المسرح الكوميدي سواريه علي نفس المسرح في تحقيق أعلي الايرادات حيث حقق العرض خلال ستة أيام فقط "60 ألف جنيه" وهي من تأليف بيرم التونسي واعداد سمير العصفوري واخراج اميل شوقي وبطولة مفيد عاشور وعلا رامي. .. ومع ايرادات مسرح الدولة المرتفعة بالرغم من ضعف الامكانيات كانت المفاجأة بضعف ايرادات مسرح القطاع الخاص بصورة صادمة حيث لم تتمكن العروض المسرحية من فتح أبوابها طوال أيام الأسبوع بل تعتمد علي التسويق علي الشركات والأدوية ومراكز الشباب وغيرها لعجز شباك التذاكر عن استقطاب عشاق المسرح.. وأصبحت العروض المسرحية تعتمد علي فتح أبوابها عند توافر الايراد وبالتالي فإن أبواب مسرح القطاع الخاص لا تفتح سوي يوم أو اثنين في الأسبوع.. وتشهد الإسكندرية عرضاً للقطاع الخاص وهما مسرحية "العيال تكسب" بطولة نهال عنبر وندي بسيوني.. وتعرض علي مسرح قصر ثقافة الأنفوشي ونظراً لبعده عن الكورنيش أثر ذلك علي نسبة الاقبال علي العرض بصورة ملحوظة. أما العرض الثاني فهو مسرحية "علي مهلك.. استني شوية" بطولة محمد عبدالحافظ وندي بهجت وتعرض علي مسرح عبدالمنعم جابر.. وهذا العرض تأثر برحيل بطلته سما المصري قبل افتتاحه بالإضافة إلي نقص الدعاية الإعلانية له بشوارع الإسكندرية. .. وتأتي المفاجأة الحقيقية باقبال أبناء الإسكندرية علي حفلات دار الأوبرا الغنائية لتضع لافتة كامل العدد مبكراً بالرغم من أن سعر التذكرة يصل إلي 150 جنيهاً إلا أن ذلك لم يشغل بال عشاق الفن الأصيل حيث بيعت حفلة ايمان البحر درويش ونسمة عبدالعزيز وعلي الحجار فور فتح أبواب الحجز في اقبال غير متوقع خاصة وأن مكتبة الإسكندرية تقيم أيضاً حفلات غنائية جميعها كاملة العدد وفي نفس التوقيت.