وقف الملك أحمد فؤاد مع كبار المستشارين والمهندسين يستعرض معهم الرسومات الهندسية لقاعة الاحتفالات والاجتماعات الكبري في الجامعة.. وسأل كم تسع هذه القاعة وفق الرسومات الهندسية. قالوا: إنها تسع نحو ألفي شخص فقط!! وسكت الملك.. ثم قال هذا العدد قد يكفي الآن ولكن ماذا بعد 50 عاماً.. لابد من إعادة هذه الرسوم وإجراء تعديلات فيها بحيث تستوعب الأعداد المتوقعة بعد 50 عاماً.. حدث ذلك في أوائل عام 1928 عندما تحمس الملك فؤاد لإنشاء الجامعة المصرية.. وقام المهندسون بإجراء التعديلات المطلوبة علي الرسوم الهندسية.. وفي يوم الثلاثاء 7 فبراير 1928 وضع الملك فؤاد حجر الأساس لبناء الجامعة في احتفال ضخم ضم أعيان مصر ووزراءها.. وألقي أحمد لطفي السيد باشا مدير الجامعة كلمة كلها تمجيد لراعي التعليم العالي وصاحب النهضة التعليمية الجامعية الملك فؤاد.. وبعد انتهاء الخطبة حمل بعض موظفي الجامعة ثلاث كراسات مجلدة تجليداً فاخراً بالجلد القرمزي النفيس وقدموها للملك الذي قام بتوقيعها وقد كتب في كل منها.. بعون الله تعالي قد وضع حضرة صاحب الجلالة ملك مصر المعظم أحمد فؤاد الأول حجر الأساس لبناء الجامعة المصرية وذلك يوم الثلاثاء 15 من شعبان 1346 الموافق 7 فبراير ..1928 ثم تم وضع هذه الكراسات في جوف الحجر وأمسك جلالته بمطرقة من الذهب الخالص وطرق بها حجر الأساس قائلاً "إن شاء الله يعود هذا المعهد بالرقي". وكلف الملك بعد ذلك علي الشمس باشا وزير المعارف أن يتصل وهو يستجم في سويسرا بالبروفسور أندريا عميد كلية الهندسة جامعة زيورخ بالحضور إلي مصر وبتولي عمادة كلية الهندسة.. وعلق الملك فؤاد علي ذلك بقوله ليت مصر تستعين بعلماء الغرب حتي يبلغ المصري نفس مرتبة أولئك العلماء ويحلون بعد ذلك محلهم. كانت الجامعة عندما بدأت 1908 تضم 500 طالب وعندما مات الملك سنة 1936 كان عدد الطلاب قد وصل إلي 6487 طالباً. والآن وبعد مرور 83 عاماً علي بناء الجامعة.. لم يعد العدد كما كان بل زاد عدد الطلاب مئات إن لم يكن آلاف المرات.. ولم تعد قاعة الاحتفالات تتناسب مع مرور 50 سنة التي طلبها الملك بل تم توسيعها أكثر من مرة.. وكانت هي القاعة الرئيسية التي تحتفل فيها الدولة بكبار ضيوفها.. وفيها ألقي رئيس أمريكا أوباما خطبته الشهيرة عند زيارته لمصر.