تدرك القوات المسلحة حجم التحديات والتهديدات المحيطة ليس فقط بالأمن القومي المصري.. بل بوجود مصر وكيانها.. تعرف أن أعدائها يتكالبون عليها من كل حدب وصوب.. والهدف هو إسقاط هذا الكيان الهائل والكتلة البشرية الصلبة وإخضاعها لنظرية التفتيت والتقسيم التي تجتاح عالمنا العربي ومحوره الرئيسي وعموده الفقري هي مصر.. من هنا يأتي اهتمام القيادتين السياسية والعسكرية في تلك المرحلة بتقوية وتدعيم القوات المسلحة في مختلف أفرعها الرئيسية وتشكيلاتها القتالية ووحداتها ومختلف منظوماتها علي مختلف المستويات بكل ما تحتاجه من قدرات قتالية ودعم إداري وفني ورعاية معيشية كي تكون قادرة في كل وقت علي مجابهة التحديات التي تتفجر حول مصر وعلي مختلف الاتجاهات الاستراتيجية. ففي مجال دعم الأفرع الرئيسية حرصت القيادتين السياسية والعسكرية علي دعم القوات البحرية وزيادة قدرتها علي تأمين المجال البحري لمصر والتي تتمتع بإطلالات بحرية استراتيجية فريدة تبلغ أكثر من ألفي كيلومتر علي شواطئ البحرين الأبيض والأحمر..وحرصت علي تزويدها بأحدث الأسلحة البحرية المستخدمة في جيوش الدول المتقدمة.. حيث زودت بفرقاطة فرنسية من طرازFREMM "تحيا مصر" لدعم أسطول الفرقاطات المصرية في البحرين الأبيض والأحمر.. وتوج تسليح البحرية المصرية مؤخراً بالحصول علي حاملات الهليكوبتر الفرنسية من طراز ميسترال.. والتي ستمثل قوة هائلة متعددة القدرات ومتنوعة المهام في المنظومة القتالية للبحرية المصرية.. وبالغواصات الألمانية طراز 209 / 1400.. وهي تعد الأحدث والأكثر تطوراً في عالم الغواصات.. هذا بالإضافة لتدبير عدد من لنشات الصواريخ المتطورة.. واللنشات السريعة.. والقوارب الزودياك الخاصة بنقل الضفادع البشرية.. وكثير من الاحتياجات الفنية والإدارية والتكنولوجية الحديثة والمتطورة. وفي مجال تطوير القوات الجوية.. فقد حظيت بدورها باهتمام كبير في رؤية القيادتين السياسية والعسكرية نظراً لحيوية دورها في منظومة الدفاع المصرية.. وارتكز التطوير علي تزويد القوات الجوية بطائرات جديدة حديثة ومتطورة.. ومن مصادر متعددة وفق استراتيجية مصر في تنويع مصادر السلاح.. وتشمل الصفقات التي عقدت مختلف أنواع التسليح والذخائر والاحتياجات الفنية الخاصة بالطائرات.. وفي هذا المجال حصلت مصر علي عدد من الطائرات الفرنسية من طراز رافال متعددة المهام والتي بدأ توريدها ودخولها في خدمة القوات الجوية.. كذا التعاقد علي عدد كبير من الطائرات الروسية المقاتلة والمتقدمة من طراز ميج 29 .. وعدد كبير من الطائرات الهيل الهجومية من طراز كاموف 52.. وطائرات أخري من طراز كاسا C-295.. كذا الحصول علي عدد من الطائرات الأمريكية من طراز إف 16 بلوك 52.. وعدد من أنظمة الطائرات الموجهة بدون طيار.. كما تم تجهيز عدد من طائرات الجازيل بالصاروخ RED ARROW المضاد للدبابات.. هذا بالإضافة لتدبير كافة أنواع الصواريخ والذخائر والمساعدات الفنية والأرضية الخاصة بالطائرات.. ويواكب تلك الجهود الارتقاء بكفاءة القواعد والمطارات الجوية علي مختلف الاتجاهات الاستراتيجية.. وقد أعطي اهتماما كبيرا في الفترة الأخيرة لتمركز القوات الجوية في تشكيلات متنوعة لتأمين الاتجاه الغربي لمصر نظراً لتصاعد التهديدات المؤثرة علي مصر من هذا الاتجاه نتيجة للوضع المتردي في ليبيا وانتشار العناصر الإرهابية في كثير من قطاعاتها وتهديدهم للأمن القومي المصري بالعمليات الإرهابية وتسريب المتطرفين والتكفيرين عبر الحدود إلي مصر.. وكان للقوات الجوية المتمركزة في الاتجاه الاستراتيجي الغربي دور كبير في ردع العمليات الإرهابية في ذلك الاتجاه بعد أن قامت بتوجيه عدد من الضربات القوية والمحكمة للقواعد الإرهابية داخل الأراضي الليبية وخاصة في مناطق درنه وجغبوب.. فضلاً عن تدمير عدد من السفن التي تحمل الأسلحة والذخائر والعناصر الإرهابية القادمة إلي ليبيا عبر البحر المتوسط. وفي مجال تطوير وتحديث منظومة الدفاع الجوي.. فقد راعت خطط التسليح أن يتم تدبير عدد كبير من الرادارات مختلفة الطرازات.. والتي تؤمن التغطية الرادارية للأجواء المصرية علي مختلف الارتفاعات.. كما راعت تدبير عدد من كتائب الصواريخ من طراز بوك / تور ام. وأعداد كبيرة من فصائل الصواريخ المحمولة علي الكتف من طراز ايجلا إس.. وذلك لزيادة قدرة الاشتباك مع الاهداف الجوية علي الارتفاعات المختلفة.. وتدبير منظومات كهروبصرية حديثة لزيادة قدرة الدفاع الجوي علي اكتشاف الأهداف وسرعة التعامل معها.. هذا فضلاً عن تطوير منظومات التأمين الفني للصواريخ والرادرات والمعدات الفنية.. كما اشتمل التطوير علي تحديث ورفع كفاءة عدد من مراكز القيادة الخاصة بالدفاع الجوي وفق منظومات آلية القيادة والسيطرة.. ويعد ذلك التطوير والتحديث في قدرات الدفاع الجوي طفرة كبيرة تزيد من كفائته وقدرته علي حماية سماء مصر. وفي منظومة التطوير التي تتبعها القوات المسلحة حظي التصنيع الحربي باهتمام كبير في تلك الرؤية.. وخاصة في مجال التصنيع المشترك والذي يتركز في الدبابة إم 1 أ 1 للوفاء باحتياجات القوات المسلحة من الدبابات الحديثة.. ويمتد التصنيع بشركات الإنتاج الحربي ليشمل كذلك العديد من الأسلحة الرئيسية والكثير من المعدات الفنية والصواريخ المضادة للدبابات والذخائر الثقيلة ولنشات المرور السريعة والطائرات الموجهة بدون طيار وكباري الاقتحام وكباري المواصلات ومعديات العبور والمركبات والجرارات الخاصة بحمل الدبابات وبعض المعدات الهندسية. وفي ظل التطورات الأخيرة والخطيرة التي تحدث في العالم من حولنا وتفرز العديد من التهديدات المؤثرة علي أمن مصر القومي.. فقد ارتأت القيادتين السياسية والعسكرية ضرورة تطوير التمركزات العسكرية في مصر بإنشاء قواعد عسكرية متكاملة علي مختلف الاتجاهات الاستراتيجية تضم بالإضافة للقوات البرية المتمركزة بها تجمعاً قتالياً يشمل قواعد جوية ومواني بحرية قوية وكافية للتعامل مع مختلف التهديدات الموجهة لمصر من كل اتجاه بسرعة وحسم وتوفير كافة عناصر التأمين القتالي والإداري والفني لتلك القواعد.. ومن أبرز القواعد التي تم إنشاؤها في هذا الإطار هي قاعدة الحمام العسكرية غرب الإسكندرية والتي أطلق عليها قاعدة محمد نجيب العسكرية تكريماً لرمز من رموز الثورة المصرية عام .1952