كالمعتاد في السنوات الأخيرة.. لم يخذل الأهلي جمهوره. وأنهي بطولة الدوري بالنهاية السعيدة المتوقعة بفوزه علي الزمالك بهدفين مقابل لاشيء في نهاية المسابقة. وهي نهاية جديرة بالبطل الذي لم يخسر أي مباراة طوال البطولة. ولم يكن مقبولاً منه أن يتعرض لهزة وهو في المتر الأخير من توديع هذه المسابقة. بذلك يكون الأهلي قد كرر فوزه بنفس النتيجة التي انتهت بها مباراة القمة بالدور الأول والتي كان بطلها جونيور أجاي. أحد نجوم القمة 114. جاء فوز الأحمر اللامع تتويجاً لجهد لاعبيه ومدربه عن موسم كامل. اجتهد فيه الجميع. ولعب بكل جدية وتركيز للحفاظ علي اللقب الذهبي. ونجح في تخطي العقبات والتحديات وحسم الموقف في الجولة 30 قبل أربع جولات من النهاية. ليؤكد مجدداً أنه سيد الساحة الوحيد. خصوصاً أنه وصل إلي النقطة 84 وبفارق 18 نقطة عن منافسه التقليدي الزمالك. أداء باهر يستحق الأهلي التحية علي أدائه الباهر في القمة 114 لأنه لم يتراخ أو يتكاسل لحظة وهو يواجه الزمالك. علماً بأن النتيجة لم تكن مؤثرة بعد حصوله فعلياً علي الدرع. فنزل لاعبوه وهم يبدون جوعي وعطشي للفوز. فأظهروا عزيمة وإصراراً علي تحقيق النصر. وطوال المباراة أو ما يقرب من 80 دقيقة فيها كانوا هم الأفضل والأخطر والأكثر اقتراباً من مرمي الأبيض. تحية للبدري ونجومه يستحق المدرب حسام البدري التحية لأنه لعب بشكل متوازن. وشارك بأفضل عناصره الجاهزة. وحرص علي الأسلوب الهجومي في أدائه الخططي. وبلاشك يوجد نجوم كبار يستحقون الإشادة في مقدمتهم حسام غالي الذي ظهر وكأنه "أسطي" و"معلم" يوزع بثقة واقتدار الكرة يميناً ويساراً ويشارك في كل الهجمات وفي التصدي لكل الكرات الخطرة. كذلك برز الحاوي وليد سليمان الذي صال وجال وأمتع الجميع بتحركاته الواعية وتمريراته الخطيرة. وسجل هدفاً رائعاً. وأيضاً برز صالح جمعة الذي كان نجماً في الشوط الأول ومعه علي معلول والسولية وأجاي. والأخير سجل هدفاً عالمياً في نهاية المباراة. فكر دفاعي أما عن الزمالك فقد لعب مباراة دون المستوي اللائق به. وظهر فقط في ربع الساعة الأخير من المباراة. والسبب أنه لعب بفكر دفاعي تاركاً مساحات كبيرة أمام لاعبي الأهلي. واعتمد علي خطة محفوظة بإرسال كرات طويلة إلي ستانلي وشيكابالا. وهي خطة فطن إليها البدري ولاعبوه فأحبطوا كل الهجمات في مهدها. ظهر الزمالك بحال جيدة في نهاية الشوط الثاني لأنه ارتاح كثيراً من خروج وليد سليمان المصاب وصالح جمعة وكانا مقلقين ومزعجين للغاية علي دفاع الأبيض. كذلك لأن إيناسيو تخلي عن أسلوبه الدفاعي. وتحرك أخيراً مصطفي فتحي وستانلي بشكل صحيح. وبصفة عامة لم يكن الزمالك يستحق الفوز. ولم يكن جديراً بأن يحرج البطل وهو بهذه الحالة. وبالتأكيد كان هناك الأفضل ليقدمه ليس فقط في هذه المباراة. وإنما في كل مبارياته هذا الموسم. وخسارته في القمة 114 منطقية بكل تأكيد. نقطة زملكاوية مضيئة يعد الحارس الصاعد الواعد عمر صلاح هو النقطة المضيئة الوحيدة التي خرج منها الزمالك في هذا اللقاء. ولا يسأل عن الهدفين اللذين دخلا مرماه. وهو أنقذ مرماه من عدة كرات خطرة. ويستحق هذا الحارس الموهوب أن يكون أساسياً في اللقاءات المقبلة طالما أنه أثبت جدارته وثباته وهدوءه النفسي في مباراة عصيبة. سيطرة أهلاوية فرض الأهلي كلمته في الشوط الأول منذ البداية. حيث استحوذ علي منطقة المناورات وسيطر علي الكرة وسط تراجع ملحوظ ومتعمد من الزمالك الذي اعتمد علي أسلوب دفاع المنطقة والتمرير الطويل غير المجدي لستانلي في الجهة اليسري وشيكابالا في اليمني. وكانت مهمة رباعي الأهلي فتحي وربيعة وسمير "ثم نجيب" ومعلول سهلة في اصطياد الكرات الزملكاوية وبدء الهجمات. أول فرصة كانت الدقيقة الخامسة قد شهدت أول جملة تكتيكية ناجحة بدأها صالح جمعة في اليمين ومرر إلي وليد بدوره أرسل إلي حسام غالي في العمق أمام منطقة جزاء الزمالك ولكن الونش تدخل في الوقت المناسب ليمنع تسديدة قوية بجسمه قبل أن تأخذ طريقها تجاه مرمي الزمالك. ولم ينفعل لاعبو الزمالك مع هذه الهجمة الخطرة وظلوا علي حالة البرود التي بدأوا بها اللقاء. ويستمر الأحمر في محاصرة الزمالك الذي لعب في نصف ملعبه ونسي النصف الآخر.. وكانت أول كرة تصل إلي شريف إكرامي في الدقيقة 12 من عرضية لمعروف إلي باولو داخل منطقة الجزاء أمسكها بثبات. يبرز صالح جمعة في الجانب الأيسر بتحركاته وتفاهمه مع معلول ومؤمن زكريا. وواجه هذه الجبهة حسني فتحي وشيكابالا الذي حاول تخفيف الضغط علي دفاعه بانطلاقات لم تكتمل إلا مرة واحدة في الدقيقة 14 عندما وصل إلي منطقة الجزاء ولكن كرته لم تصل إلي باولو المتحفز للتسديد. فرص أهلاوية ظهرت كفاءة عمر صلاح حارس الزمالك عندما حول بأصبع يده كرة سددها معلول من ركلة حرة لتخرج إلي ركنية بعد أن لامست العارضة "16". وأنقذ بثبات كرة أخري بنفس الطريقة ولكن من وليد سليمان "32". لكن في الدقيقة 42 لم يكن أمامه أي فرصة لإنقاذ مرماه من هدف الأهلي الجميل الذي جاء من تمريرة عالية من صالح جمعة من الجهة اليسري إلي أجاي داخل منطقة الجزاء مررها برأسه مباشرة إلي وليد سليمان المندفع من الخلف ليسددها مباشرة بيمناه علي يمين عمر صلاح. شهدت الدقائق الأخيرة من هذا الشوط محاولات هجومية متبادلة ولكن بدون خطورة. حيث كان ربيعة ومعه محمد نجيب الذي لعب مكان سعد سمير المصاب بالمرصاد لكل المحاولات الزملكاوية. وبالمثل علي جبر والونش تجاه الهجوم الأهلاوي. تطوير زملكاوي بدأ الزمالك الشوط الثاني بتطوير أدائه الهجومي. وحرصه علي الاستحواذ علي الكرة. وهاجم عن طريق ستانلي الذي وجد مراقبة قوية من أحمد فتحي. وبعد خمس دقائق عاد الأهلي إلي السيطرة. وسدد وليد سليمان كرة صاروخية بيسراه حولها الحارس عمر صلاح إلي ركنية "51" وحصل الزمالك علي ركنيتين بعد نشاط شيكابالا في اليمين ولم تسفران عن شيء. أشرك البرتغالي إيناسيو مدرب الزمالك الموهوب مصطفي فتحي بدلاً من باولو. لينتقل ستانلي إلي مركز رأس الحربة ويزداد اللاعب إثارة بالهجمات المتبادلة. خروج سليمان يدفع البدري بعبدالله السعيد مكان وليد سليمان المصاب "62". وكان وليد أفضل لاعبي الفريقين حتي لحظة خروجه. ومصدر خطورة دائمة علي مرمي الأبيض. ويلعب دونجا بدلاً من طارق حامد المصاب "66". أظهر الزمالك تفوقاً في الاستحواذ والسيطرة في النصف الثاني من الشوط بعد أن نشط محمد ناصف الذي رفع أكثر من كرة خطيرة لم تستغل. ووسط الهجوم الزملكاوي ارتدت الكرة إلي هجمة أهلاوية سريعة وسدد غالي صاروخية ارتدت إلي أجاي داخل المنطقة مررها إلي مؤمن زكريا سددها في الآوت "74". يخرج صالح جمعة ويشترك حسام عاشور في محاولة لمزيد من السيطرة علي وسط الملعب "80". وبعدها قاد أجاي وغالي هجمة نموذجية لتصل الكرة إلي معلول المنطلق من الخلف ليمرر إلي مؤمن المنفرد وحده داخل منطقة الجزاء ليسدد مباشرة فوق العارضة. فرصة للتعادل صنع مصطفي فتحي فرصة التعادل للزمالك بانطلاقة رائعة من اليمين مراوغاً علي معلول ويمرر إلي ستانلي المنفرد الذي سدد بدون تركيز في يد شريف إكرامي "84". ويهدر علي جبر فرصة أخري من كرة جاءته من ركنية سددها برأسه فوق العارضة. هدف قاتل لكن الإيجابية كانت للجانب الأحمر. ومن هجمة مرتدة سريعة وصلت الكرة إلي عبدالله السعيد الذي انطلق في الجهة اليسري ومرر إلي أجاي داخل منطقة الجزاء ليوقفها بثبات ويسدد بذكاء بباطن قدمه في الزاوية العليا اليسري لمرمي الزمالك. لتكون النهاية السعيدة للأهلي.