ترتشف قطرات من فنجال قهوتها المعهود في يوم شتوي قارص البرودة لتعيد شريط الفيلم حيث التقته..پ كانت قد انتهت من يوم آخر شاق وقررت أن تجدد حيويتها بالسير وهي تستمع لدندنات موسيقاها المفضلة في أحد شوارع مدينة الزحام والشمس يحجبها غيم أخضر يظلل ركنه وكأنه هيئ لاستقبال حدث جلل. المناخ يجتاحه الهدوء وزقزقات العصافير تصنع لحنا عذبا. لم يتأت ذاك المشهد في ذهنها إلا بعابرين متلاحمين بأيدي بعضهما والحب جليى في أعينهما ليظهر شبح ابتسامة علي شفتيها. **** يتدخل القدر واضعا العثرات لصفاء بالها فتتعثر خطاها بذلك القادم.. يبادرها قائلا: أنا أس.. ليقطع كلامه تائها في أغوار صاحبة العينين الزرقاوين. ترد: أسفة بابتسامة تكشف عن لؤلؤات تداعبها الشمس پينحني ليلتقط كتابها الذي سقط پمتعجبا:إنها روايتي المفضلة ترد:قرأتها لمرات ولا أمل منها ¢بفخر¢ يبتسم مخرجا ذات الرواية من حقيبته مكملا حديثه آثير النشمي تقاطعه في ديسمبر تنتهي كل الأحلام يسألها بحنو يتبعه الرجاء : ما رأيك أن نذهب لتناول القهوة؟ تبتسم بإيماءة القبول. يدور بعينيه باحثا عن مكان قريب.. داخل مقهي هادئ كالشارع الذي يقطن به بأجواء ستينية وموسيقي كوكب الشرق تنبعث من داخله يسحب الكرسي المصاحب لمنضدة تطل علي نافذة : تفضلي فتجيب بابتسامة لم تفارقها منذ أول اللقاء : أشكرك اختارت أن تشرب القهوة المضبوطة بينما اختار هو أن يتناولها سادة . ينتشلها من امعان النظر في الزهرات المجاورة لمجلسهما سائلا بشيء من الجدية : تحبين كتابات آثير؟ تجيب بيقين مؤكدة: نعم كانت أولي تجاربي معها في تلك الرواية ولاتزال المحببة لقلبي. تتابع كمن تذكر شيئا للتو. صحيح لم تخبرني ما اسمك؟ بابتسامة يشوبها الغموض : سميني صدفة تتعجب :غريب أنت! يتابع: بلي إنه القدر صدمنا في هذه اللحظة لسبب ما لربما أكون ذكري ترويها الجدة لأحفادها عن مجنون تعثر بحسناء فطلبها لتناول القهوة. ترتبك حركاتها ويعلو وجهها الخجل كان قد أنهي كوبه. فيقف مودعا إياها بحنو قائلا يومك معطر بصفاء عينيك . تزداد خجلا تزدان به وجنتاها مرددة : أشكرك علي الروح التي أضفتها ليومي. **** انتهت من رشف آخر قطيرات متبقية لتفيق من ذكرياتها في ذات المقهي الذي استقبل حدثا دب الحياة بها قبل عشر سنوات من اللحظة التي تجلس بها علي نفس المنضدة في كل عام علها تلتقي عابر السبيل مرة أخري وهي التي لم تعرف القهوة سبيلا لمبسمها قبل ذاك اليوم. تقف مغادرة بعدما انتهت آخر المراسم السنوية لذكراها . تلتقي عند الباب بصوت تألفه روحها ينادي صدفة ترفع عينيها علي طفلة ممسكة بيد والدها الذي لم يكن سوي عابر السبيل.