قال الباحث الأثري أحمد عامر إن "العيدية" تعتبر أحد أهم طقوس العيد التي لا تكتمل فرحة العيد دونها. وجاءت كلمة "عيدية" من كلمة "عيد" وتعني "العطاء" أو "العطف". وهي لفظ اصطلاحي اطلقه الناس علي النقود والهدايا التي كانت توزعها الدولة خلال عيد الفطر وعيد الأضحي علي العامة. والعيدية تضفي جمالاً وبهجة علي أجواء العيد. وينتظرها الأطفال من عيد إلي عيد. حتي تتاح لهم فرصة الخروج مع أصدقائهم وشراء كلما يرغبون فيه. و"العيدية" من العادات القديمة التي مازالت محتفظة ببريقها وأصالتها منذ مئات السنين. تابع "عامر" أن العيدية ظهرت في مصر خلال العصر الفاطمي. وكان يطلق عليها أسماء من بينها "الرسوم" أو "التوسعة". حيث كان الفاطميون يحرصون علي توزيع النقود وثياب العيد علي المواطنين خلال الأعياد. وقد خصص الفاطميون قديماً 16 ألف دينار لتقديم الملابس إلي الناس قبل العيد. وعندما كان الرعية يذهبون إلي قصر الحاكم لتهنئته بالعيد كان يغدقهم بالنقود الذهبية من شرفة قصره. استمرت تلك العادة خلال العصر المملوكي أيضاً. لكن المماليك أطلقوا عليها اسم "الجامكية" والتي تعني "المال المخصص لشراء الملابس". وبعد ذلك تم تحريفها لتصبح "العيدية". وكانت تقدم وسط طبق من الحلوي للأمراء ورجال الدولة كهدية من الحاكم.