رونالدو وميسي. النجمان العالميان الأشهر في كرة القدم. واللذان يقودان فريقي ريال مدريد وبرشلونة. متهمان بالتهرب من الضرائب. ميسي. وجهت له التهمة في العام الماضي. وأحيل للمحاكمة أمام القضاء الإسباني. وصدر ضده حكم بالسجن 21 شهرا مع ايقاف التنفيذ. فقد ثبت انه بالاشتراك مع والده. تحايل لاخفاء مبلغ 4 ملايين و160 ألف يورو عن الضرائب. من خلال شركات في دولتي أورجواي وبليز. في الفترة من 2007 إلي 2009. أما رونالدو فقد تم توجيه الاتهام إليه في أسبوع واحد فقط. بينما يحتفل مع ناديه ريال مدريد بما حققه هذا الموسم من بطولات محلية وأوروبية. حجم التهرب الضريبي لرونالدو هو الأكبر. فقد بلغ 41 مليونا و800 ألف يورو. وهو أمر طبيعي قياسا علي دخله.. فقد وضعته مجلة "فوربس" علي قمة لاعبي الكرة في العالم من حيث الدخل. حيث وصل دخله السنوي إلي 93 مليون يورو. وخلال التحقيق معه. لم يذكر رونالدو ثروته الحقيقية. وعندما سئل عن أرباحه من حقوق استغلال اسمه وصورته إعلانيا خلال الفترة من 2011 إلي 2014 كذب علي المحققين وقال إنها 11.5 مليون يورو. بينما أثبت المحققون أنها 43 مليونا. وتبين أنه استخدم شركة في إحدي الجزر البريطانية. لتمرير أرباحه من خلالها إلي شركة أخري في ايرلندا لتضليل السلطات الضريبية في أسبانيا. القضية ازعجت إدارة نادي ريال مدريد والجهاز الفني للفريق خوفا من تأثيرها علي رونالدو خلال الموسم الجديد حيث تنتظره جلسات محاكمة قبل أن يقرر القضاء إدانته أو براءته. ويتوقعون له أن يحصل علي حكم مماثل لحكم ميسي. نظرا لتشابه القضيتين. وان كان من المحتمل أن يكون الحكم عليه أقسي قياسا إلي حجم تهربه. ومشكلة الضرائب. مشكلة شائعة في أوساط كرة القدم في العالم كله. لقد تحولت كرة القدم إلي "بيزنس" هائل في كل دولة. يقدر حجمه بمئات المليارات. فهو لا يتوقف علي اللاعبين فقط. بل علي الأجهزة الفنية للفرق أيضا. ووكلاء اللاعبين وسماسرتهم. فضلا عن كل الأنشطة المتعلقة باللعبة ومتطلباتها. اللاعبون يقبضون الملايين كأجور ومرتبات ومكافآت طوال العام. ويحصلون علي عشرات الملايين في صفقات احترافهم في الداخل أو في الخارج. وتحصل الأندية علي نسبة من عقود احترافهم ومن صفقات انتقالهم إلي آخره. كما يحصل الوكلاء والسماسرة علي الملايين أيضا. وأساليب التحايل في عقود اللاعبين والمبالغ التي يتقاضونها معروفة. وغالبا ما لا يتم الكشف عن الأرقام الحقيقية للمبالغ لسلطات الضرائب. وإذا كان رونالدو وميسي قد تم ضبطهما متلبسين بالتهرب الضريبي. فلأنهما الأشهر في العالم. ولأنهما في أسبانيا حيث القوانين الضريبية الصارمة. ولو فتحنا ملف التهرب الضريبي في مصر فلن نغلقه. لا في أوساط الكرة المصرية. بل في كل الأنشطة القائمة في المجتمع. والكل يعرف ذلك. ومع هذا لم يتم فتحه بجدية رغم أن الاصلاح الضريبي أحد أركان الاصلاح الاقتصادي. ولو فتحنا هذا الملف بجدية. فإن حصيلة التهرب الضريبي يمكن أن تساهم في سد جزء كبير من عجز الموازنة العامة للدولة.