منذ يومين. أدلي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح. النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي بتصريح حول الوساطة التي تقوم بها بلاده لتسوية الأزمة الحالية مع قطر تضمن نقطتين تستلفتان النظر. وتستحقان التوقف عندهما. قال ان حل الخلاف بين السعودية والإمارات والبحرين. وبين قطر من الضروري أن يتم في الإطار الخليجي. وقال أيضاً انه لمس استعداد المسئولين في قطر لتفهم حقيقة "هواجس" و"مشاغل" أشقائهم. والتجاوب مع المساعي السامية تعزيزاً للأمن والاستقرار. والنقطتان تثيران سؤالين: هل الخلاف القائم الآن هو بين السعودية والإمارات والبحرين وحدها وبين قطر. أم هناك دولة رابعة تقف مع الدول الخليجية الثلاث في نفس الخندق. أو تقف الدول الخليجية الثلاث معها في نفس الخندق. اسمها مصر؟! السؤال الثاني: هل كان ما جري ويجري حتي الآن. قائم علي "هواجس" و"مشاغل" لدي هذه الدول. تواضع المسئولون في قطر وتنازلوا وأبدوا استعدادهم ل "تفهم حقيقتها"؟! رأيي أن تصريح وزير الخارجية الكويتي يضرب القضية كلها في مقتل. هناك موقف موحد في أربع دول. وليس ثلاثا ضد قطر. هي مصر والسعودية والإمارات والبحرين. تم التوصل إليه عبر اتصالات مباشرة وتنسيق كامل بين القيادات السياسية لهذه الدول في أعلي مستوياتها. وهو موقف غير قابل للتجزئة أو التصنيف.. هذا خليجي وهذا غير خليجي.. هو موقف عربي. وهناك ترجمة موحدة لهذا الموقف. في صورتين: قرارات واجراءات موحدة بقطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية وإغلاق الحدود البرية والمنافذ البحرية والمجالات الجوية. وتم الإعلان عنها بالتزامن من عواصم الدول الأربع. والصورة الثانية. تتمثل في مطالب موحدة أيضاً. أعلنت الدول الأربع قطر بها تتعلق بوقف تمويلها للارهاب وكل ما يتصل بهذا المطلب من توابع. أي وساطة لا تنطلق من هذه القاعدة. ولا تتعامل مع القضية كما هي في الواقع. أو تعيد تصنيف الدول الأربع. تفتقد الموضوعية. أما الأكثر إثارة للدهشة في تصريح وزير الخارجية الكويتي. هو إعلانه استعداد المسئولين في قطر لتفهم حقيقة "هواجس" و"مشاغل" أشقائهم. هل يتصور أحد أن أربع دول يمكن ان تتخذ هذا الموقف الجاد والحاسم. وتلك القرارات والاجراءات التي لقيت تأييداً اقليمياً ودولياً. بناء علي "هواجس"؟! و"مشاغل"؟! هل رأي قادة هذه الدول الأربع في منامهم أن قطر تدعم الإرهاب وتمول جماعاته. فاستيقظوا علي قلب رجل واحد ليعلنوا الحرب السياسية والاقتصادية والتجارية عليها؟! وإذا كان تعبير "هواجس" هو ما تدفع به قطر الاتهام عن نفسها.. فهل يكون وسيطاً محايداً من يتبني توصيف أحد الطرفين لدوافع الطرف الآخر؟! علينا أن نحمد الله. أن وزير الخارجية الكويتي قال هواجس.. فربما كان هذا هو التعبير الدبلوماسي البديل عن كلمة "هلاوس".