عندما تشير عقارب الساعة الي منتصف الليل ستلتف الجماهير المصرية والعربية حول شاشات القنوات الفضائية سواء في المنازل أو علي الكافيهات والقهاوي لمتابعة الديربي العربي ذي النكهة الأفريقية بين منتخبنا الوطني ونظيره التونسي في افتتاح مواجهات المجموعة العاشرة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لأمم أفريقيا 2019 بالكاميرون.. وهي مواجهة من النوع الثقيل التي يمكن ان نقول عنها: عينك ما تشوف إلا النور. من فرط قوتها وكثرة نجوم الفريقين. ومما لا شك فيه ان مثل هذه المواجهات تعتبر بطولة خاصة في حد ذاتها وأن الفوز فيها هو هدف استراتيجي للفريقين فضلاً عن أن المنافسة الحقيقية في المجموعة العاشرة تنحصر بين منتخبنا ومنتخب تونس حيث تضم المجموعة معهما منتخبي النيجر وسيراليون وينص نظام التصفيات علي تأهل أصحاب المركز الأول في المجموعات مباشرة الي النهائيات في الكاميرون بجانب ثلاثة منتخبات تكون هي أفضل الحاصلين علي المركز الثاني في جميع المجموعات باستثناء مجموعة البلد المستضيف للبطولة الأفريقية وهي مجموعة الكاميرون والمغرب وجزر القمر ومالاوي والتي ستعرف تأهل منتخب واحد من المنتخبات الثلاثة باستثناء المنتخب الكاميروني المتأهل مباشرة الي البطولة الأفريقية. وقد أضفت تصريحات الثقة من الجانبين المصري والتونسي علي هذه المباراة طابع الحماس المبكر وزاد من سخونتها في وسائل الإعلام قبل أن يلتقيا علي أرض ملعب ستاد رادس بالعاصمة التونسية ورغم محاولات بث العزيمة من وراء هذه التصريحات إلا ان كل جهاز فني يعمل ألف حساب لمنافسه فهيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب الوطني قلق لعدة أسباب أتي علي رأسها اقامة المباراة علي ملعب استاد رادس وسط حضور جماهيري كبير خاصة ان الجماهير التونسية معروف عنها حماسها الشديد في تشجيع لاعبينا وهو ما يمنح لاعبي تونس أفضلية ويؤثر علي أداء لاعبي الفراعنة. فضلاً عن ان المنتخب يعاني بشكل كبير في الناحية الهجومية حيث يعاني الخواجة الأرجنتيني فلا يمتلك إلا عمرو جمال لاعب الأهلي كمهاجم وحيد صريح ومعه محمود كهربا لاعب الزمالك الذي يلعب كجناح إلا أن كوبر يعتمد علي الدفع به في الهجوم لتعويض اصابات مروان محسن وأحمد حسن كوكا وعدم انضمام باسم مرسي. سيناريوهات وهناك أكثر من سيناريو داعب ذهن كوبر بشأن التشكيل الذي سيخوض به المباراة مثل الدفع بالمجموعة الأساسية للفراعنة والتي خاضت منافسات بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة والمكونة من عصام الحضري في حراسة المرمي وأحمد فتحي وعلي جبر وأحمد حجازي ومحمد عبد الشافي في خط الدفاع ومحمد النني وطارق حامد وعبد الله السعيد في الوسط ومحمد صلاح وعمرو جمال ومحمود كهربا في الهجوم. أو أن يتم بالدفع بشريف إكرامي في حراسة المرمي باعتباره الأكثر تألقاً بين الحراس في الفترة الأخيرة بينما يتم الدفع بأحمد فتحي أو "المحمدي" كظهير أيمن وثنائي قلب دفاع هما حجازي وسعد سمير وعبد الشافي ظهير أيسر باعتبار ان سعد سمير يقدم موسماً مميزاً أفضل من جبر الذي يشهد حالة من التراجع في أدائه مع الاعتماد علي النني وبجواره سام مرسي في الوسط وأمامهما السعيد وفي الجناح الأيمن محمد صلاح والجناح الأيسر كهربا أو رمضان صبحي والهجوم عمرو جمال. أو يتم الدفع بالحضري وأمامه المحمدي ورامي ربيعة أو جبر وحجازي كقلب دفاع وعبد الشافي أو كريم حافظ كظهير أيسر ويعد عبد الشافي هو الأقرب مع الدفع بالنني وفتحي أو حامد في الوسط وأمامهما السعيد وعلي الجناح الأيمن مصطفي فتحي أو أحمد الشيخ والجناح الأيسر كهربا أو رمضان صبحي وصلاح كمهاجم صريح. أو ان يتم الدفع باكرامي وأمامه أحمد المحمدي أو أحمد فتحي ظهير أيمن وجبر وحجازي قلب دفاع وعبد الشافي ظهير أيسر والنني وحامد الوسط وأمامهما السعيد وجناحين هما صلاح أو مصطفي فتحي ورمضان صبحي وأمامهم عمرو جمال أو كهرباء. أو الدفع بالمحمدي أو عمر جابر وسعد وحجازي وفتحي في الدفاع والنني ومرسي في الوسط وأمامهما السعيد وفي الجناحين صلاح وكهربا وأمامهم جمال أو عمرو وردة. ومع كل هذه السيناريوهات والأوراق إلا انه يبقي ان التشكيل الأفضل من خلال المشهد العام للقاء هو دخول أحمد فتحي في وسط الملعب علي حساب محمد النني أو طارق حامد وان يتولي أحمد المحمدي قيادة الجبهة اليمني مع الاعتماد علي محمود عبد المنعم كهربا كمهاجم ويأتي من خلفه رمضان صبحي أو عمرو وردة وعبد الله السعيد ومحمد صلاح. نسور قرطاج علي الجانب الآخر يلعب منتخب نسور قرطاج بكثافة عددية في منطقة خط الوسط والاعتماد علي جناحهم الطائر علي معلول لاعب النادي الأهلي والذي قد يسبب أزمة دفاعية للمنتخب التونسي بسبب وجود محمد صلاح في هذه المنطقة وهناك أيضاً اللاعب المشاغب طه ياسين الخنيسي هداف النسخة الأخيرة من مسابقة الدوري التونسي برصيد 15 هدفاً. وبالتالي فمن المتوقع ألا تخرج تشكيلة المنتخب التونسي عن رامي الجريدي ورامي البدوي وعلي معلول وصياح بن يوسف وياسين مرياح والفرجاني ساسي ومحمد أمين بن عمر وغيلان الشغلالي ونغيم السليتي ويوسف المساكني وطه ياسين الخنيسي. مواجهات وعبر تاريخ مواجهات المنتخبين الممتدة عبر 31 مباراة تبقي هناك 4 مباريات حافلة في ذاكرة عشاق المنتخبين بعد ان شهدت نتائج ثقيلة وصادمة لكل منهما. ففي 11 ديسمبر 1977 فاز منتخب تونس علي منتخبنا برباعية مقابل هدف في مباراة شهدت تفوقاً ملحوظاً لنسور قرطاج أداء ونتيجة. وتمكن منتخبنا من الثأر من رباعية نسور قرطاج حينما لقن نظيره التونسي درساً قاسياً في فنون الساحرة المستديرة وهزمه برباعية دون رد. وفي 26 مارس 2000 استطاع الفراعنة الفوز علي منتخب تونس بثلاثة أهداف دون رد في مباراة مثيرة لا تنسي. وفي الرابع من يناير لعام 2004 عاد نسور قرطاج للتفوق علي الفراعنة بفوز مثير بثلاثية مقابل هدف.