يقول د.عمر عبدالحارث خليل نائب مدير الحديقة النباتية في أسوان والباحث في معهد بحوث البساتين إن تناول ثمار البلح مع اللبن في إفطار المغرب خلال شهر رمضان يعتبر غذاء كاملاً لاحتوائه علي كافة العناصر اللازمة لتعويض ما فقده الجسم خلال فترة الصيام. موضحاً أن البلح يحتوي علي الكربوهيدرات وعناصر الحديد والبوتاسيوم وفيتامينات أ. ب. ج ومضادات الأكسدة والعناصر المعدنية المختلفة وعنصر الفلور الذي يمنع تسوس الأسنان. كما يحتوي اللبن علي الكالسيوم والدهون المختلفة لذلك يعتبر البلح باللبن وجبة متكاملة. قال: إن تناول التمر بين وجبتي الإفطار والسحور مفيد جداً. ولكن لا يفضل تناوله في السحور لأن السكريات والأملاح بشكل عام تعطي احساساً بالعطش أثناء الصيام ويفضل أن يحتوي السحور علي عناصر البوتاسيوم التي تقلل الاحساس بالعطش والتي تكون موجودة في فواكه الموز والمشمش وقمر الدين. أشار إلي أن "عسل البلح" أو ما يسمي بدبس البلح يعتبر غذاء مفيداً جداً لعلاج أمراض الأنيميا باعتباره شراباً محبباً يشبه العسل الأسود ويحتوي علي عنصر الحديد. أكد عبدالحارث أن جميع الديانات السماوية تقدر البلح فقد ذكر في 23 موضعاً بالقرآن الكريم منها نخيل ونخل ولينة. كما أن هناك أحاديث نبوية عديدة عن أهمية البلح والنخل. أضاف أن الإخوة المسيحيين يقدرون النخيل أيضاً لأن ولادة سيدنا المسيح عيسي كانت تحت جذع نخلة. كما يوجد عيد لدي المسيحيين يسمي "أحد العسف" وهو ذكري دخول سيدنا المسيح إلي أورشليم القدس وكان في استقبال أنصاره وهو يحملون أغصان الزيتون وسعف الجريد. كما يقدسه اليهود لدرجة أنهم يطلقون علي بناتهم اسم "سمارة" وهو الاسم العبري للتمر وذلك تيمنا بهذا الاسم حتي تكون بناتهم ذات خصوبة وجمال مثل النخلة. يضيف عبدالحارث أن النخيل هي إرث عظيم تركه لنا الأجداد ويجب الحفاظ عليه والاهتمام به كمحصول استراتيجي وتلاحظ في الآونة الأخيرة قلة الاهتمام به حيث يوجد في مصر 14 مليون نخلة بينما يوجد في محافظة أسوان مليونا نخلة. ويدخل في العديد من الصناعات التي توفر فرص عمل كثيرة للشباب. أضاف أن محافظة أسوان يوجد فيها العديد من الأصناف الفاخرة من البلح الجاف مثل السكوتي والبرتمودا والقنديلة والملكابي نظراً لأن هذه الأنواع تنجح زراعتها في الجو الحار والجاف بخلاف التمر الرطب الذي يجود في المحافظات الأخري.