إن كان ما نشرته صحيفة "المصري اليوم" أمس حول واقعة اعتداء نجلي حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين علي ضابط مرور في طريق الكورنيش بالزقازيق قد حدث فعلاً بنفس الألفاظ وردود الأفعال فإنني أعلنها بالفم المليان أننا لم ولن نتغير!! وهذا ملخص سريع لما نشرته الجريدة علي لسان شهود الواقعة: * أحمد وعمر نجلا محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة كانا يقفان في مكان مخالف علي الكورنيش. * توجه إليهما أحد أفراد كمين المرور وطلب منهما الانصراف. * أحد الشابين رد عليه قائلاً: "امشي يا غبي يا حمار من هنا.. انت مش عارف أنا مين"؟؟؟!!! * توجه إليهما الضابط وهو الملازم أول محمد فؤاد وفي صحف أخري نقيب وطلب منهما التحرك من هذا المكان. * رد أحد الشقيقين: احنا هانعلمك الأدب ونطلع "ميتين ..." في مكتب مدير الأمن بتاعك!!!!! * تعدي الشقيقان علي الضابط بالضرب والسب!!! * تجمع المواطنون وحاولوا ضرب نجلي رئيس الحزب. * تدخل الضابط وخلصهما من أيدي المواطنين وقام بتسليمهما لقسم الشرطة وحرر محضراً رسمياً لهما. * الشابان قالا: احنا ولاد محمد مرسي واللي بيحصل ده غلط كبير!!! * في اليوم التالي.. شوهد الشابان يشربان الشاي مع رئيس مباحث القسم..!!! * الضابط تنازل عن المحضر مجبراً...!!! * زملاء الضابط بوحدة المرور غضبوا بسبب تواطؤ الداخلية مع الإخوان وانصرفوا تاركين الوحدة خاوية. * ثمانية من قيادات الإخوان هم الذين ضغطوا علي الضابط للتنازل وساعدهم في ذلك مدير الأمن ورئيس المباحث!!! * إخوان الشرقية ادعوا أن الضغوط مورست علي نجلي محمد مرسي وزوجته للتنازل وأنهما استجابا بعد أكثر من ساعتين من المفاوضات!!! إن الواقعة بهذا الشكل الذي صورته "المصري اليوم" تعتبر كارثة فعلاً وقد قصدت أن أسردها كاملة ليعرف القاصي والداني ما نحن فيه. لقد توافرت بالواقعة وفق سرد الجريدة ما كان يحدث أيام النظام السابق ولم يكن يعجب الإخوان بالذات. وكانوا ينتقدونه ليل نهار خاصة تطاول "الصفوة" علي الشرطة والسؤال التقليدي من أحد أبناء هذه الصفوة: انت مش عارف أنا مين؟!.. وأيضاً الضغوط علي الضباط أصحاب الحق الذين أهينوا فعلاً للتنازل عن الإهانات والاعتداءات التي تعرضوا لها من ابن فلان باشا وابن علان بك!!! السؤال الآن: إذا كان الإخوان وأولادهم يتصرفون هكذا اليوم وبعد ثورة قامت لإعلاء كرامة المواطن المصري.. فماذا سيفعلون إذا حكموا البلد؟!.. أم أن ما حدث في طريق الكورنيش بالزقازيق هو ترجمة حرفية أمينة لمقولة: "طُظْ في مصر وشعب مصر"؟!!! إنني أعتب علي الضابط الشاب تنازله. وأعتب أكثر علي والده لواء الشرطة السابق أن أجبر ابنه علي هذا التنازل المهين مهما كانت المبررات. كان علي الضابط أن يتمسك بحقه القانوني والإنساني ولو قطعوا رقبته.. وبلاها خدمة في الشرطة من الأساس. بهذا فقط يمكننا التغيير. وبغير ذلك أقولها بأعلي صوت: "لن نُغيِّر ولن نتغيَّر أبداً".