قامت إدارة الوعظ بالأزهر الشريف في الإسكندرية بتجربة جديدة وهي النزول إلي المقاهي لتوعية المواطنين ودعوة الشباب للوسطية والاعتدال والبعد عن التشدد والإجابة علي كل تساؤلاتهم وذلك في استجابة سريعة لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بضرورة تطوير الخطاب الديني يقوم فيها علماء الأزهر بالتنسيق المسبق مع صاحب المقهي قبل عمل اللقاء ويحرصون علي ارتداء الزي الأزهري بالكامل لزيادة الطمأنينة لدي الجالسين علي المقهي ويتم اختيار الكثافة السكانية بالمنطقة والأماكن القريبة من الحرفيين. "المساء" حضرت اللقاء الذي جمع بين مشايخ الأزهر عبد العزيز أحمد وعبد الكريم إبراهيم ومحمد يوسف وبين ورواد أحد مقاهي منطقة ميامي.. في البداية قال العلماء إن هذه التجربة جاءت من منطلق الحرص علي تجديد الخطاب الديني وإجراء لقاءات مباشرة مع المواطنين ومناقشتهم في أمور الدين والدنيا بما يساهم في نشر الفكر الوسطي المعتدل في المجتمع وإبعاد الشباب عن التطرف والأفكار المغلوطة عن الدين الحنيف. أضاف العلماء أن هذه التجربة لن تقتصر علي المقاهي فقط بل سنذهب إلي الشواطئ في الصيف والنوادي والجامعات وتجمعات الشباب أينما كانت لتوعيتهم بصحيح دينهم.. مشيرين إلي أنهم بدأوا المقاهي الثقافية منذ فترة وأنهم دائما يحرصون علي غرس القيم الأخلاقية وحب الوطن ونبذ الغنف واحترام الإسلام لحرمة الإنسان وأحكام الأسرة وكيفية التوبة وأنهم قاموا بعدة لقاءات داخل المقاهي بمناطق العجمي ومحرم بك والمندرة. وحول سؤال عن كيفية اختيار المقهي أشاروا إلي أنهم يختارون المقهي بناء علي مدي الإقبال علي المقهي ويفضلون المكتظ بالمواطنين والشباب للإجابة علي أكبر قدر من الأسئلة لزيادة الوعي والاستماع إلي الرأي والرأي الآخر حتي ولو كان هناك اختلاف في الآراء. من جهتهم أكد الشباب أنهم استفادوا كثيرا من التجربة الرائدة التي يقوم بها مشايخ الأزهر الشريف حيث كانت تدور في خلدهم أسئلة كثيرة وكانوا يحتارون في الإجابة عنها علي الانترنت حيث تتضارب الإجابات ولكن قدوم المشايخ لأماكن تواجدهم أفادهم كثيرا واستثمر وقتهم فيما يفيد بدلا من ضياعه فيما لا يفيد كلعب الكوتشينة والطاولة والدومينو. أسئلة الشباب تركزت الأسئلة التي وجهها الشباب لمشايخ الأزهر علي ما يخص حياتهم مثل سؤال إسلام سعيد "طالب" عن مدي مشروعية التواصل مع الفتيات عبر "فيس بوك" فأجابه الشيخ عبد الكريم إبراهيم أن التواصل مع الأجنبيات من المنظور الديني يعتبر "حرام شرعا" خاصة إذا كان التواصل خارجا عن المألوف ويثير الغرائز ويتحدث في المحرمات وهذا يعد من أكبر المخاطر التي تواجه الأسر المصرية ولذلك يجب علي أولياء الأمور مراقبة أبنائهم ونصحهم بالحسني في كيفية التواصل في الخير فمواقع التواصل فيها إيجابيات وسلبيات ويجب علي الشباب التركيز علي الجانب الإيجابي فيها والابتعاد عن السلبي. كما سأل عزت حسين "عامل" عن الطلاق عبر فيس بوك أو واتس آب فقال الشيخ محمد يوسف في حالة الطلاق عبر تلك الوسائل الحديثة وإرسال رسائل علي الصفحة الشخصية للزوجة يرجع في الأساس لنية الزوج في الطلاق والتأكد من أنه من قام بإرسال تلك الرسائل للزوجة ونيته حاضرة علي الطلاق يصبح الطلاق صحيحا. وسأل هاني صبرة "تاجر" عن زواج القصر ؟.. فأجاب الشيخ عبد الكريم إبراهيم .. القانون هو الذي يحدد سن الزواج وفي حالة الزواج قبل السن المسموحة ومطابقته للشروط والتي من أهمها الإشهار وحضور الوكيلين يصبح زواجا شرعيا صحيحا ولكنه ليس قانونيا ويعامل في القانون علي أنه زواج عرفي .. وحذر الشيخ عبد العزيز أحمد من الزواج المبكر لأن عواقبه وخيمة ,مشيرا إلي أن مسئولية الأزهر تنحصر في الدعوة والتعليم وليس من اختصاصاته إصدار قانون ينظم عملية الزواج المبكر لأن الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع والأزهر ليس سلطة تنفيذية. كما سأل أحمد محمود "تاجر" لماذا لم يتدخل الأزهر أثناء مطالبة البعض بإلغاء مادة الدين في المدارس ؟.. فقال الشيخ محمد يوسف إن الأزهر ليس له سلطة علي المدارس إلا الأزهرية فقط ولا يجوز إلغاء مادة الدين بل علي العكس حث الأزهر مرارا علي جعلها مادة أساسية لأن العلماء ورثة الأنبياء ونعمل جاهدين علي تقوية الوازع الديني لدي الناس لأن هدف الأزهر استقامة المواطنين. وتدخل رمضان أبو زيد "عامل" فاستفسر عن شهادات التأمين علي الحياة وأرباح وفوائد البنوك ؟.. فأجابه الشيخ عبد الكريم إبراهيمپإن دار الافتاء المصرية أكدت علي أن التأمين جائز شرعا بجميع أنواعه لأنه من باب التكافل الاجتماعي وفيما يتعلق بأرباح البنوك فهناك خلاف بين الفقهاء علي حرمة فوائد البنوك فهي حلال في حالة المضاربة من قبل البنك وحرام في حالة القرض. ثم سأل سامح علي "تاجر" عن كثرة الفتن المنتشرة في مجتمعنا حاليا؟.. فأكد الشيخ عبد العزيز أحمد أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال "أمتي مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة عذابها في الدنيا الزلازل والفتن والقتل" ولكن هذا لا يمنع أن بعص العصاة موكلون إلي الله وسيعذبهم بقدر أعمالهم ومن الممكن أن يعفو الله عنهم. ثم استفسر حمدي السيد "موظف" عن الغلاء هل هو غضب من الله ؟.. فأشار الشيخ عبد الكريم إبراهيم إلي أنه لابد من وجود يقين في الله بأنه الرزاق والرسول صلي الله عليه وسلم قال في حديث "لو أنكم تتوكلون علي الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير, تغدو خماصا وتروح بطانا" ويجب علي كل مسلم ومسلمة أن يطور نفسه ويعمل بكل جهد ويأخذ بالأسباب .. ولابد من تحري الحلال لأن المعصية أثرها موجود ولها شؤم في الرزق قال تعالي "ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك" وقال تعالي في سورة الطلاق "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل علي الله فهو حسبه. إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا". وأخيرا سأل جمال حسن "عامل" بمناسبة التواجد بالمقهي هل تدخين الشيشة حرام شرعا وهل يوجد مايوه شرعي وآخر غير شرعي ؟.. فأجاب الشيخ محمد يوسف بأن التدخين بكافة أنواعه حرام شرعا لأن الضرر واضح وكل ما يتصل بالتدخين فهو حرام .. أما بالنسبة للزي الشرعي للمرأة فيجب أن يكون فضفاضا لا يشف وليس ضيقا والمايوه الشرعي لو توافرت فيه شروط الزي الشرعي يصبح حلالا.