تعاظم دور مصر الإقليمي والعالمي منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي قيادة البلاد وعادت قوية مؤثرة في صنع القرار.. الكل يقصدها ويطلب الرأي والمشورة والدعم لإعادة الاستقرار للمنطقة التي تمر بمرحلة بالغة الصعوبة وضربت الحروب الضروس العديد من دولها وتوطن فيها الإرهاب والعملاء والخونة. العرب جميعًا يرون في مصر اللاعب الرئيسي في دعم واستقرار المنطقة لمكانتها السياسية وثقلها الاستراتيجي علي الخارطة الإقليمية والدولية ومن منطلق موقفها الثابت والداعم دومًا لقضايا أمتها العربية والإسلامية ورفضها القاطع لأي تدخلات خارجية في شئون الدول العربية وحمايتها من كل الأعمال التخريبية التي تهدد أمنها. يري العرب في مصر الشقيقة الكبري التي يلجأون إليها وقت الشدة لاستلهام الحكمة في مواجهة التحديات والحفاظ علي ثوابت العمل العربي. وقد عكست كل تلك المعاني زيارة الرئيس إلي دولة الكويت ومملكة البحرين.. حفاوة استقبال الرئيس في البلدين الشقيقين تأصيل لمكانة مصر الكبيرة في نفوس وقلوب قادة وشعوب دول الخليج إذا استثنينا قطر ومؤامراتها الدنيئة علي مصر وقد لاقت زيارة الرئيس تقديرًا من وسائل الإعلام في الكويتوالبحرين وتسابقت في الترحيب والثناء علي دعم ومساندة الرئيس السيسي ومصر لدول الخليج وتأكيده أن أمن الخليج جزءً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. وجاء مقال الكاتب الصحفي الكبير أحمد الجار الله "رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية" تحت عنوان "مع السيسي عبرنا بحور الظلام" ليؤكد مدي المكانة الكبيرة التي يحظي بها زعيم مصر بين شعب الكويت وكل دول الخليج المحبة والمدركة لمكانة وعظمة أم الدنيا. استهل "الجار الله" مقاله بالترحيب بالرئيس قائلاً: مرحبًا بك. ليس في الكويت فقط. إنما في دول "مجلس التعاون" الخليجي كافة. هذه الدول التي تقاسمت معها مصر المهمة التاريخية الصعبة والشاقة في عبور بحور الظلام التي أرادت إغراقها فيها وحوش التطرف والتوسع. بدءًا من إسرائيل مرورًا بإيران وليس انتهاء بالولايات المتحدةالأمريكية. التي دفعتها إدارة الرئيس باراك أوباما إلي السير خلف شهوات الدم الإيرانية والإسرائيلية إشباعًا لنزوات من لا يزالون يعيشون في كهوف القرون الوسطي. أنت هنا بين إخوانك. الذين كنت عضيدهم في المحنة. فكما بذلت مصر بقيادتك. وعبر جيشها العظيم الغالي والنفيس لدرء خطر "الإخوان" الإرهابيين عنها. كنتم في الوقت نفسه تنقذون المنطقة كلها مما دبرته بليل تلك الجماعة مع الدوائر الإسرائيلية والأمريكية وأجهزة استخبارات غربية لإغراق دول "مجلس التعاون" الخليجي ومصر في بحر الفوضي والحروب الأهلية والطائفية. ودفعت إليه العراق وسوريا وليبيا. وكادوا يبيعون دول الخليج إلي إيران. ويدخلون بقية الدول العربية نادي الدول الفاشلة. طوال السنوات الماضية تحملتم أمانة العمل علي إبعاد شر الإرهاب عن الإقليم من خلال دحره في مصر. وأحبطتم المخطط الإسرائيلي بنقل جماعات الإرهاب العالمي إلي صحراء سيناء. فعلتم ذلك حين لبيتم مطالب الشعب المصري عندما استنجد بجيشه لإنقاذه من براثن حكم مكتب "الأوباش". فكانت ثورة 30 يونيو بداية الخروج من النفق المظلم. ولهذا جاء انتخابكم مجردًا من أي تدخلات لأجهزة استخبارات. كما درجت العادة في بعض الدول العربية. جميعنا نعلم. يا سيادة الرئيس أنك لم تسع إلي كرسي الرئاسة. بل هي أتت إليك عبر الثقة الشعبية المصرية. فلم تسرق أصواتًا أو تدلس في صناديق الاقتراع. والتاريخ يشهد أنها المرة الأولي التي تنتخب فيها مصر بشفافية ونقاء قل نظيره. والتاريخ يشهد أنكم حاولتم مرارًا عدم الرضوخ لمطالب الشعب خوفًا من ألا تكونوا بقدر طموحات شعبكم وشعوب المنطقة والإقليم. لكنكم بالتصميم والعزيمة لم تخيبوا آمال المصريين. فكنتم كل يوم تجددون العهد والثقة. بالعمل والإنجازات. ولهذا أصبحت مصر اليوم بعيدة كل البعد عما يمكن أن ينغص عليها. أو يثير قلق الخليجيين. بل العرب أجمعين. فمصر المستقرة مصدر اطمئنان للعرب كافة. نعم الكاتب الصحفي أحمد الجار الله.. مع السيسي عبرنا بحور الظلام إلي غد أفضل نحو التنمية والبناء والتعمير رغم أنف أهل الشر من الإخوان الإرهابيين والمتآمرين والخونة. وتحيا مصر.