* سيدتي: لا أعرف كيف أقص مشكلتي لك ولكن أعرف أنني سأعيش العمر كله حزينة ونادمة وقد أقتل نفسي في لحظة شجاعة بعد أن يئست من نسيانه. المشكلة ببساطة ياسيدتي أنني أحببت جاري .. وهذه في حد ذاتها الجريمة الكبري والتي لم أكن أعرف أنها ستدمرني .. عمري الآن 19 عاما طالبة في الجامعة منذ فتحت عيني وأنا أراه أمامي نلعب معا ونخرج معا كأسرة كبيرة مكونة من أسرتينا وكان طبيعياً أن يسعد أهلنا بهذا الحب ولكن ما حدث غير ذلك .. فقد تخرج حبيبي وجاري هذا العام وطلبت منه أن يتقدم لوالدي وفعلا تقدم وكانت المفاجأة رفض والدي وقال مازالت صغيرة فقال له حبيبي خطوبة فقط وسينتظرني حتي انتهي من دراستي ولكنه رفض وقال عليك بنسيان الأمر .. بكيت وانهرت وأخبرت أمي بأنني سأنتحر إن لم يوافق والدي لأنه لايوجد سبب لرفضه هو الذي رباه ويعرف أخلاقه جيدا .. فحبيبي يصلي ويعرف الله ولايتجاوز حدود الله في أي شئ بل هو بار بأهله فما الذي جعل أبي يرفض. ولكن إصرار أبي كان غريبا .. وحارت أمي بيني وبينه والتزم أهله الصمت وتقطعت العلاقة الجميلة التي حسدنا عليها الناس لسنوات طويلة. إلي أن سقطت مريضة وأصابتني حالة من الهزال والضعف حتي أنني رسبت هذا العام .. إلي أن كانت صدمتي التي أودت بما تبقي مني وربما قتلتني ذات يوم ليس يأسا من رحمة الله ولكن لأنني كرهت تلك الحياة .. فقد خسرت حبيب عمري وأبي معا ولن يعودا. تستغربين طبعا ولكن الحكاية ياسيدتي أنني وأنا في المستشفي منهارة وأموت جاءني أبي وقال لي سر عمره بعد أن استحلفني ألا أخبر أي إنسان لأن ذلك يضر حبيبي وأسرته وقد يتسبب في خراب البيت وتدميره .. قال : والدته سيدة غير محترمة !! وكانت علي علاقة برجل آخر غير والده!! لم أصدق والدي فوالدة حبيبي سيدة تتمتع بسمعة طيبة وخيرة وكل الجيران تتهافت علي صحبتها فكيف ما يقوله؟ غضبت من والدي وقلت له لأول مرة في حياتي : لا تكذب يا أبي لتنفرني منهم لن يحدث ولن أصدق .. وصرخت وبكيت أن يتركني .. فقال لي بقية الكارثة .. قال لي أنا رفيقها في السر وكانت حبيبتي لسنوات ثم تركتني وابتعدت أكيد لأخر .. والصلاة والتقوي ما هي إلا مظاهر خداعة .. لو أخبرت أحداً ستخربين بيتين بيتنا وبيتهم .. قلت لك لأنقذك مما أنت فيه ولتنسي الأمر وتكتمي سر أبيك الذي تاب وندم ولكنه لن يلقي بك مع سيدة خائنة لزوجها وابنها الوحيد وقد تنقم منك بعد ذلك. منذ ذلك الحين وأنا لا أنام ولا آكل ولا أشعر بالحياة كرهت أبي وأمه ونفسي وكرهت أن أقابل الناس حتي وجدتني أفكر فيك مرة ومرات أتردد ثم قررت أن الجأ إليك لعلك تخرجيني مما أنا فيه أرجول ياسيدتي أطفنئ النار التي تأكلني ما ذنبنا نحن بدنس الأباء وكيف ندفع فاتورة غيرنا وكيف فعل أبي هذا بي وهل حقا هو صادق أم يتقول علي الناس لأصرف النظر .. ربما لأنهم من طبقة متوسطة مثلنا وسأعيش مع والديه فهو ابنهم الوحيد والشقة كبيرة وإيجار قديم وهم قرروا أن نعيش معهم .. وأبي يحلم لي بشقة في مدينة نصر وأسرة ثرية وزوج يملك المال ولايمهمه أي شئ ولكن هل يصم نفسه وغيره ليبعدني عمن أحب وهل كنت لأتزوجه دون موافقته .. برجاء مساعدتي رأسي تنقسم وعقلي منهار. ** عزيزتي : توقفي عن الحزن وتذكري أن هناك الله .. وتأكدي أن هذا الشاب لو كان لك فما استطاعت قوة علي الأرض منعكما .. ولو كان عكس ذلك فما استطاعت قوة علي الأرض جمعكما .. إذن ياحبيبتي الأمر كله معقود باسم الله وله .. فلا داعي للحزن واليأس والوقوف أمام الحائط الضيق واعتباره نهاية الكون .. حطمي هذا الجدار الوهمي ستجدين الحياة رحبة والسماء مفتوحة وكل شئ قد تعلق بيد الخالق لا المخلوق .. فعلام الحزن والخوف والجزع؟! الصدمة كبيرة حقا في لم تحرمك فقط من حبيبك ولكنها شوهت صورة الأب والجارة المحترمة .. ففي من تثقين بعد الأن تلك هي الكارثة الحقيقية ولكن دعينا نتعامل مع المشكلة في إطارها الحقيقي .. واطار الحقيقي يقول أننا بشر لسنا ملائكة .. إذن تحق علينا الخطيئة والتوبة .. أليس كذلك ولاتنسي قول الرسول صلي الله عليه وسلم "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" لو تعاملنا مع بعضنا من خلال هذا الإطار سنعطي للأمور حجمها الطبيعي. أخطأ الأب وكذلك الأم وهذا ليس تهوينا لجريمتهما ولكن أعني المحاسبة في إطار أنهم بشر ويأتي مستوي الجريمة داخل هذا الإطار. تاب الأب وكذلك الأم .. هذا هو الظاهر وإن كان والدك يفترض غير ذلك مادامت سقطت معه فهي الساقطة ابدا !! وعلي كل الأحوال ليست توبتهما قضيتنا .. تعالي نفكر كيف نخرج من الأزمة. هل هناك موعد محدد لو لم تتزوجي حبيبك فيه سينتهي الحب ؟ مؤكد لا مازلت طالبة أمامك ثلاثة أعوام لتنهي دراستك .. وهو أمامه مستقبل يبنيه .. فماذا لو تحملتما القليل من الوقت لأشهار الخطبة .. فقد أحببتما بعضكما لسنوات دون خطبة والتزمتما حدود الله أي لا خلوة بينكما تؤدي لما لايحمد عقباه وتؤدي لجريمة أخلاقية .. الصبر علي الأهل بمزيد من الوقت لتحاوري مع والدك أنكما لاذنب لكما فيما اقترفه هو ووالدة حبيبك وأنه من الظلم الكبير أن تدفعا أنتما تلك الفاتورة وما دمتما لستما طرفا وبما أنه ليس أخا لك فكل شئ قابل للحوار .. وبهدوء سوف تقنعين الأب أنكما لن تدفعا تلك الفاتورة وعليهما وحدهما تحمل الذنب .. ولكن هناك شيئاً آخر عليك التفكير فيه وتنفيذه وهو ألا يأتي اليوم قصرت أم بعدت مسافة هذا اليوم وتخرجين سر والدك ووالدته له .. لن يسامحك حبيبك وحينها ستدفعين جميع الفواتير وحدك .. قد تتقبل الفتاة الإنهيار الأخلاقي لأبيها لأنها تربية مجتمع يغفر للرجل سقوطة ولا يغفره للمرأة .. يفترض التوبة حقا ذكوريا وليس للمرأة .. كيف يقبل هذا وقد خلقت للغواية فقط من منظور شرقي متخلف .. إذن كوني حذرة لا في لحظة غضب أو إنفعال معه أو مع والدته الأن أو لو تزوجتما .. فكري في هذا وفكري كيف تنهين الدراسة فقد تضطركما الظروف للإعتماد الكامل علي عملكما ذات يوم أو ذات قرار .. ولكن كوني علي ثقة أن الأمور كلها بيد الله لا والدك ولا حبيبك ولا أي إنسان .. فهل تعاندين الله يافتاتي لو حرمك هذا الحبيب .. الذي قد يكون حبيبا وقد يكون مجرد وهم لذيذ لأيام الطفولة والشباب والصبا .. وتنضجين وتجدين الحب الحقيقي .. نهاية قصة حب لن تكون نهاية للعالم ولا لحياتك .. فكري وتدبري .. والله معك وأنا من بعد الله سأكون عونا لك وقتما شئت فهذا الباب لكم ومن أجلكم ولوجه الله نقدمه .. وكوني بخير تجديه.