فاجأنا الأمير زين بن رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة بتصريحات مؤسفة عن حقوق الإنسان في مصر لا تصدر عن مسئول أممي رفيع المستوي يُفترض فيه ادراك طبيعة مهام ومسئوليات منصبه.. فما بالك إذا كان هذا المسئول عربياً يعلم جيداً أن مصر مستهدفة "دولة ونظاماً ومؤسسات وشعباً وتاريخاً" من ارهاب عالمي تدعمه دول. انه أمر مخجل فعلا ان يكون المسئول الأممي ملما بكل هذا ثم يعمي أو يتعامي لغرض أو لمرض عما يجري في مصر ويعتبر اجراءاتنا الأمنية تغذي الإرهاب والتطرف..!!! المفوض السامي في قراءته القاصرة وغير المتوازنة بل والمغرضة للأوضاع في مصر زاد الطين بلة حينما قال ان الأمن يجب الا يكون علي حساب حقوق الإنسان. وان حالة الطوارئ والتقارير الصادرة عن عمليات تعذيب واعتقالات عشوائية بأعداد كبيرة والحملة الصارمة علي المجتمع المدني عوامل تسهل التطرف..!!! وإذا كان المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية قد استنكر هذه التصريحات المخجلة للمفوض السامي ورد عليها بما يليق.. فان من حقنا أيضاً ان نرد وان يتضمن ردنا ما عف عن ذكره المتحدث الرسمي أو قاله اجمالاً دون تفصيل أو سقط منه سهواً: * أولاً .. المفوض السامي أطلق تصريحاته المغرضة التي تعبر عن رأيه الشخصي ومكنونات قلبه الأسود وليس رأي مجلس حقوق الإنسان الرسمي.. لسبب بسيط هو انها جاءت في وقت لم يكن المجلس في حالة انعقاد ولا يوجد طلب احاطة من جانبه عن حالة حقوق الانسان لا في مصر ولا في أي دولة بالعالم.. وهو ما يثير علامات استفهام وتعجب عن مغزي وهدف هذه التصريحات.. هل أراد بها تبرير الارهاب في مصر والبحث عن عذر له.. أكيد. هل أراد تقنين المساواة بين الارهابي قاتل الأبرياء والشرطي أو المجند الذي يواجهه ويحاول منعه من ارتكاب الجرائم.. أكيد أيضا. الا يري ان الارهاب أصبح ظاهرة عالمية ولا يميز بين البلاد والثقافات والأديان؟؟.. هو لا يعنيه كل هذا .. يريد أن يهاجم مصر وفقط. * ثانياً.. المفوض السامي تحدث عن "حقوق الإرهابيين" وتغافل عن حقوق قوات الشرطة وانفاذ القانون التي تتعرض لعمليات قتل وقنص وتفجير ممنهجة وآخرها ما وقع منذ يومين في الطريق الدائري ضد قوة أمنية متحركة استشهد فهيا ضابطان شابان وأمين شرطة. المفوض السامي ركز علي مصر وعمي عما يحدث في بلاد عديدة.. في كوريا الشمالية مثلا من اعدامات لأتفه الأسباب. وفي بورما من مذابح علنية ليل نهار ضد المسلمين. وفي تركيا من اعتقالات وفصل من الخدمة بالجملة في كافة القطاعات ومن غلق للصحف ووسائل الإعلام ومن سحل لرجال الجيش في الشوارع بالملابس الداخلية. وفي قطر من احكام بالمؤبد لمجرد انتقاد الأسرة الحاكمة. وفي فرنسا من اقتحام البيوت وتفتيش المواطنين ذاتياً بالشوارع وغلق الحدود واعتقال أي مشتبه به بعد العمليات الإرهابية هناك والمثيلة لما يجري عندنا. وفي إسرائيل من قتل علني للفلسطينيين وتفجير لمنازلهم واعتقالهم بلا محاكمات واقتحام المسجد الأقصي يومياً ومنع المصلين من الصلاة فيه.. أليس أداء الشعائر من حقوق الإنسان..؟؟ المفوض السامي لم ير ولم يسمع ولم يتكلم عن انتهاكات واشنطن ذاتها ضد أي مظاهرات غير قانونية كما اصابه الخرس وهو يري الادارات الأمريكية المتعاقبة تتنصت علي الشعب كله وتقتحم الحياة الخاصة للمواطنين.. أليست حرمة الحياة الخاصة للناس من حقوق الانسان..؟؟ المفوض السامي اصابه "الصمم السياسي" وهو يسمع ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا المستقيل يقول للبرلمان "عندما يتعرض الأمن القومي البريطاني للخطر فلا تسألوني عن حقوق الانسان".. والمفوض السامي اصابة "العمي السياسي" وهو يري قنوات فضائية مثل الجزيرة والشرق ومكملين وغيرها تحرض علي العنف والعمليات الانتحارية في مصر وتمجد في الارهابيين وجرائمهم وتستضيف ارهابيين وتذيع فتاوي تحلل تلك الأعمال.. والمفوض السامي "عمل نفسه من بنها" وهو يري قطروتركيا تدعمان الارهابيين بالمال والسلاح أو وهو يسمع تصريحات روسية رسمية تتهم لندن بأن لها يداً في تفجيري كنيستي طنطا والاسكندرية. * ثالثا.. المفوض السامي خلط الأوراق لأهداف قذرة وارجع الارهاب والعنف إلي فرض حالة الطوارئ والاعتقالات العشوائية والتعذيب في السجون والقيام بحملات ضد منتسبي المجتمع المدني ومنعهم من السفر.. ونرد علي هذا الهراء بالآتي: 1 مصر فرضت حالة الطوارئ بعد اقرارها من البرلمان ووفق قواعد وقيود نص عليها الدستور لمواجهة الارهاب.. وهذا ليس بدعة مصرية.. فتركيا في طوارئ منذ "الانقلاب الفنكوشي" وفرنسا فرضت الطوارئ بعد العمليات الارهابية المشابهة لما حدث ويحدث عندنا. 2 ليست لدينا معتقلات .. لدينا سجون ينزل فيها الصادر ضدهم أحكام قضائية بالحبس وفق القانون والدستور.. ياريت تظهر لنا تقارير التعذيب التي تدعيها.. ثم لماذا لم تتحدث عن حال المعتقلات والسجون في تركياوقطر وإسرائيل من تعذيب واهانة واضراب عن الطعام..؟؟ 3 أي حملة تلك علي المجتمع المدني؟؟.. ان قرارات المنع من السفر تصدرها إما جهات قضائية أو سلطات التحقيق وفق الدستور.. ولا قرار منع واحد أصدرته السلطة التنفيذية وإذا كان لديك قرار أصدرته ياريت تظهره حتي نحاسبها وإذا لم تكن تملك فأجدر بك ان تخرس. هذه التصريحات "المسمومة" اسقطت ملابس المفوض السامي قطعة قطعة ومعها ورقة التوت التي تداري عورته وخلعت قناعه الزائف الذي يرتديه في وصلة من السفه الفاضح والمقرف ليعلم هو وغيره.. اننا لن نصمت أمام أي تجاوز أو انحراف ضد مصر.. وتحيا مصر.