أشاد خبراء الاقتصاد بقرار المهندس شريف اسماعيل بعرض استراتيجية وزارة الصحة والسكان بشأن الحد من الزيادة السكانية الكبيرة والعمل علي تنظيم الأسرة والأخذ بمفهوم الأسرة الصغيرة "طفلين لكل أسرة" علي اجتماع مجلس المحافظين القادم. أكد الخبراء أن الانفجار السكاني الذي تشهده مصر. يمثل خطراً فادحا علي وضعها الاقتصادي والاجتماعي حيث يساهم في تفشي الفقر والجهل والبطالة. مما يتسبب في تدني قدرات البشر وعدم تمكنهم من إحداث أي تقدم في المجتمع مشيرين إلي ضرورة تكثيف حملات التوعية لتشجيع الشعب المصري بكافة طبقاته علي تنظيم النسل. تمهيداً لاتخاذ القرارات اللازمة من قبل الدولة في هذا الصدد. كما أكد الخبراء ضرورة حسن استغلال الثروة البشرية في مصر. وتوجيهها لدفع عجلة التقدم والنمو أسوة بدول الصين والهند وغيرها من المجتمعات التي يبلغ عدد سكانها أضعاف سكان المجتمع المصري. ومع ذلك تمكنت من تطوير قدرات ابنائها وافتتاح العديد من المشروعات وإحداث طفرات اقتصادية وتكنولوجية وثقافية واجتماعية وصحية. كان زيدان القنائي "المتحدث الرسمي لمنظمة العدل والتنمية" قد طالب البرلمان المصري والحكومة بضرورة وضع تشريعات صارمة تحدد إنجاب طفلين لكل أسرة مصرية خلال 10 سنوات. لمواجهة الإنفجار السكاني بالاضافة إلي فرض عقوبات صارمة ورفع مجانية التعليم عن الأسرة التي يتجاوز عدد ابنائها 3 أبناء خلال 10 سنوات وذلك لمواجهة البطالة وظاهرة أطفال الشوارع وزيادة معدلات الجريمة والتسرب من التعليم. د. يمن الحماقي "أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس" أكدت سعادتها بمبادرة رئيس الوزراء بتنظيم الأسرة. خاصة وأن النمو السكاني الرهيب الذي تشهده مصر يمثل خطراً فادحا علي وضعها الاقتصادي. ويعوق التنمية. حيث إن الزيادة الخرافية في معدلات النمو السكاني والنسل تحول دون تطوير البشر سواء من النواحي التعليمية أو الفكرية والصحية والتكنولوجية. مما يتسبب في تفشي الأمية والجهل والفقر وتدني قدرات البشر وعجزهم عن إحداث أي تنمية في المجتمع. ناهيك عن انتشار مشكلات التسرب من التعليم والتسول وغيرها مما يعانيه المجتمع المصري من آفات. أضافت الحماقي: للنجاح في حملات تنظيم الأسرة لابد أن يتم التركيز علي إنجاز محورين. الأول هو التمكين الاقتصادي للمرأة وتشجيعها علي الخروج للعمل. لأن ذلك يشجعها علي تنظيم الأسرة وعدم إنجاب العديد من الاطفال والحرص علي حسن تربية أطفالها وتعليمهم علي أفضل مستوي. وترسيخ القيم لديهم. والإعلاء من قدراتهم وتطويرها. أما المحور الثاني فيتمثل في التميكن الاقتصادي للفقراء وتوعيتهم وزيادة توجيه الحملات الإعلامية والتثقيفية لديهم لتشجيعهم علي تنظيم النسل والاهتمام بتوفير حياة كريمة لأولادهم. أشادت الحماقي بفكرة رفع الدعم عن الأسرة التي يتجاوز عدد أطفالها 3. مشيرة إلي ضرورة تطبيق ذلك علي أرض الواقع ورفع كل المميزات سواء كانت بطاقة تموين أو مجانية تعليم وغيرها من الخدمات المدعمة التي تقدمها الدولة. مؤكدة أن ذلك سيعود بالنفع علي الأسرة المصرية والمجتمع ككل وسيمكننا من اللحاق بركب الحضارة ودفع عجلة التنمية وتحسين مستوي المعيشة للنهوض بمصرنا الحبيبة. الانفجار السكاني د. صلاح الدين فهمي "رئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الأزهر" يري أن مشكلة الانفجار السكاني في مصر. حدث تراخ في الاهتمام بمعالجتها خلال السنوات الثمانية الماضية. حيث أهملتها الجهات المختلفة. ولكن حاليا يتم تسليط الضوء عليها بعد أن تحدث عنها الرئيس. وبالتالي فإننانحتاج بالفعل لاتخاذ خطوة تنظيم النسل. ويجب علي الشعب المصري ورجال الدين إدراك أهمية تنظيم النسل. وانها لا تتعارض مع الشرع. حيث إن هناك فرقاً بين تحديد النسل وتنظيم النسل فالتحديد حرام. أما التنظيم شيء إيجابي يساعد علي تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة والمجتمع وبذلك فإن فكرة رفع الدعم عن الأسرة في حالة تجاوز عدد أبناء الأسرة 3 أبناء خلال 10 سنوات. هي فكرة إيجابية ورائعة ولا تتنافي مع الشرع. حيث إنها لا تجبر أي أسرة بعدد أطفال معين وإنما ترفع الدعم فقط في حالة زيادة عدد الاطفال. وذلك يساهم في تنظيم النسل ويدفع الأسرة إلي تحمل مسئولية الانجاب والتفكير في مستقبل الأولاد والمستوي المعين الذي سوف يعيشونه خاصة وأن المجتمع المصري في الفترة الأخيرة أصبح يعاني من عشوائية الانجاب. فلابد أن يدرك المواطنين خطورة ذلك. أكد فهمي أيضا ضرورة الاهتمام بتكثيف حملات التوعية حتي يتقبل الشعب المصري أي قرارات يتم اتخاذها أو فرضها بخصوص تنظيم الأسرة وبذلك فنحن نحتاج للمزيد من المحاضرات والندوات لقيم توجيهها للطلاب والأسر بجميع محافظات مصر. مع التركيز علي الريف والطبقات الفقيرة. ولابد أيضاً من أن يقوم الإعلام بدور قوي في هذا الصدد وأن يؤكد لجميع الطبقات علي ضرورة الاهتمام بتعليم الأبناء علي أعلي مستويات والاهتمام بتوفير حياة آدمية لهم. وأن ذلك لن يتحقق إلا من خلال تنظيم النسل. ومن جانب آخر. أكد فهمي ضرورة حسن استغلال الثروة البشرية في مصر. وتحسين قدرات المواطنين وخاصة الشباب وافتتاح المشروعات لدفع عجلة التقدم. أسوة بالصين والهند وغيرها من الدول التي يفوق عدد سكانها عدد سكان مصر ولكنها تحسن استغلال أبنائها في النهوض بمستواها في جميع المجالات. أطفال الشوارع د. رشاد عبده "الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدي المصري للدراسات الاقتصادية" شدد علي ضرورة توعية المجتمع المصري بأهمية تنظيم النسل تمهيداً لاتخاذ القرارات اللازمة من قبل الحكومة في هذا الصدد. خاصة وأن الزيادة السكانية هي أحد أهم أسباب المشكلات التي نعانيها في مجتمعنا ومنها انتشار ظاهرة أطفال الشوارع وكثرة أعداد المشردين والمتسولين ناهيك عن انتشار الفقر والبطالة وغيرها من الأزمات التي نواجهها. أضاف أن حرص الطبقات علي إنجاب العديد من الاطفال هو وجود أفكار ومعتقدات خاطئة لديهم مثل الرغبة في إنجاب الذكور وأن الولد عزوة وبالتالي لابد من التوعية بأهمية البنت وانها مصدر الحنان والرعاية لوالديها. وأنها في العصر الحديث أصبحت تتفوق علي الولد. خاصة في ظل الاهتمام بتعليمها وتشجيعها علي الخروج للعمل. مما أكد أنها نهيب بالمجتمع. وبذلك فإذا نجحنا في تنظيم النسل في المجتمع المصري ينكون قد أنجزنا أولي الخطوات اللازمة لمواجهة ما يعانيه المجتمع المصري من مشكلات مما يساعد علي تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والصحية التي نعيشها.