" السياح مشيوا من مصر قلنا نروح لهم احنا" هكذا لخص العارضون المصريون المشاركون في معرض باريس الدولي للصناعات التقليدية واليدوية " "Foire de paris" هدفهم من الذهاب الي باريس حاملين معهم ما تيسر من المنتجات الحرفية والتراثية المصرية . كل في مجاله . لتشمل المنتجات سجاد الحرانية . وبازرات خان الخليلي ومشغولات الفضة اليدوية ومنتجات النسيج اليدوية . والنجف والاثاث الكلاسيكي . ومنتجات الصدف والتماثيل الفرعونية والجعران . وحتي الموقد اليدوي القديم الشهير "وابور الجاز" . "معرض باريس للمنتجات التقليدية يقام في هذا الوقت من كل عام ويجد اقبالا ضخما علي المشاركة فيه سواء كانت مشاركة دولية او محلية . ويصل عدد العارضين الي ما يزيد علي ألفي عارض . وخصوصية هذا المعرض وسر الاقبال عليه يكمن في انه علي عكس المعارض الاخري . يسمح بالبيع المباشر لمنتجات العارضين سواء للمستهلك العادي او التاجر الصغير . فالهدف الاول للعارض هو بيع معروضاته اما الهدف الثاني الذي يبحث عنه وسط الاف الزائرين فهو احد الوكلاء الذي يمكن ان يعقد معه صفقة تكفيه موسم باكمله وربما عدة مواسم خاصة مع ركود السوق المحلي. لذلك كان القلق باديا علي وجه العارضين المصريين في الايام الاولي للمعرض فالكل متعجل لبيع بضاعته. فعلي الرغم من أن وزارة التجارة والصناعة ممثلة في هيئة المعارض تدعم العارض بنحو من 80% من قيمة مشاركته في المعرض ويتمثل الدعم في ايجار الجناح وشحن المنتجات . الا انه تظل هناك تكلفة السفر والاقامة ولوازم الاقامة . والتي يأملون ان تغطيها مبيعاتهم في المعرض العطلة الطويلة التي امتدت من الجمعة حتي الاثنين " عيد العمال" جاءت بالفرج.. فبدأ الزوار يتدفقون علي المعرض . وكان للجناح المصري نصيب منهم. " الحاج عامر ابو خميس" يجلس وراء كومة كبيرة من كليم وسجاد الحرانية اليدوي الشهير والذي يمثل لوحات فنية رائعة طالما عشقها السياح عندما كانوا يزورن مصر . الحاج عامر الذي يشارك في معارض امريكا والسويد والمانيا يقول ان هذه ثاني مشاركاته في معرض باريس . وقد حرص علي المجئ هذه الدورة "عشان الفرنسيين بيحبوا شغل السجاد اليدوي خاصة منتجات الحرانية" والتي يؤكد انه لا يوجد منافس لها في معرض باريس ولأن السياح الفرنسيين والاوربيين لا يأتون حاليا الي مصر . جئنا نحن اليهم . علي امل استعادة "الزبون الاوربي". "فاتورة المشاركة كلفت الحاج عامر وفقا لتقديره حوالي 60 ألف جنيه تذاكر طيران واقامة وغيره" ويأمل في ان يبيع بضاعته لتغطية هذه التكلفة . كما يأمل في عقد صفقات لاستعادة رواج منتجه التراثي. "خفة الدم المصرية لم تتخل عن بعض العارضين ومنهم عصام عبد المنعم صاحب شركة توت عنخ آمون والذي يشارك بمنتجات خان الخليلي من مشغولات نحاسية ورموز فرعونية اهمها قناع توت عنخ امون ارتدي عصام الطربوش المصري وهو يستقبل عمدة باريس "آن هيدالخو" اثناء افتتاحها للمعرض وزيارة الجناح المصري وطلب منها التقاط صور تذكارية معها " سيلفي". "عصام" شارك في معارض دولية لكنه يشارك للمرة الاولي في معرض باريس وهو يري ان المعرض فرصة جيدة للمنتج المصري سواء للبيع المباشر الذي يغطي جانبا من تكلفة المشاركة او عقد الصفقات مشيرا الي ان المستهلك الفرنسي تشده المنتجات اليدوية والتراثية خاصة المنتج المصري الذي له خصوصيته في هذا المجال . ويشارك خالد محمد سلامة لاول مرة في معرض اوربي بمنتجاته الصدفية التي صنعها بيديه ويري ان زبائنه في مصر كانوا من السياح. "حمدي النجار" المصري الذي يقيم في المانيا ويحمل جنسيتها . كان المنقذ والبديل لنجلي شقيقته اللذين وصلت بضاعتهم المعرض ولم يستطيعا الحصول علي تأشيرة الدخول . فجاء ليعرض منتجات نسجية بديعة تعكس البيئة الصعيدية . فضلا عن تشكيلة من الاحجار والغرز. ويري النجار ان السوق الفرنسي اغلب زبائنه عرب ويقبلون علي المنتج المصري رغم ان المنافسة كبيرة في المعرض من جانب الهنود. "مبادرة نداء" التي تتخذ من الصعيد مقرا لها وتشغل الفتيات في الحرف اليدوية بمعونة من احد برامج الاممالمتحدة في مصر . كانت احد المشاركين في المعارض بالعديد من المنتجات اليدوية في مختلف المجالات مثل السجاد ومنتجات الغوص والدلايات الصدفية ومنتجات نسيجية وصدفية تتميز بالذوق الرفيع والجودة الكبيرة . ويقول الشاب احمد خلف الله المدير التسويقي للمبادرة ان المبادرة تعمل علي تحديث المنتجات اليدوية والتراثية واخراجها بشكل جديد وهناك 17 حرفة تعمل من خلالها نحو 1150 فتاة صعيدية . وجاء اشتراك المبادرة عن طريق المجلس التصديري للحرف اليدوية وبدعم من هيئة المعارض . وقال خلف الله انهم ركزوا علي عرض المنتجات القريبة من الذوق الفرنسي وباسعار منافسة مشيرا الي انه ابرم اتفاقا مع تاجر من الجزائر لتصدير " الكليم المصري ". منتجات الزجاج كان لها نصيب من المشاركة . ويقول المهندس "ايهاب حسن" الذي يشارك بمنتجات زجاجية . انه يشارك في المعرض للمرة الاولي باعتباره معرض بيع مباشر للجمهور . فضلا عن امكانية وجود فرص للتصدير باعتبار هذا المنتج المصري ليس له منافس ويتميز بالجودة. "احمد الفنان" الذي يمتلك ورشة بخان الخليلي جاء بدوره ليبحث عن السائح الاوربي الذي هجر خان الخليلي الذي تباطأت حركة البيع والشراء فيه . ويري الفنان ان "الزبون الفرنساوي" مختلف عن غيره فهو يحب المشغولات اليدوية المصرية خاصة منتجات التراث والفضة. "مشاركة الشباب في المعرض كانت احد الظواهر المهمة في هذه الدورة . من هؤلاء الشباب احمد عبد السلام واحمد طارق المشاركين بمشغولات فضية صناعة يدوية وهي المشاركة الاولي لهما عن طريق المجلس التصديري للحرف اليدوية . وبحسب " الاحمدين" فان الدعم الذي حصلا عليه كان المشجع لهما علي المشاركة التي يتوقعون تحقيق خبرات ومكاسب من ورائها. ايضا" نرمين ثابت" كانت الشابة الوحيدة المشاركة بمنتجات يدوية من مشغولات النسيج وهي المشاركة الاولي لها . وتري نرمين ان مشكلة المشغولات اليدوية تكمن في عملية التسويق . لذلك كانت هذه المشاركة المدعومة من الدولة مساهمة لتسويق المنتج اليدوي المصري مشيرة الي ان السوق المحلي لم يعد يغطي تكاليف الصنعة ويجب ان تكون عيوننا علي التصدير والوصول للاسواق الخارجية . "سامح اسماعيل ابراهيم" مصري مقيم بفرنسا ويشارك في المعرض من خارج عباءة هيئة المعارض وهو يشارك بشكل منتظم . ويعرض ابراهيم المنتجات التراثية الفرعونية والنحاسية ومشغولات عاجية وصدفية. يقول : ان الشعب الفرنسي شغوف بمنتجات التراث المصري خاصة منتجات البازارات والآثار والرموز الفرعونية. خاصة القطة الفرعونية ومفتاح الحياة والجعران. وبحسب ابراهيم فان همه ليس الربح لكن الحفاظ علي سمعة المنتج المصري والترويج له وعقد الصفقات مع السوق الاوربي الذي يعشق الحضارة المصرية. "النجف والموبيليا المصرية" شاركت في المعرض . وكان من اللافت قطع الموبيليا الكلاسيكية المطعمة بالنحاس والتي يصنعها فقط المصريون . ويقول احمد كمال صاحب الجناح انه شارك من قبل منفردا في المعرض وكان يحقق نتائج طيبة . لكنه انقطع لمدة 6 سنوات قبل ان يعاود الاشتراك من خلال هيئة المعارض . مشيرا الي انه يستهدف الجالية العربية في فرنسا والتي تعامل معها وارسل لها "شغل من مصر". ويري كمال ان الوقت مناسب الآن لفتح اسواق خارجية للمنتج المصري . فعلي الرغم من ان تعويم الجنيه اثر علي القدرة الشرائية داخل البلد الا انه قد يكون له جوانب ايجابية علي التصدير. "هيئة المعارض والاسواق الدولية كان لها الدور الرئيسي في الاعداد والتنظيم لمعرض باريس ويأتي ذلك في اطار خطة وزارة التجارة والصناعة لاختراق الاسواق الدولية من خلال هذه المعارض . وربما من ايجابيات هذه المشاركة انها اتاحت الفرصة لصغار المصنعين لعرض منتجاتهم في السوق الدولي . وكان ذلك من قبل مقصورا علي كبار المصنعين في الغالب. يقول محمد عبد الواحد مدير المعارض الخارجية بالهيئة ومدير الجناح المصري بمعرض باريس الدولي ان الهيئة تنفذ 75 معرضا خارجيا في السنة في مختلف القطاعات الانتاجية وذلك باعتبارها احد ادوات وزارة التجارة والصناعة في تنمية الصادرات من خلال المعارض الخارجية . مشيرا الي ان القطاعات المستهدفة تشمل مواد البناء والصناعات الهندسية والكيماوية والبلاستيك والمفروشات والملابس الجاهزة. بحسب عبد الواحد فان السنوات الثلاث الاخيرة شهدت مزيدا من الاهتمام بقطاع الصناعات الصغيرة خاصة بعد ان تولت الوزارة هذا الملف وتم انشاء قطاع داخلها للمشروعات الصغيرة والمتوسطة. وقال احمد طه المسئول بجناح الهيئة انه سيتم تقديم تقرير عن المشاركة يتضمن تقييما للنتائج والايجابيات والسلبيات والتوصيات الخاصة بتطوير المشاركات القادمة.