نادي علي رياض شاب في العقد الرابع من العمر ورث مهنة الجزارة عن والده وفقد بصره إثر حادث سير منذ 18 عاماً تحدي الواقع المرير بعد فقدان بصره وقرر مزاولة المهنة بعد غياب دام أكثر من 4 سنوات بين حوائط غرفة معيشته بمنزل العائلة بقرية المحرص مركز ملويبالمنيا. قال نادي: عندما فقدت بصري كانت الأفكار تراودني خاصة كيف أعمل في مهنة كلها مخاطر وأقل خطأ بسيط قد يتسبب في إصابات خطيرة خاصة أنك تتعامل مع آلات حادة منها "السكينة. الساطور والخنصر" عن حالة اليأس والاحباط والجلوس في غرفة المعيشة نحو 4 سنوات تقريباً ادعو المولي عز وجل أن يعود نظري مرة أخري حتي أتمكن من توفير مصاريف المعيشة لأسرتي ومطالبهم اليومية وقررت أن أعود إلي مزاولة المهنة وقمت بأداء صلاة "الاستخارة" وقاومت أفكاري بأن أكون جليس الفراش وأندب حظي العاثر بل قررت أن أتحدي الواقع المر وأكافح وحولت ظلامي الدامس إلي شعاع من النور وإطلالة أمل وكانت رحمة المولي عز وجل واسعة جداً علي والحمد لله ربنا حقق اللي نفسي فيه وعدت من جديد لمزاولة مهنة الجزارة حتي آكل من عرق جبيني.. قائلاً: لقمة العيش حلوة أوي في عرق الجبين. أوضح انتهزت فرصة قيام والدتي بشراء رأس ذبيحة وطلبت من زوجتي أن تحضر "القُرمة والساطور" والحمد لله قمت بكسرها وتقطيعها وانهمرت شلالات دموع من عيني وبعدها قررت فوراً العودة إلي مهنتي الجزارة ووضعت هدفا أمامي وهو أكون أو لا أكون حيث لا يمكن أن أعمل في الفاعل أو في أعمال التعمير والتشييد وأنا كفيف. قال: أقوم بعملية الذبخ 3 مرات أسبوعياً بمفردي وأقوم بحمل "السلبة وسكينتين وساطور وحامل لرفع الذبيحة" مضيفاً.. استخدامي للسكين وأدوات الجزارة أمر سهيل للغاية نظراً لثقتي بالله أولاً وخبرتي علي مر السنين. أضاف يوجد العديد من الزبائن تنتظرني حتي أقوم بذبح الذبيحة وسلخها وتقطيعها أمامهم والحمد لله عندي عدد كبير من الزبائن. أشار إلي أنه أحياناً يكسب 50 جنيهاً في عملية الذبح والبيع وأحياناً يخسر نفس المبلغ لكن الحمد لله مستورة من عند ربنا. استطرد نادي: أقوم بذبح "الأغنام والماعز وأحياناً الجمال" ولكل زبون نوع من اللحوم المفضلة له. قال: أتمني من الشباب ألا ينتظروا العمل في الوظيفة الميري واستقلال طابور البطالة بل يسعون نحو الرزق.