دائما هذه المساحة المتواضعة مخصصة لطرح مشاكل القراء الاعزاء.. أو لعرض ما هو ايجابي لنقتدي به أو ما هو سلبي فنتحاشاه أو نحاول معالجته ولو بطريقتنا علي أقل تقدير واليوم اسمحوا لي أن أعرض مشكلتي أو طلبي الشخصي الذي نتمناه أنا وعائلتي. حيث لم أكن حاضرا لحظة وفاة والدي في منتصف التسعينيات فقد كنت في وحدتي العسكرية أؤدي واجبي الوطني.. ولكن طوال متابعتي لوالدي في حياته كنت شاهد عيان علي لحظات استسلامه للبكاء والنحيب احيانا.. عندما كان يخلو بنفسه ويتذكر ابنه الذي استشهد في حرب اكتوبر 1973 قبل ان يلبي رغبة والده بالزواج حتي يتفرغ لمهمته الاساسية وهي كسر شوكة العدو الاسرائيلي واخذ ثأر كل الشعب المصري.. وكان يرد دائما علي طلب والده بجملة مكررة "أنا متزوج مصر" ولكني كنت حاضرا وفاة اخوتنا الاربعة الاكبر منه والذين توفاهم الله تباعا.. وهم في ايامهم الاخيرة قالوا لي جملة واحدة ولم يزيدوا وهم يبكون ايضا "عبدالعزيز.. عبدالعزيز يا مصطفي" لم يشغل بالهم لا ابن ولامال ولا أخ علي قيد الحياة.. ولكن كانت وصيتهم هي الشهيد. الان فقط فهمت رسالتهم ووصيتهم والمسئولية التي حملوني اياها وبعد اكثر من 43 عاما يبدو ان الامر كان ينتظر الرئيس السيسي لكي يعيد حقوق كل شهداء الوطن وكل من قدم قطرة دماء واحدة من أجل كرامة هذا الشعب العظيم. اتذكر هذه اللحظات الصعبة دائما عندما تهل علينا المناسبات الوطنية.. ونحن نحتفل غدا بعيد تحرير سيناء.. واخي واحد ممن ضحوا بأرواحهم لكي نحتفل بهذا اليوم.. اخي الشهيد عبدالعزيز بدوي انضم للقوات المسلحة عقب تخرجه واستلامه خطاب التعيين عام 1968 اصيب في حرب الاستنزاف عام 1969 عاد مجددا للخدمة.. كان خطيبا مفوها يستغل كل المناسبات ليلقي خطبة علي الحاضرين ليلهب حماسهم ويطمئنهم علي جيشهم العظيم و متوعدا العدو الاسرائيلي بالهزيمة الساحقة والثأر لزملائه . استشهد بعد العبور باسبوعين في عيون موسي في مشهد حكاه احد زملائه ونشرته جريدة الجمهورية في شهر ابريل 1974 كان بعنوان "شربنا الماء واستشهد عبدالعزيز". أكدت الرواية المنشورة استشهاد البطل والتي لم يكن يعلمها اهله. وذكرت ان الشهيد البطل ضحي بنفسه من أجل زملائه عندما اصر علي احضار الماء وقت حصار العدو لهم.. نجح في المرة الاولي ولكن العدو ترصده في المرة الثانية فاختلط جسده الطاهر برمال سيناء. وبعد كل هذا ألا يستحق الشهيد التكريم لكي يبقي اسمه يتردد بعدما رفض الزواج وان نطلق اسمه علي احدي المدارس في المحافظة التي ولد بها "سوهاج" أو منطقته التي عاش بها "عين شمس". نعم قواتنا المسلحة العظيمة لم تقصر معنا في شئ.. ولكن كل ما يؤلمنا ان الاجيال الجديدة حتي من أقارب الشهيد.. وكل من لم يعاشر تلك الايام لايعرف الشهيد وما قدمه للوطن.. ولذلك نحن نطالب الرئيس السيسي والذي سيعيد حقوق الشهداء ان يخلد اسم الشهيد عبدالعزيز بدوي وغيره من الشهداء الابطال الذين ضحوا من أجل ان نعيش هذه اللحظات بكل فخر واعتزاز.. وتحقيق هذا المطلب سوف يبرد تربة والد الشهيد واشقائه الاربعة. كما ستزرع الانتماء وحب الوطن مرة اخري في أقارب الشهيد ممن لم يحضر ويري تضحياته. سيادة الرئيس.. كلنا أمل في الاستجابة لمطلبنا وخاصة واننا نعلم تقديركم للشهداء واسرهم وايضا نعلم ان الوطن للجميع ويقدر تضحيات كل محب لتراب بلده.. فشهيد اليوم مثله مثل شهيد الامس ما داموا قدموا أرواحهم فداء للوطن.