صدر الكتاب الجديد لأستاذ الأدب العربي بالجامعة العربية المفتوحة بالكويت الدكتور إيهاب النجدي بعنوان ¢أدب الاعتراف¢ عن دار المعارف.. مقاربات تحليلية من منظور سردي¢ والكتاب جديد في موضوعه فلم يوجه الدارسون العرب عنايتهم إلي هذا الأدب ولم تكن مقارباتهم علي ندرتها موسعة أو شاملة وهو ما مثّل حافزا قويا لدي مؤلف الكتاب لبذل وسع الطاقة لرفع الحجب والأستار عن خبيئاته وفرائده. ... يتراءي الاعتراف رافدًا جسورًا لأدب الكتابة الذاتية وجدولا يشق طريقًا محفوفًا بالمخاطر يتسع ويضيق علي قدر ما يمتلك صاحب السيرة من شجاعة الصراحة والاطمئنان إلي المكاشفة ولهذا فإن المتخيّل في فضاء الاعتراف ينزوي وتتحقق فيه فكرة الميثاق "الأتوبيوغرافي" بعلاماته أكثر مما تتحقق في الأشكال السيرية الأخري. وإذا كان الاعتراف - في خلاصته - يمثل إقرارا علي النفس بما تواري في طوايا الأيام من خفايا وأسرار فإن كل خفايا المرء لا تقع في دائرة الخطايا والأوزار. وبهذا فإن الأدب الصادق يلامس جوهر الاعتراف ليس بالتصور الظاهر القريب للكلمة وإنما بالمعني الداخلي ¢الجواني¢ لها حين يستعيد الأديب لحظات الحقيقة الغائبة. ولم يكن أدب الاعتراف فرديا محضا خاصة حين يحلل نقائص المجتمع ومثالبه فيأتي الاعتراف مصحوبا بسياق عام تصطرع بداخله نظم الأخلاق والسلوك والتعليم والتربية والأعراف ويقف عند التكوين النفسيّ للمجتمع ويسعي للتغلب علي معوقات التنشئة القويمة ومعضلات التربية السليمة..و وقد تقصّي الكتاب المعالم البارزة لأدب الاعتراف في ستة فصول تسبقها مقدمة وتعقبها خاتمة بالإضافة إلي جملة من الملاحق تتضمن نصوصا اعترافية من الأدب المعاصر كان أغلبها مدارا للبحث والتحليل فعالج مفهوم الاعتراف وجوهره ودوافعه ونشأته وتطوره وقدّم مقاربات مطولة لنصوصه الاعترافية الدالة علي سماته الفنية والموضوعية.