كشفت دراسة انجليزية أجرتها جامعة هارفارد ان مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أصبحت تشكل خطراً كبيراً علي العلاقات الزوجية ويمكن ان تتسبب في حدوث الطلاق بين الازواج. ولاشك ان شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت تشكل جزءاً أسياسياً في الحياه العصرية ومع مرور الوقت فإن شعبيتها تزايد باطراد وهناك بالفعل فوائد لهذه الشبكات حيث انها تساعد في البقاء علي اتصال مع الناس والتعرف علي معلومات جديدة ولكنها علي الجانب الاخر لها العديد من الجوانب السلبية حيث ان الكثير من الناس يقضون ساعات طويلة امام شاشة الكمبيوتر ويقومون بعلاقات افتراضية بدلاً من اللقاء وجهاً لوجه بالاضافة إلي مجموعة متنوعة من الاثار السلبية الاخري الناتجة عن الاقراض في استخدام الشبكات الاجتماعية يقول د. ابراهيم عيد- استاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس: لاشك ان وسائل التكنولوجيا الحديثة غيرت ما لم كثيرة في حياتنا العملية والدراسية والعائلية أيضاً لقد حملت معها من المشاكل الاسرية فالم تكن تعرفه من قبل كما انها طوقت افراد الاسرة بجدارات العزلة حيث انفرد كل منهم منكباً علي موبايله يتصفح المواقع الالكترونية او غارقاً في الحوارات مع اصدقاء أو مع أناس مجهولين بعضها جاد ومفيد وأكثرها لأغراض التسلية وغيرها. أشار إلي أن مواقع التواصل الاجتماعي "وفيس بوك" تسببت في حالات طلاق كثيرة. أكد ان تزايد نسبة الاشخاص الذين يقضون ساعات طويلة امام الكمبيوتر أو جهاز الموبايل أدي إلي ضعف العلاقات الاسرية سواء بين الام وأولادها أو الزوج بزوجته وأصبح كل فرد من كل أفراد الاسرة يعيش في عالم خاص به وحده بعيداً عن باقي أفراد الاسرة مما أدي إلي انتشار أمراض نفسية منها الاكتئاب وحب العزلة والانطوائية وبطء قابلية الفرد علي قبول قيم المجتمع وثوابت الدين التي سيحل محلها قيم رواد ومستخدمي أجهزة التكنولوجيا الالكترونية الحديثة!! يقول د. سيد صبحي- استاذ علم النفس والصحة النفسية بجامعة عين شمس ان الدراسات الحديثة التي قام بها باحثون من جامعة بوسطنالامريكية أكدت ان الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي يمكن ان يتسبب بالفوضي في العلاقات العاطفية حيث كشف الباحثون عن وجود علاقة بين استخدام الفيس بوك والمشاكل الاجتماعية المتعلقة بالطلاق والعلاقات العاطفية مشيرة إلي ان الغيرة التي يسببها فيس بوك تزيد من المشاكل والمشادات بين الازواج في جميع الاعمار. أشار إلي ان الدراسات أكدت أيضاً ان معدلات الطلاق بين الازواج تزايدت بسبب مواقع الفيس بوك وانه من بين أسباب الانفصال بين الازواج دائمي استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في اكتشاف أحد الزوجين رسائل غير ملائمة وكذلك تعليقات فظة وبها مجافاة للزوج أو الزوجة واكتشاف سلوك غير مرض. أضاف ان دراسة لجامعة ميسوري الامريكية كشفت ان مواقع الفيس بوك تتسبب في الخيانة والطلاق مشيرا إلي ان الاستخدام المفرط للشبكة الاجتماعية يؤدي في كثير من الاحيان إلي تفكك العلاقات الزوجية وتدمير العلاقات الانسانية حيث ان الفرد يقضي أغلب وقته امام مواقع التواصل الاجتماعي مما يؤدي إلي وقوع العديد من المشاكل الزوجية وانفراط عقد العلاقة القوية بينهما والتأثير سلباً علي المشاعر. يؤكد د. حسام غرب- استاذ ورئيس قسم تربية الصحة النفسية بجامعة عين شمس: انه كان من أوائل الباحثين الذين تقدموا ببحثين خلال عامي 2000 و 2001 حذر فيهما مماً يحدث الان من ادمان الانترنت والعواقب الوخيمة التي تترتب عليه وانتهيت منهما ان هذا الانترنت سيصبح منزلقاً خطيرا علي الاسر المصرية وانه سيتحول من نعمة إلي نقمة. أكد ان الاستخدام الزائد عن الجد لتوفير وفيس بوك وإهمال الطرف الاخر وعدم التحدث معه أو حتي عدم ابداء أي اهتمام لحوار ما يثير الغضب ويولد مشاكل وغيره ومشاعر سلبية تجاه الاخر ينتج عنها تدمير العلاقة الزوجية مؤكداً علي انه يجب علي المقبلين حديثاً علي الزواج بضرورة تقليص الوقت الذي يقضونه أمام تلك الشبكات. يؤكد د. أحمد جمال ماضي أبوالعزايم- استاذ الطب النفسي: ان الخيانة الزوجية أصبحت في يومنا هذا سهلة جدا باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي حيث يدخل الشخص إلي الشات من خلال الفيس بوك حيث يتعرف الزوج علي امرأة افتراضية في البداية ومن ثم تتحول إلي حقيقية لاحقا فمن كان مستعداً للخيانة الزوجية يذهب ويلتقي بمن تعرف عليها عبر الفيس بوك وتبدأ العلاقة اما الزوجة فربما لاتشك ولكن قد تنكشف اللعبة وتحدث الكارثة وتنتهي العلاقة الزوجة وهذه السهولة لاتنطبق علي الرجال فقط بل يمكن للزوجة ايضاً ايجاد عشيق لها عبر الفيس بوك فتدخل في المحادثة في غياب زوجها ويقع الازواج في الهاوية. اشار إلي ان الاحاديث تبدأ عادية وبريئة في البداية ثم سرعان ما تتطور ليتحول العالم الافتراضي إلي بداية للدخول في عالم الفرص وكيفية استغلالها. أضاف ان الناس الذين يحاولون التعرف علي الاخرين ويدمنون الجلوس طويلاً أمام الفيس أو تطبيقاته المختلفة علي أجهزة المحمول هم عادة أناس يحبون العزلة أو يعانون من مشكلة نفسية ما فتتحول تلك المحادثات إلي وسيلة للتنفيس والحديث عن موضوعات لايمكن التطرق اليها عبر الوسائل العادية. أكد د. أبو العزايم ان الاسلوب الامثل لحل المشاكل هو اللجوء إلي المراكز النفسية لأنها لديها القدرة علي التفكير الصحيح لحل الازمات والتفكير الجاد وأيضاً تتميز بالحيادية. تقول د. زينب شاهين- استاذ علم الاجتماع بالجامعة الامريكية ورئيس مركز قضايا المرأة انه إذا لم تقرر مواقع التواصل الاجتماعي إلي تدمير العلاقة الزوجية فإنه يبقي بمثابة تهديد مستمر للزوجة والزوج والاولاد مؤكدة علي ضرورة قيام الوالدين بمراقبة اولادهم عندما يدخلون إلي هذا العالم الغريب. اشارت إلي ان هناك دائماً ثمناً يدفع الناس نتيجة التطور المتسارع للتكنولوجيا بشكل عام وتكنولوجيا العالم الافتراضي للانترنت بشكل خاص من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المتمثلة في الفيس بوك وانستجرام وغيرها من وسائل التاواصل التي تظهر يوميا فمنهم من يختار السير علي الطريق الصحيح ومنهم من يجلب المشاكل لنفسه وما علي الشخص سوي الاختيار. وتري د. هناء المرصقي- استاذ علم الاجتماع بكلية ثبات عين شمس : ان مواقع التواصل الاجتماعي أصبح يستغلها البعض في كشف اسرار البيوت مما يهدد استقرار الاسر مشيرة إلي ان هناك طرقاً أخري يمكن للسيدات اللجوء اليها في حالة وجود المشكلات مثل مكاتب الاستشارات الاسرية المعتمدة فهي منافذت للكشف عن هذه الحقائق. وتنصح د. هناء المرأة بعدم الفضفضة أو إذاعة اسرارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لان ذلك سيؤدي إلي هدم بيت الزوجية مؤكدة علي ضرورة ان تلجأ صديقة لها موثوق بها بدلاً من اللجوء إلي اشخاص لا تعرفهم عبر التواصل الاجتماعي.