شم النسيم الذي احتفل به المصريون - أمس - يعتبر يوم لهو وسعادة ومرح.. يوم يجتمع فيه المصريون علي مائدة واحدة تضم وجبة محببة لهم قوامها السمك والخضراوات والفاكهة والخبز.. السمك أنواع أهمها الفسيخ والرنجة مع البصل والليمون والخس.. كل مصري يأكل كل ما يحلو له. ومنذ عهد الفراعنة والمصريون يخرجون في هذا اليوم للهو واللعب والاستمتاع بالنسيم العليل والهواء النقي في أجمل أجواء السنة.. أجواء الربيع الرائعة. ورغم الفرحة بهذا اليوم الجميل الذي يعتبر عيدا لكل المصريين.. إلا أن أصحاب الضمائر الخربة والمستغلين للظروف "عكننوا" علي الغلابة والبسطاء وحولوا سعادتهم بقدوم الربيع إلي حزن وكآبة بزيادة أسعار وجبة شم النسيم إلي أرقام كبيرة جدا.. فمثلا الفسيخ تعدي ال 355 جنيها والرنجة إلي 70 جنيها.. ورغم ذلك احتفل البسطاء وتناولوا الرنجة والفسيخ طبقا للإمكانيات المتاحة. ومادام هذا هو عيد كل المصريين.. فما أصل هذا الاحتفال وما معني شم النسيم؟! يقول المؤرخون إن عيد شم النسيم يعتبر من الأعياد التي ورثها المصريون عن الفراعنة وحافظوا علي الاحتفال بهذا العيد حتي العصر الحالي. ويبدأ الاحتفال بشم النسيم مع بدء الربيع بحيث تشتمل المظاهر الاحتفالية علي تلوين البيض. وتناول الفسيخ. وهي من الأكلات التي تخصص لهذا اليوم بالذات. بالإضافة إلي التوجه إلي المنتزهات والحدائق العامة. ويرجع الاحتفال بشم النسيم لأول مرة إلي حوالي 5 آلاف عام. حيث بدأ في عهد الأسرة الثالثة من الفراعنة. إلا أن بعض المؤرخين يرجحون بدء الاحتفال إلي فترة ما قبل الأسر. حيث أقيم أول احتفال بهذا العيد في مدينة أون. أما تسمية شم النسيم فترجع إلي اللفظ الفرعوني "شمو". والذي يعود معناه إلي بعث الحياة.. حيث إن يوم الاحتفال يصادف اليوم الذي بدأ فيه خلق الكون كما كانوا يعتقدون. ونظرا لاختلاف اللغات واللهجات التي سادت بين سكان مصر.. فقد تم تحريف اللفظ ليتحول إلي "شم".. أما إضافة لفظ النسيم إليه فأتي بعد عصور الفراعنة نظرا للجو المعتدل وهبات النسيم التي تكون سائدة خلال فترة العيد. وقد بدأ الفراعنة بالاحتفال خلال فترة الانقلاب الربيعي. في اليوم الذي تعتدل فيه ساعات الليل مع ساعات النهار. والذي يتلاقي مع دخول الشمس برج الحمل. حيث اعتادوا بأن يتوجهوا قبل وقت الغروب نحو الجهة الشمالية للهرم. ليتمكنوا من مشاهدة الحدث الغريب الذي كان يقتصر حدوثه علي هذا اليوم. ألا وهو غروب الشمس. حيث تصل الشمس إلي نقطة معينة أثناء غروبها. تبدو فيها كأنها تقف علي قمة الهرم. والتي مازالت تحدث حتي الآن. ومن ثم تعود المصريون منذ مئات السنين علي الخروج إلي الحدائق العامة والمتنزهات والمناطق الخضراء للاحتفال بعيد شم النسيم. للتمتع بالجو اللطيف الذي يدخل مع بداية الربيع واللون الأخضر الذي يكسو الأراضي بحيث يصطحبون معهم الأطعمة التي يحضرونها خصيصا لهذا العيد. والتي تتمثل بالحياة والخصوبة والخلق. كما كان معتقدا لدي الفراعنة القدماء. ومنها: البيض الملون وإضافة النقوش المختلفة عليه وتعليقه علي أبواب المنازل من أجل إطلاع الشمس عند الشروق. وتحقيق الأماني المنقوشة عليه. بالإضافة إلي الخس والحمص الأخضر الذي يبدأ موسمه مع بداية فصل الربيع وأيضا الفسيخ.. والبصل فكان يرمز لدي المصريين القدماء للغلبة علي الموت والمرض حيث إنهم كانوا يعتبرون البصل دواء لأمراض كثيرة. ** كلمة هامة: شم النسيم.. عيد يفوح منه نسمات المصريين.