احتشد المئات من أبناء الإسكندرية من مختلف الطبقات لتقديم واجب العزاء في شهداء الشرطة من الحادث الإرهابي الذي شهدته الكنيسة المرقسية وذلك بالعزاء الرسمي الذي اقامته مديرية أمن الإسكندرية لضباط وأمناء وأفراد حيث تم وضع صور الشهداء علي جانبي السرادق الضخم وتم تخصيص جزء منه لعزاء السيدات حيث حضرت أسر الشهداء السبعة وشهد حالة من البكاء والنحيب خاصة مع حمل بعضهم لأطفالهم الرضع فيما حضر السرادق وفود من المنطقة الشمالية العسكرية والكنيسة الارثوزكسية ووفد من حزب النور وجامعة الإسكندرية وقنصل لبنان واليونان وفلسطين وأعضاء مجلس النواب. روت أسرة الشهداء اللحظات الأخيرة من حياتهم فتقول لبني محمد زوجة الشهيد محمد صبحي أمين شرطة بإدارة المفرقعات كنا سنحتفل هذا الشهر بعيد زواجنا الثاني فلدينا طفل عمره 8 أشهر وفي يوم الحادث كان طفلنا مريضاً ودرجة حرارته مرتفعة فرفض زوجي ان يحصل علي إجازة وطلب مني ان اذهب به بمفردي للطبيب وتوجه فجراً إلي عمله إلا انني شعرت طوال اليوم بحالة انقباض في صدري فتوجهت إلي حماتي والدة الشهيد وطلبت منها الاتصال بمحمد فاتصلنا عدة مرات دون مجيب حتي فوجئت بالجيران يطلبون منا التوجه للإسكندرية فعلمنا بالخبر المشئوم. وقالت نحن مازلنا عرسان ولم نفرح بشبابنا فماذا استفاد الإرهابي الذي أضاع زوجي. أما والدة الشهيدة أمنية رشدي فتقول: لقد كانت أمنية طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الحقوق وتدرس بجانب عملها وكانت أمنيتها ان تدخل كلية الطب فهي تعشق خدمة الآخرين وفي يوم الحادث ايقظتني فجراً وهي كانت المرة الأولي التي تنتدب فيها بالعطارين وقامت بإيقاظي وتقبيل يدي ورأسي وقالت لي إنها ستحضر لي مفاجأة سعيدة لم تبلغني بها إلا عند عودتها ولم اعلم ان المفاجأة هي رحيلها عنا وودعت اشقاءها طالبة منهم الدعاء لها وقالت قبل ان تنتهي موعد خدمتها بأقل من 28 دقيقة فوجئت بالصراخات تنطلق من الجيران بعد ان هز التفجير ارجاء منزلنا المجاور للكنيسة لأكتشف انها رحلت وتركتنا. أما والد المجند محمد رفعت امام مسجد بالشرقية فقال: نجلي كان قد حصل علي إجازة لمدة اسبوع وتلقي اتصالاً من الشهيدة العميدة نجوي التي يعمل معها وطلبت منه الحضور فقطع إجازته في رابع يوم لعودته لعمله ومات معها. أضاف لقد كان ابني يستعد لخطوبته واحضرنا مواد البناء لبناء منزله الجديد ولكن نحتسبه عريساً في السماء. أضاف: ولحظة الحادث كان يتحدث مع ابنة خالته ويبلغها بموعد عودته فسمعت صوت الانفجار وانقطع الاتصال وعلمنا بعد ذلك بالحادث المشئوم..أضاف: الشهيد كان أصغر ابنائي واحبهم إلي قلبي. من ناحية أخري التقت "المساء" بوفد من الكنيسة حضر لتقديم واجب العزاء فيقول محب شفيق أمين اتحاد أقباط من أجل الوطن: لقد حضرت لرد الجميل لضباط الشرطة الذين ضحوا بدمائهم أمام الكاتدرائية وفدوا بأرواحهم الشعب المصري والعدد الكبير من شهداء الشرطة يدل علي كثافة الخدمات التي أمام الكنيسة لحمايتها ولكن الإرهاب الخسيس لن يتركنا لنحتفل ولم يتركهم لأداء مهام عملهم وهدفه كان أكبر من ذلك ولكن مصر أقوي من الإرهاب. يقول الانبا بافلي الاسقف العام بالإسكندرية إن رجال الشرطة الافاضل واخواتنا الشهيدات قاموا لدور عظيم في حماية المصريين وضحوا بأنفسهم لانقاذ الناس في محيط التفجير ولهم منا كل الاحترام والتقدير وهم الآن في عالم الأحياء إلي الأبد. أما القس بولس عوض أمين مساعد بيت العيلة قال ان الإرهاب يستهدف المصريين جميعاً وليس قبطياً أو مسلماً ولابد من مواجهته بالفكر والتنوير. أما د.عصام الكردي رئيس جامعة الإسكندرية أكد ان الجامعة منذ اللحظة الأولي وقفت لتقديم الدعم من خلال مستشفياتها التي أعلنت حالة الطوارئ ولم يتبق لدينا سوي حالتين بالعناية المركزة ونحن علي أتم الاستعداد لتقديم العون لأسر الشهداء والمصابين إذا طلب منا. أما قنصل الصين فأكد ان الصين تدعم مصر في حربها ضد الإرهاب وتصديها له بكل قوة. يقول علي د.محمد سلطان محافظ الإسكندرية ان الضربات الموجعة التي تواجهها الدولة للإرهاب تجعلهم يستخدمون جميع الأساليب لمحاربة الدولة ومحاولة إثارة الفتن بين أبناء نسيج الوطن ولكن مصر لن تسقط وستظل صامدة في مواجهة أي محاولة للقضاء علي الأمن والأمان الذي نعيش فيه. يقول النائب محمد الكوراني عضو مجلس النواب: هذه ليست ساعة الحزن ولكنها ساعة التلاحم بين أبناء الوطن لوحدة الأمة والأحداث التي تتوالي والإرهاب الذي نتعرض له لن يتركنا ولكن مصر لن تركع. أما النائب كمال أحمد عضو مجلس النواب عن دائرة الحادث فيقول: لقد فقدت الشرطة الكثير من أبنائها في الحادث الأليم أثناء قيامهم بتأمين احتفالات الإخوة الأقباط وهذه ليست المرة الأولي التي تضحي فيها الشرطة بدمائها لحماية الوطن فنحن في معركة مع الإرهاب وسننتصر فيها بإذن الله.