مثل الكثيرين .. اعتراني حالة عدم تفاؤل بمجرد صدور قرار تعيين الزميل أسامة هيكل وزيراً للإعلام. ليس لسوء ظن في شخصه لا سمح الله.. ولكن لوضوح المجاملة الفاضحة في قرار تعيينه والتي كشفت مدي استمرارية الأخذ بنظام الاستعانة بأهل الثقة وليس أهل الخبرة مثلما كان يفعل الرئيس المخلوع!! وهكذا أثبتت الأيام صدق ما يعتريني من عدم تفاؤل بصدور القرار العسكري بتفعيل قانون الطوارئ خاصة فيما يتعلق "بالفقرة الفضفاضة التي تشير لتطبيقه علي كل من ينشر أخباراً كاذبة". ومن قبل هذا القرار صدور القرار بالوقف المؤقت لإصدار تراخيص عمل فضائيات جديدة ثم أخيراً وليس آخراً قرار وقف بث "الجزيرة مباشر مصر". وقد يتساءل البعض ولماذا الهجوم علي الإعلام في الوقت الراهن؟ والإجابة واضحة وهي بسبب فشل الهجوم علي الحركات الثورية والثوار وعلي المليونيات السلمية التي اتخذوها نهجاً لتحقيق أهداف الثورة .. حيث تبين لمتبني هذا الهجوم علي الثوار ان فشلهم يرجع إلي تأييد الإعلام للثوار وفضحه لحقيقة الأزمات المفتعلة حولهم مما ساهم في استعادة الثوار لقدرتهم علي تنظيم آخر مليونية بنجاح .. والغريب ان هذا الإعلام الذي ساند الثوار تمثل في قلة من الفضائيات والصحف ليس من بينهما قنوات التليفزيون أو الصحف القومية. قد أثارت ما عرضته الجزيرة مصر استياء عاماً بين المواطنين وتساولاً هو: ما الذي جعل الأمر يصل إلي هذا الحد من العنف؟! ولماذا تغيبت الشرطة من أمام السفارة ثم ظهرت بكثافة بعد خراب مالطة .. خاصة ان قرار وزير الداخلية بانسحاب الشرطة يوم الجمعة كان يخص فقط ميدان التحرير وليس الجيزة أو موقع السفارة؟ ولماذا لم تطلق الشرطة تحذيراتها للمواطنين من البداية بعدم الاقتراب من السفارة إن كانوا ثواراً؟؟ ولماذا لم تتصد لهم إن كانوا بلطجية؟ أعتقد من وجهة نظري بعد هذا السرد يتضح لماذا تصريحات هيكل حول قرار غلق الجزيرة وهي تصريحات غير مباشرة؟ ولماذا أيضاً تفعيل قانون الطوارئ خاصة فيما يتعلق بالإعلام؟ يا سادة لن تنجح الثورة إلا بتطهير الإعلام.