بعيداً عن الجفاف في صياغة العلم والتاريخ. وفي وصف الآثار. والأحياء. والمناطق. والمعالم. أبدع الفنان التشكيلي الرائد والمؤرخ الفني والأستاذ الجامعي يحيي الزيني. سفراً جليلاً يحمل عنوان "المدينة بين التنسيق والتأصيل" صدر في 360 صفحة من القطع الكبير. وفي ورق كوشيه فخم. ويضم عشرات من اللوحات لمعالمنا وقصورنا وبيوتنا الأثرية في عدة مواقع. وجهود ترميم بعضها متجسداً في صور فوتوغرافية. الكتاب أصدر الجهاز القومي للتنسيق الحضاري. وبتحريض من رئيس الجهاز سمير غريب. الذي دفع يحيي الزيني إلي جمع عدد كبير من أبحاثه ومقالاته ودراساته العلمية بين دفتي هذا الكتاب. وكتب له سمير مقدمة وافية ركزت علي الدور العلمي والريادي والفني البارز لصاحب الكتاب. كشاهد علي واقع العمارة لدينا علي مدي سبعين عاماً. صياغة الكثير من أبواب الكتاب تنقل صاحبه إلي حيز الإبداع الأدبي مباشرة. فهو يحسن صياغة النثر الفني. ويملك تقديم حبكة حكائية. والنموذج الرائع هنا الباب الذي يحمل عنوان: "صاحبة المقام الرفيع في ميدان الكونكور بباريس" سارداً تاريخ المسلة الفرعونية المنقولة من الأقصر إلي باريس. والتي نحتها رمسيس الثاني وخلد عليها انتصاراته. وتم نصبها في الميدان الباريسي عام 1836 أيام الملك لويس فيليب. الكتاب يضم كذلك عدة أبواب مهمة وتستوفي أهدافه. هي التراث العمراني ومعني التاريخ. والبيئة العمرانية وجودة الحياة. وفي التنسيق الحضري والقيم الحضارية. والفن والعمارة وحدود المسئوليات والحدائق التراثية والتوازن البيئي. والبحث عن الجوهر الضائع.. الطابع.. وفي كل من هذه الأبواب عدة فصول.