يجب علي صحيفة الاندبندنت ان تضع نجمة داوود في أعلي الركن الأيمن من صفحتها الأولي وتعلن انها صحيفة إسرائيلية وليست بريطانية بدلاً من اللف والدوران وبث السموم والوقيعة والادعاء انها محايدة ومستقلة.. في حين ان كل كلمة تنشرها عليها "نجمة وقلنصوة" تفضحان نوايا وأهداف أصحابها. إسرائيل تغلي من موقف تركيا رداً علي الجريمة التي ارتكبتها البحرية الإسرائيلية ضد سفينة المساعدات التركية "مرمرة" العام الماضي التي توجهت لكسر الحصار المفروض علي غزة والتي استشهد علي متنها 9 أتراك. ورداً أيضا علي التقرير الفضيحة لبعثة الأممالمتحدة الذي أقر بشرعية الحصار ولام ضحايا الاعتداء ووصفهم بالمتهورين! تركيا طردت السفير الإسرائيلي من أنقرة واستدعت سفيرها وخفضت البعثة الدبلوماسية في كلتا الدولتين واوقفت كافة أشكال التعاون.. باختصار حجمت العلاقات أو بمعني أدق جمدتها. .. وإسرائيل في حالة هياج بعد اقتحام سفارتها بالقاهرة والاستيلاء علي مستنداتها وانزال علمها للمرة الثانية.. والأهم الاعلان صراحة أمام العالم انها مرفوضة شعبياً .. وهي الحقيقة التي حرصت وجاهدت علي مدي 32 عاماً كي لا تطفو علي السطح بهذا الحجم الواسع. .. وإسرائيل تكاد تجن لأن رجب طيب أردوغان الذي اتخذ منها هذا الموقف بل وأمر البحرية التركية بحماية سفن المساعدات يزور الآن دول "الربيع العربي" .. خاصة مصر. لذا.. كان من الطبيعي ان تدور آلة الإعلام سواء الإسرائيلية أو الموالية لها لمهاجمة هذه الزيارة ودق اسفين صهيوني بين الشعوب العربية. وها هي الاندبندنت تتولي هذه المهمة وتقول نحن أهل لها.. حيث ادعت في تقريرها ان أردوغان ذهب للمنطقة متطلعا لبسط هيمنة بلاده وانتزاع زعامة العالم العربي.. وان نظام تركيا الديمقراطي يجعله نموذجا للحكومات الجديدة في مصر وليبيا وتونس.. وان موقف تركيا الحازم تجاه إسرائيل يجعله جذابا للعالم العربي خاصة مع تزايد العداء بالشارع العربي تجاه "الدولة اليهودية"!!.. وان تركيا هي أكثر الرابحين من الربيع العربي خاصة ان الأوضاع الحالية تمهد الطريق أمامها لملء فراغ الزعامة في الوقت الذي أصبحت فيه أكثر الدول قوة مثل مصر وسوريا اضعف مما كانت عليه قبل اندلاع الانتفاضات الشعبية!! كل كلمة في تقرير الاندبندنت "الإسرائيلية" تقطر سما زعافا.. ولكن حتي لا نطيل وتتوه الحقائق.. أرجو ان تنظروا فقط لبعض كلمات التقرير وحللوها بأنفسكم لتعرفوا اغراض إسرائيل منها.. مثل: * "بسط الهيمنة وانتزاع زعامة العالم العربي".. أليس الهدف هو اثارة الدول العربية ضد تركيا انطلاقا من رفضها التاريخي للزعامة التركية عليها؟! * "ملء فراغ الزعامة".. الا يعني ذلك انتهاء دور مصر كزعيمة وعدم صلاحية أي دولة عربية أخري لتلك الزعامة مما يوغر صدور المصريين والعرب علي حكامهم أو من يديرون بلادهم.. وعلي الأتراك أيضا بهدف احداث اضطرابات عربية عربية. وعربية تركية؟! * "الدولة اليهودية" .. أليس هذا التعبير هو اقرار وايمان راسخ من الصحيفة بيهودية إسرائيل وترويج له بلا مقابل؟! * "مصر وسوريا اضعف مما كانتا عليه قبل اندلاع الانتفاضات الشعبية".. الا تستهدف الصحيفة من ذلك ترسيخ الضعف في المصريين وتيئسهم من المستقبل والحط مما انجزوه بوصم ثورتهم بأنها انتفاضة شعبية نكاية فيهم وفي هذه الثورة الحقيقية التي حجمت اسرائيل واوقفت اطماعها وقزمت اصابعها العابثة ومنعت "سيلان" ريقها علي ثرواتنا وعرت مخططها لقتل الشعب انسانيا وصحيا وزراعيا وفكريا وثقافيا؟! ان تعلن الاندبندنت عن هويتها اليهودية أكرم لها من هذا النفاق المفضوح والانحطاط المهني الرخيص. لا تقريرها ولا 100 من أمثاله ستؤثر في مصر .. فالشعب عرف طريقه ويعلم جيدا من هو عدوه ومن صديقه وكيف يتعامل مع الغير .. أي غير .. ومتي يمنح ومتي يمنع. لنا ومعنا الله