خبراء النفس والاجتماع: إغاثة الطفل عن طريق المجتمع المحيط به.. السبيل الوحيد لانقاذه زيادة معدل الجرائم والانتهاكات في حق الاطفال في الفترة الاخيرة ليس من أطراف بعيدة عن الطفل بل من الاسرة نفسها التي تنشغل عنه بالمشاكل والخلافات في حالات الانفصال وتتركه فريسة لزوجة الاب أو زوج الأم يمارسون ضده اشكالاً عديدة من التعذيب!! أكد أساتذة النفس والاجتماع ان التفكك الاسري أو معاناة الاهل في ظل الضغوط الاجتماعية والنفسية أهم اسباب العنف ضد الابناء وتظهر الاعتداءات الجسدية والايذاء المعنوي في صدارة الانتهاكات التي يتعرض لها الاطفال مطالبين بضرورة تفعيل دور مراكز حماية الطفل وتعديل القوانين التي تحميه!! أشاروا إلي ان الابلاغ عن حالات الاطفال الذين يمارس عليهم أي شكل من اشكال التعذيب من جانب المحيطين به في المجتمع هو السبيل الوحيد لانقاذهم لأن الطفل كائن اضعف من ان يطلب بنفسه!! * د. سعيد عبدالعظيم "استاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة" قال: ظاهرة العنف ضد الأطفال مشكلة مجتمعية ويعد الإيذاء المعنوي أبرز الانتهاكات وينتج عنه بناء انسان يعاني اضطرابات نفسية تضر به وتؤذي مجتمعه. ثم تأتي بعدها حالات الاعتداء الجسدي وهو ما ظهر بكثرة خلال الفترة الماضية بسبب تفكك الأسرة وبعض الأسباب التي تعود مباشرة للوالدين مثل اضطرابات شخصية وتعاطي المخدرات وتاريخ اعتداءات سابقة علي الوالدين في مرحلة الطفولة وصغر عمر الأبوين والجهل بطريقة التربية السليمة. أشار إلي ان التعامل مع حالات العنف ضد الأطفال يحتاج إلي مشروع وطني ليس فقط للتعامل مع حالات ما بعد الاعتداء بل نحتاج إلي برنامج يمنع تفاقم ذلك من خلال وضع قوانين صارمة للتعامل مع أي اشتباه للاعتداء وجعل العقاب رادعًا بصورة كافية. وكذلك تفعيل دور التوعية والتثقيف للأسرة عن طريق التربية وطرق العقاب السليم في التعامل مع اخطاء الطفل وتنشيط ادوار المدارس والمراكز الصحية في الكشف علي ما يحدث من عنف للأطفال والاهتمام بتوفير مؤسسات اجتماعية قادرة علي التعامل مع هذه الحالات وايجاد آلية سهلة للمبلغ عنهم. * د. أحمد عبد الله "استاذ الطب النفسي بالزقازيق": الضرب لا يعد بحال من الأحوال وسيلة لتقويم سلوك الطفل وغالبا ما يكون الضرب نتيجة رد فعل سريع من قبل الوالين ويترك لدي الطفل جرحا نفسيا قد تكون آثاره عميقة حتي وإن كبر ويرجع تزايد العنف في مجتمعاتنا إلي عدة اسباب منها الظروف الاقتصادية الصعبة وتزايد معدلات الفقر والبطالة مما يؤدي إلي تراكم الضغوط النفسية علي الوالدين ويضطرون إلي التصرف مع الأطفال بعنف حتي يمنعوهم من طلب احتياجاتهم ومنها اسباب اجتماعية مثل الخلافات الزوجية والتفكك الأسري مما يؤدي احيانا إلي تشرد وضياع الأطفال. اضافت ان قصور التشريعات المعنية بحماية الطفولة علي كافة المستويات وعدم تفعيل القوانين وغياب واجب التبليغ عن حالات العنف التي تحدث للأطفال من أهم اسباب تفاقمها!! أكد ان هناك عدة أنواع أخري تمثل العنف إلي الطفل منها الإساءة اللفظية أو الحركية من خلال التلفظ بعبارات أو اشارات تعبر عن الإهانة النفسية للطفل ويترتب علي ذلك آثار جانبية منها اضرار التعليم من انخفاض مستوي التحصيل الدراسي والتسرب من التعليم واضرار صحية وجسدية مثل فقدان الطفل مهاراته وقدراته العقلية وحدوث كسور في بعض الأحيان واضرار سلوكية من حيث نقص الثقة بالنفس وتخريب الممتلكات والسرقة والشعور بالاحباط والاكتئاب والوحدة لهذا يجب ان يعمل المجتمع علي الارشاد من حيث الابلاغ عن أي حالات عنف تحدث في المدرسة أو الأسرة وتفعيل دور الأخصائيين الاجتماعيين والتركيز علي الاعلام الاجتماعي لتعليم الوالدين التربية والتنشئة السليمة للأطفال. * د. نادية رضوان "أستاذ علم الاجتماع بجامعة بورسعيد": العنف ضد الأطفال ظاهرة عالمية وتحدث علي مر العصور وكان المسئول عن إلقاء الضوء عليها هم حملات "اليونيسيف" بالاشتراك مع مراكز الأمومة والطفولة والاعلام خلال الشهور الماضية خصوصا بعدما اعتبر الآباء ان الأطفال ملكية خاصة لهم يفعلون بهم ما يريدون من تهتكات جسدية ونفسية من بعد ما تجردوا من الحس الإنساني وفقدوا القدرة علي تلبية متطلباتهم وفشلوا في التربية السليمة لهم نتيجة ما يتعرضون له من ضغوط اقتصادية واجتماعية لذلك من الضروري تكثيف حملات التوعية للأسرة وحث المواطنين علي ضرورة التبليغ عن أي إهانة تحدث للطفل أو اعتداءات والعمل علي تشريع قوانين حازمة تحمي الأطفال يلزم علي الدولة تحسين المستوي المادي للأسرة ومساندتهم حتي لا يشعر الأب بالتقصير وتدمير صورته امام طفله والحس المعنوي لديه. * د. سيد عفيفي "استاذ علم الاجتماع بجامعة الفيوم": السبب الرئيسي وراء تشرد الأطفال والعنف ضدهم هو التفكك الأسري الناتج عن قانون الخلع الذي يعطي الزوجة الحق أن تنفصل في خلال شهرين عن زوجها مما أدي إلي ارتفاع معدل نسب الطلاق وهدم الأسر لذلك لابد من إلغاء ذلك القانون أو تعديلات تضمن حق الطفل وتمنعه من اللجوء إلي الشارع أو معاملة زوجة والده القاسية أو زوج أمه ويجب حث افراد الأسرة أو الجيران علي التبليغ عن هذا ان وجدوه لأن الطفل اضعف من ان يطالب بحقه خاصة وان هذه المشكلة تفاقمت حتي وصلت إلي جميع المستويات الاجتماعية.