بعد إعلان شركة "أرامكو" إعادة شحن البترول السعودي لمصر منذ تجميده في أكتوبر الماضي.. وأنها ستقوم بضخ الكميات المتفق عليها مع هيئة البترول المصرية مما يعني أن هناك انفراجة كبري في العلاقات المصرية السعودية وعودة الوئام بينهما وانتهاء سحابة الصيف التي غطت علي هذه العلاقات. اتخذت المملكة السعودية موقفًا آخر يرضي مصر بإسكاتها صوتًا جديدًا من الأصوات المناهضة لمصر.. حيث قضت محكمة في الرياض معنية بقضايا الإرهاب. بإغلاق حساب "عوض القرني" علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لأن هذا الرجل من أكثر المحرضين علي مصر مثل ثورة 30 يونيو. وقد اتهم عوض القرني بنشر تغريدات علي "تويتر" لا تخلو من إثارة الرأي العام المصري وتؤثر علي ترابطه مع قيادته. ويعتبر القرني من العوامل المؤثرة علي علاقة السعودية مع الدول الأخري والتدخل السافر في الشئون الداخلية لهذه الدول. قالت صحيفة "عكاظ" السعودية إن المحكمة قضت بتغريم القرني 100 ألف ريال سعودي بما يساوي "27 ألف دولار" واعترف القرني بهذه الغرامة التي عوقب بها. وقال: "منعت من الكتابة". وقد شرح الموقع الإلكتروني لصحيفة "اليوم السابع" تاريخ القرني وبدايته مع حركة "الصحوة" التي نشأت بدعم من مجموعة علماء وقت حراكهم الدعوي لإيقاظ الناس من غفوتهم حسب وصفهم وبدأ مصطلح الصحوة في الظهور في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي علي يد مجموعة من الأشخاص في ذلك الوقت. وتواجه "الصحوة" اليوم حركة مضادة في السعودية يحمل لواءها عدد من الأشخاص ودائمًا ما يوجهون هجومهم العنيف علي الصحوة وفكرها والأشخاص المعتنقين لهذا الفكر. و"القرني" بالذات له خصومة في السعودية منذ تأليفه كتابه المثير للجدل "الحداثة في ميزان الإسلام".. وقد وصفه أحد المثقفين السعوديين بأنه عرَّضهم لمحرقة حقيقية بتأليفه لهذا الكتاب.. وقال مخالفوه من بعض الإسلاميين إن هذا الكتاب يعد تسطيحًا ثقافيًا. أما عن موقف مصر من "القرني". ففي عام 2010 أدرجته النيابة العامة المصرية كأحد أشد قيادات تيار الصحوة السعودية ضمن قيادة التنظيم الدولي لحركة الإخوان.. وأحالت أوراقه لمحكمة أمن الدولة بتهم تدرجت من غسل الأموال إلي دعم جماعة محظورة. إن مصر تعتبر منع "القرني" من الكتابة علي موقع "تويتر".. لأنه من أكثر المحرضين عليها منذ ثورة 30 يونيو.. خطوة مهمة في إعادة التقارب بين البلدين. تنضم إلي الخطوة الأولي في إعادة شركة "أرامكو" لضخ البترول إلي مصر. ولا يبقي بعد ذلك إلا أن تتجاوز العلاقات بين البلدين هذه الإجراءات المشجعة ويتم التواصل بينهما من خلال الزيارات المتبادلة للوفود للاتفاق علي القضايا الخلافية المعلقة وإعادة الحوار الاستراتيجي بينهما للاتفاق علي العمل المشترك في المستقبل. إن معني وجود خلافات سياسية بين مصر والسعودية فيه إضعاف لقوة الأمة العربية لأنهما ركيزتان أساسيتان في هذه القوة.. وقد أعلنت مصر منذ أن تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي قيادته لها أنها تقف وحدة واحدة مع هذه الأمة وسوف تتصدي معها لأي عدوان يقع علي إحدي دولها. وهكذا يتماسك العرب بقوة وحدتهم.