يبدو أن شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستظل مادة ثرية للصحافة والصحفيين.. كما يبدو أن الكتابة عن الرئيس الأمريكي وسلوكياته تجذب الكثير من القراء. في الشهر الماضي كتب الصحفي شارلز إم برو في النيويورك تايمز مقالاً. ذكر فيه أن ترامب بحاجة دائمة "لسحق منافسيه بالأقدام". وسرعان ما وجد المقال صدي واسعاً في أوساط الرأي العام والمتخصصين. إذ تلقي الكاتب رسالة موقعة من 35 شخصاً من المتخصصين في الطب النفسي والصحة العقلية يؤكدون فيه مشاركتهم الكاتب مخاوفه. قالت الرسالة: إن صمت منظمات الصحة العقلية في البلاد يرجع إلي قاعدة "جولد ووتر" التي فرضتها هذه المنظمات علي نفسها بعدم تقييم الشخصيات العامة في البلاد. لكن هذا الصمت أدي إلي منعنا "الموقعين علي الرسالة" عن إفادة البلاد بخبراتنا وتوفيرها للصحفيين وأعضاء الكونجرس الذين يساورهم القلق الشديد في هذه الفترة الحاسمة.. لكننا نخاف من أن يستمر صمتنا طويلاً. أشارت الرسالة الموقعة من 35 من حملة الدكتوراه والماجستير الأمريكيين في مجال الطب النفسي إلي أن "خطابات ترامب وأحاديثه وسلوكياته توضح عدم قدرته علي التسامح مع وجهات النظر المخالفة له. ويتسبب ذلك في ردود أفعال غاضبة منه.. كما أن كلماته وسلوكياته تشير إلي عجزه الشديد عن التعاطف مع الآخرين.. والأشخاص من أصحاب هذه السمات يشوهون الواقع ليناسب حالتهم النفسية. ويهاجمون الحقائق ومن يكشف عنها "من الصحفيين والعلماء". وفي وجود زعيم قوي. من المرجح أن تزيد هذه الهجمات. حيث يريد أن يؤكد أوهام عظمته الشخصية. ونحن نعتقد بأن الاضطراب العاطفي. الذي تؤكده أفعال وأقوال ترامب يجعله غير قادر علي القيام بوظيفته بأمان كرئيس للبلاد. وما إن ظهر المقال والرسالة في النيويورك تايمز حتي وجدا صدي لدي الصحف الأمريكية. فقد نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز تقريراً تحت عنوان: "لماذا يمر المعالجون النفسيون بمثل هذا الوقت العصيب من الحديث عن ترامب"؟ جاء في التقرير الذي كتبته سوميا كارلا منجلا. أن المعالجين النفسيين لم يشهدوا فترة يتحدث فيها المرضي حول قضية واحدة مثلما يشهدونه هذه الأيام! ونقلت عنهم أنه أسبوعاً بعد أسبوع يتزايد عدد المرضي الذين يشكون من نوبات الهلع والأرق بسبب الرئيس ترامب. وأنهم لا يستطيعون التركيز في العمل.. كما أن إحدي السيدات تحولت لديها هذه المخاوف إلي الشعور بآلام جسمانية بعد أن أصبحت الكوابيس تطاردها كل ليلة. وقد سبق لصحيفة الإندبندنت البريطانية أن نشرت موضوعاً يوم 30 من يناير الماضي. جاء فيه أن علماء النفس يشخِّصون حالة ترامب بأنها تمثل الأعراض التقليدية للنرجسية الخبيثة. وأن كثيراً من خبراء الصحة العقلية يتفقون علي هذا التشخيص ويحذرون الرأي العام! ويقول الخبراء النفسيون: إن ترامب "يعاني من خلل عقلي خطير. وأنه غير قادر عقلياً علي رئاسة البلاد". ويعرفون النرجسية الخبيثة "بأنها مزيج من النرجسية واضطراب الشخصية المعادي للمجتمع والاتجاه العدواني والسادية!". وإذا كان ذلك هو رأي الخبراء الأمريكيين والبريطانيين أو علي الأقل من نقلت عنهم الصحف في الرئيس الأمريكي. فمعني ذلك أن هذا الرجل ليس خطراً علي أمريكا وحسب. وإنما يشكل خطراً علي العالم بأكمله! إن ترامب باعتباره رئيساً لأمريكا. وهي القوة العظمي الأولي في العالم. لا يمكن اعتباره رئيساً لأمريكا وحدها. وإنما هو رئيس الكرة الأرضية. بل وللبشرية كلها. إن جاز هذا التعبير! وما دام الرئيس الأمريكي يستحوذ علي الزر النووي. فلا يمكن في ظل ما يقوله عنه خبراء النفس. الاطمئنان علي مستقبل الإنسانية والجنس البشري. وبدون شك فالقلق من ترامب لا يقتصر علي الأمريكيين والغربيين فقط وإنما يمتد عبر الكرة الأرضية. من أقصاها إلي أقصاها!