حضرت لي بعد عدة تليفونات أملاً في أن نقابلها وننشر مأساتها وحينما حضرت لم تنتظر لتجلس وتستريح حيث إن دموعها تسبق خطواتها. وحينما تحدثت صرخت في وجهي بحرقة ارحمونا من التشرد.. ارحمونا من الضياع.. يا تلحقونا.. يا تموتونا.. فجلست وبدأت تحكي لنا المأساة. الحاجة نوال عبدالحميد عمرها 62 عاماً ربة أسرة وتسكن في منطقة عين شمس تقول : أنني وبعد هذا العمر الطويل ورحلة كفاح مع أسرتي الصغيرة استطعنا أن نقوم بتجميع تحويشة العمر لنبحث لنا عن سكن وجدران تحمينا من غدر الزمن ووضعناها في شقة بالعقار رقم 3 بشارع عيد أو معتق وبدأنا نشعر بالاستقرار والحياة المستورة. في أحد الليالي فوجئنا بمن يطرق علينا الباب ويريد طردنا من العقار ويرمينا في الشارع. ولست وحدي الذي تعرضت لهذا الاعتداء ولكن أنا ومعي 70 أسرة. أي 300 شخص يتراوح أعمارهم ما بين الستين والسبعين عاماً ومنهم الأرامل والأطفال تعرضوا للضرب والإهانة من أجل إخلاء العقار. أضافت الحاجة نوال: بعد البحث والتحريات بخصوص الإخلاء ثبت أن العقار الذي يأوينا يوجد حوله نزاع بين طرفين متخاصمين طرف يدعي أحقيته في العقار وملكية الأرض ومعه المستندات التي تثبت أحقيته ويريد هدم العقار. وطرف آخر معه أيضاً مستندات وكل الحق في ملكيته للعقار والأرض ولا يريد الهدم. فما ذنبنا نحن في كل هذا؟ أضافت الحاجة نوال أنه قد صدر قرار بالإزالة للطرف الأول وتقدم الطرف الثاني بالطعن لوقف الإزالة. وقانوناً يتوقف الهدم ما دام هناك طعن علي الحكم.. فلماذا يطردونا؟ وماذا نفعل؟ أضافت أنه رغم ما نعانيه من مشاكل اقتصادية نحاول بشتي الطرق أن نتعايش في ظل هذه الظروف الصعبة ولكن لن نستطيع الخروج من منازلنا. ولن يرضي أحد علي وجه الأرض ويملك في قلبه ذرة من الرحمة أن ننام في الشوارع في ظل هذا البرد القارص. فهل من المعقول أن يأتي رئيس الحي لطردنا؟ واختتمت حوارها قائلة : أنا ومعي مئات الأسر نناشد المسئولين بداية من المحافظ والقسم ورئيس الحي.. أن يغيثونا.. أن يرحمونا.. فهل نجد من يسمع صرخاتنا؟