معظمنا يظن انه يعمل ويؤدي ما عليه من مهام دون أن يتوقف برهة ليسأل نفسه: "هل أدائي أداء متميز وفريد يضيف لحياة الأفراد والمجتمعات ام يفتقد للمهارة المطلوبة"؟! انه السؤال الذي يطرحه ثلاثة من المتخصصين في فن التدريب علي الحياة. والذيم قدموا لنا أول مؤلف حوله باللغة العربية عام 2009 وهم د.حسين ناجي استشاري الآلام المزمنة والخبيرة ميج ريد والمرشدة النفسية كاثلين روتش ناجي. الكتاب يشتمل علي 11 فصلا ابرزها الفصل الخاص ب "لماذا نحتاج التدريب علي الحياة في القرن الواحد والعشرين؟". وتأتي الإجابة لأننا صرنا نعاني من كثرة الاختيارات التي تتزاحم في محيط حياتنا والوقت لا يسمح سوي بعمل شيء واحد فقط!!.. مما يسبب صداعا في الوصول إلي الاختيار الأصوب والقرار الصحيح باختيار أفضل المتاح. يليها التغييرات الحادثة في الأسرة كسيدات يحاولن الجمع بين الأمومة والعمل ليقعن في حيرة بين الاختيارين الوظيفة والساعة البيولوجية وغيرها من الاشكاليات الاجتماعية كأزمة السكن وأسعار البيوت وارتفاع معدلات الطلاق وما يستتبعها من انضمام عائلات منفصلة لعائلات أخري لينشأ الصراع بين الآباء والأبناء ويتنامي الشعور بالاخفاق وعدم الأمان!! ان حاجتنا الملحة إلي إعادة ترتيب الحياة فرضها علينا مناخ العولمة والسوق المفتوحة وشيوع استخدام المحمول والنت في المطارات والقطارات وصالات الانتظار والمكالمات التي تلاحقنا في كل مكان. حتي صرنا نشعر بأننا علي قوة العمل في أي وقت وان حقنا في الراحة والاجازات قد سقط للأبد. وبعد تأتي دعوتي لاعطاء مزيد من الاهتمام بالتعرف علي فن التدريب علي الحياة الذي يهدف إلي اعانتك علي التركيز في الحاضر وعلي صفاء الذهن والطمأنينة في عالم متوتر. انه يعطيك البدائل بدون مقاطعة فمهما كانت القضية - بحسب ما أكده هؤلاء المتخصصون - فإن تأثير المدرب علي الحياة قد يكون هو الفرق بين مجرد النوايا الحسنة وبين اتخاذ خطوات عملية ايجابية لمعرفتنا بالسلوكيات التي تعوق اداءنا ويمدنا بالوسيلة البناءة لتغييرها. انه يخلق مساحة للتحاور بينك وبين المتدرب "المتخصص" وجها لوجه. ويوجد طرقا لكيفية الحصول علي المساندة.. فهل آن الأوان لكي نتعاطي هذا الفن الجديد الذي لا شك سيعيننا علي تحمل اشكاليات الحياة العصرية بأقل المعاناة الممكنة وسيجعلنا أكثر رضاء علي مستوي ادائنا لكل المهام التي تسند إلينا؟!