واقعية هيكتور كوبر بلغت مداها عندما تحدث الرجل بعد الفوز علي بوركينا فاسو بضربات الترجيح والتأهل لنهائي بطولة الأمم الأفريقية في الجابون فقال كوبر إنه ينتظر الحظ الجيد في هذا النهائي ومفسرا بأنه سييء الحظ في كل النهائيات التي لعبها علي مدي تاريخه التدريبي.. والحقيقة انه ليس كوبر وحده من ينتظر "مستر حظ" في نهائي البطولة غدا والذي سيجمع بين الفراعنة والأسود الكاميرونية.. فكل المصريين ينتظرون ان يستكمل مسلسل الحظ الجيد مع منتخبنا حتي منصة التتويج لأن الحلم المصري معلق بالسيد حظ الذي لازمنا في كل المباريات السابقة مع قوة وارادة اللاعبين وانتظام خطوط منتخبنا رغم أن السيد حظ لعب علينا ايضا في كم الاصابات التي لحقت بالفريق بداية من الحارس الاصلي احمد الشناوي وصولا الي كوكا ومرورا بمحمد عبد الشافي ومروان محسن والنني والمحمدي وكلها اصابات اقصائية بمعني من وقع مصابا لايلعب ثانية فخسرنا كل هؤلاء تباعا ولولا الجوكر احمد فتحي لوقعنا في حيص بيص فقد لعب فتحي ظهيرا پايسر ولاعب وسط مدافع وظهيراً ايمن.. وربنا يستر ولا يلعب مكان الحضري. الحظ.. مثلما كان معنا فقد كان علينا ايضا.. لكننا نريده معنا علي طول الخط غدا لنكمل فرحة المصريين ولأن هذا المنتخب الشجاع يستحق ان يكون بطلا بالفعل فكل رجاله يعملون باخلاص وقوة وعزيمة.. ومقصدي من كلمة "يعملون" انها تشمل كل اعضاء المنتخب من جهاز فني واداري ولاعبين.. وما كنا نصل الي هذا النهائي بأقل الامكانات لو لم يكن للمنتخب عقل مفكر ممثلا في كوبر ومن معه.. وشخصيا أعتبر الوصول الي النهائي إنجازاً حقيقياً بعد الغياب 7 سنوات وثلاث نسخ عن هذه البطولة وخروج جيل ودخول جيل جديد يلعب في البطولة للمرة الاولي باستثناء الحضري وفتحي والمحمدي.. فالخبرات قليلة جدا ولكن الشخصة واضحة والعزيمة قوية وهذه اسلحة ذات فاعلية ودليل ذلك هذا التماسك البدني والمعنوي للاعبينا في مباراة بوركينا فاسو علي مدي 120 دقيقة رغم الهيمنة البدنية البوركينية والثغرات العديدة في صفوف فريقنا بسبب الاصابات الكثيرة جدا.. وهذا ما يجعلني اقول انه ليس الحظ وحده الذي لعب معنا ولكن منظومة منتخب مصر الجديدة. لذلك اتمني بالفعل ان يكون التوفيق وليس الحظ فقط الي جانب لاعبينا غدا وان نتوج باللقب الافريقي للكرة الثامنة ليكون ثمرة عطاء هذا الجيل الجديد وحتي يفرح المصريون جميعا ومعهم كوبر باللقب الافريقي.. فقد فرحنا مرارا خلال الايام الماضية بالفوز علي الخيول البوركينية ومن قبلها وأوغندا وغانا والمغرب وليس الفوز علي الكاميرون ببعيد. ومواجهات منتخب مصر مع الكاميرون في النهائي الافريقي تنحاز دائما لصالح الفراعنة حيث التقي الفريقان 9 مرات فازت مصر في خمس منها وخسرت في ثلاث وتعادل الفريقان مرة واحدة. وابرزها فوز الفراعنة بركلات الترجيح في بطولة عام 1986 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة بالتعادل السلبي وانتزعت اللقب الثالث في تاريخ مشاركاتها في كأس الأمم الأفريقية والفوز في نهائي بطولة 2008 بهدف محمد أبوتريكة. وكان آخر فوز لمصر علي الكاميرون في بطولة 2010 حيث تغلبت عليها بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد أما آخر فوز للكاميرون فكان في بطولة 2002 بهدف للاشيء.