تجاهلت محافظة الأسكندرية ووزارة البيئة والثروة السمكية حتي معهد علوم البحار. التدخل لحماية السلحفاة البحرية "الترسة" من الهجمة الشرسة التي تتعرض لها من قبل صيادي الاسكندرية لذبحها وبيعها بالاسكندرية مدعين أنها تشفي من العقم وتقوي جهاز المناعة وتزيد نسبة الهيموجلوبين في الدم وتعالج النحافة. دون مراعاة ان السلحفاة البحرية مهددة بالانقراض ولكن الأهم أنها في موسم التبييض حيث تخرج للشواطئ لوضع بيضها في الرمال تمهيدا لعملية الفقس وبالتالي فان الصياد يقوم بذبح السلحفاة والقضاء علي العشرات من أبنائها بالتخلص من البيض. قام مجموعة من الشباب بالانتفاضة علي صفحات الفيس بوك بجمع بعضهم البعض للتصدي بامكانياتهم المحدودة لمحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه من السلاحف البحرية المعروضة للبيع ومازالت علي قيد الحياة واعادتها لمياه البحر مرة أخري والمحزن أن الصيادين وباعة الأسماك استغلوا الشباب في رفع سعر السلحفاة الواحدة من 300 إلي 1200 جنيه محققين أضعافا مضاعفة من أرباح لم يحلموا بها وبالرغم من ذلك فان المذبوح من السلحفاة يفوق ما تم انقاذه. في البداية تقول مي حمادة "ناشطة حقوقية لحماية الحيوان" صاحبة الدعوة: أعمل في مجال تصنيع الاكسسوارات بالمنزل وابيعها للاصدقاء علي الفيس بوك في اعقاب تخرجي في كلية رياض الاطفال وانني من عشاق الاهتمام بالحيوان بصورة عامة سواء كانت بحرية أو برية التي تتعرض للانقراض وأنشات صفحة علي الفيس تحمل هذا المعني رحمة بمخلوقات الله فانضم لي مجموعة من الشباب كان من بينهم مدرسة أمريكية تعمل بالمدرسة الامريكية والاغرب سايس سيارات متعلم وحاصل علي مؤهل متوسط والكثيرون اهتموا بالفكرة للحفاظ علي كائن حي. أضافت اننا نقوم بجولة علي الاسواق الشعبية للبحث عن "الترسة" وعلي مدار بضعة اشهر تمكنا من انقاذ العديد من السلاحف البحرية والتي كانت اخرها الاربع سلاحف التي كانت معروضة بسوق المعهد الديني. بعد ان نقوم بجمع بعضنا البعض ونتجنب حلقة الاسماك لشراسة البائعين ورفضهم لفكرة شراء السلحفاة تجنبا لعدم فقد زبائنهم الذين يتاجرون فيها والذين لديهم اعتقادات خاطئة حيث يقبل علي شرائها محدودو التعليم. قالت: الغريب ان الرحمة لم تنقطع في قلوب البعض ففي الوقت الذي استغل بعض البائعين اننا بحاجة الي الترسة لنشتريها ب1200 جنيه وجدنا ان بعض تجار الاسماك تعاطفوا معنا واعطونا عدة سلاحف مجانا وبدون مقابل ومن بينهم مطعم شهير. أضافت: نقوم بحمل السلحفاة داخل احدي السيارات المصاحبة لنا ونتوجه الي شاطئ المنتزه لكونه الأهدا ولا نتعرض فية لمضايقات ونضعها بداخل مياة البحر وكم هي سعادتنا ونحن نراها تسبح وتعود للحياة ولتغطس من جديد ونظل لفترة علي الشاطئ خوفا من عودتها للرمال أو اصطيادها من قبل أي صياد. قالت بربرا جرين "مدرسة أمريكية ": أقيم في الاسكندرية منذ 10 سنوات وقمنا بعمل صندوق للتبرع لانقاذ السلاحف فيما بيننا ولكننا نحتاج لدعم من المسئولين لانقاذ السلحفاة من الانقراض ومن سفاهة العقول التي تجري خرافات حول أنها تشفي من الأمراض وان دمها يعيد القوام الرشيق. يقول عامر محمود "سايس": نقوم بعدة جولات علي الاسواق للبحث عن "الترسة" وفي حالة شرائها نجري الكشف عليها ثم نقوم باطلاقها الي البحر مرة اخري. وأشارك بمرتبي في شراء السلحفاة البحرية لاعادتها للحياة وانقاذها من الانقراض. ويتساءل اين دور شئون البيئة من انتشار السلاحف بالاسواق؟ من ناحية أخري أكد الدكتور شريف رمضان استاذ بالمعهد القومي لعلوم البحار اننا في موسم التزاوج وتبييض للسلاحف البحرية التي تخرج إلي الشاطئ ليلا وتقوم بعمل حفر في الرمال بعيدا عن خط المياه باتساع الحفرة لحوالي 45 سم وتقوم بوضع البيض وتعمل عدة حفر لتوزيع البيض في زمن لا يتجاوز 40 دقيقة ثم تقوم بردمه بالرمال الخفيفة حفاظا علي البيض. مشيرا الي ان الترسة الخضراء هي التي تنتشر في البحر المتوسطپ وتضع ما بين 100 إلي 250 بيضة بحسب النوع وبمجرد الفقس تتجة غريزياً إلي مياه البحر. حذر الدكتور أشرف محمود استاذ الدم من شرب دم "الترسة" لانه يحتوي علي نسبة عالية من الدهون تصل إلي 50% ويؤدي إلي حدوث جلطات وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. مشيرا الي ان دم الترسة يحتوي علي ميكروبات معدنية عديدة. أكد الشيخ محمد يوسف ان شرب دم الترسة حرام شرعا لقول الله تعالي في سورة الانعام: "حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير" وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "أحل لكم ميتتان ودمان والميتتان هما السمك والجراد والدمان هما الكبد والطحال" أما عدا ذلك فهو حرام شرعاً لأن ما يقال عن أن دم الترسة يزوج العانس ويسمن الرفيعة فهو مخالف للشريعة والهدي النبوي. من ناحية أخري قام النائب محمد فرج عامر عضو مجلس النواب بعمل استجواب بمجلس الشعب بشأن عمليات ذبح "الترسة" وبيعها بالاسواق وهي مهددة بالانقراض وتساءل: اين دور الاجهزة التنفيذية ووزارة البيئة في انقاذ السلاحف البحرية المهددة بالانقراض؟