مصر دائما بخير.. هكذا اشعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" هذه الفكرة حيث قام عدد من الاطباء ذوي القلوب الرحيمة بتوفير الدواء مجانا للمرضي الفقراء ومحدودي الدخل.. وذلك بعد ان اشتدت ازمة الدواء التي شهدت تطورات متلاحقة في الفترة الاخيرة والتي أدت إلي اختفاء الكثير من الادوية عمدا مع سبق الاصرار والترصد وارتفاع اسعار بعضها لعدة اضعاف والتي تباع من تحت الترابيزة بالسعر الذي يحدده الصيدلي لمن يدفع أكثر. كلنا نعلم ان أنين المرض لا يحتمل الانتظار بدون علاج ومهما كان الثمن فالكل يشتري الدواء بلا تردد وبأي ثمن حتي لو "هايشحت" ومع ذلك أصبح الدواء غير متوفر. ان الانسان يستطيع أن يصبر علي أي شئ إلا المرض واوجاع الالم هذا ما دفع مجموعة من الاطباء الشرفاء الذين لم أجد لهم وصفا غير انهم بشر يحملون في صدورهم قلوبا بيضاء يملؤها الحب والعطف والرحمة وذلك بفتح صيدلية خيرية بحلوان وكانت هناك صيدلية اخري بمنطقة شبرا تسبقها في هذا العمل الخيري منذ بدأت ازمة الدواء.. وهذه الصيدليات تقوم بصرف العلاج مجانا للمرضي الفقراء وللموظفين من محدودي الدخل واصحاب المعاشات. وجاءت فكرة الصيدلية الخيرية تحت مسمي "مصر لسة بخير" والتي لاقت استحسان نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ورواجا كبيرا بينهم لانها قائمة علي التبرعات.. وتحث المواطنين القادرين علي التبرع بالادوية الزائدة عن احتياجهم.. حيث يتم صرفها للمرضي المحتاجين عن طريق الاطباء المختصين بهذه الصيدليات من خلال روشتة الطبيب مع التأكد من شخصية المريض بالبطاقة الشخصية او بطاقة صرف المعاش أو مفردات المرتب. ان هذه الصيدليات تقوم بصرف العلاج لكل الامراض مهما كان الدواء غاليا أو مكلفا أو حتي غير متوفر في السوق فهم يعملون علي توفيره للمرضي.. وقد تمني هؤلاء الاطباء الذين يقومون بهذا العمل الخيري أن تعمم هذه الفكرة في جميع المحافظات كما ان حلمهم يكمن ايضا في انتشارها علي ان تكون هناك صيدلية خيرية في كل منطقة. ان انشاء هذه الفكرة اسعد الكثير من المرضي الفقراء الذين اعياهم المرض وزاد من معاناتهم ارتفاع اسعار الدواء وعدم قدرتهم علي شرائه خاصة ادوية الامراض المستعصية مثل مرضي الكلي والسكر والكبد والسرطان والقلب وغيرها من الامراض التي تأكل اجسادهم حيث توجه الكثير منهم لهذه الصيدليات للحصول علي الدواء مجانا. ورغم تحرك المواطنين من الاطباء والمتبرعين بالاموال والادوية للمرضي الغلابة إلا ان الحكومة مازالت عاملة "مش واخده بالها" مع انها هي المسئولة عن توفير الدواء وبأسعار معقولة ومقبولة.. لذلك نخشي ان يكون وراء هذا التجاهل الهدوء الذي يسبق العاصفة ونفاجأ بعد ذلك بتحريك اسعار الدواء كما يريد الصيادلة إلي نسبة ال50% بدلا من ال20% لاننا تعودنا من الحكومة انها لا تتحرك ولا تنتبه للازمات التي تضرب المواطن الا بعد تفاقمها . لذلك نتمني ان تفرض الحكومة آليات جديدة لمراقبة الصيدليات خلال هذه الفترة بالذات حتي تنتهي الازمة بين الصيادلة ووزارة الصحة التي أثبتت فشلها في السيطرة علي هذه الازمة.. وذلك للتأكد من التزام الصيدليات باالاسعار المحددة والتأكد من توافر الدواء بها حتي لايظل المريض هو الذي يدفع الثمن. كلمة اخيرة: لابد ان تداوي القلوب حتي لا تستمر اوجاعها وان تتفتح العقول لكي تعيش داخل اوطانها