وهو يخطو عامه الثالث والتسعين.. وبعد صراع مع المرض.. توفي فقيد الأدب وفيلسوف القصة كما يطلق عليه "يوسف الشاروني" وتشيع جنازته في تمام الثالثة عصر اليوم من كنيسة قصر الدوبارة بجوار مسجد عمر مكرم.. خلف مجمع التحرير.. ويقام العزاء في تمام السابعة مساء نفس اليوم بالكنيسة. الكاتب الراحل شقيق زميلنا الراحل الناقد الدكتور صبحي الشاروني الذي كان يحرر بابه الشهير "ألوان وتماثيل" بالمساء حتي رحيله وهو أيضاً شقيق كاتب الأطفال المعروف يعقوب الشاروني. يوسف الشاروني من مواليد 14 أكتوبر عام 1924 تولي العديد من المناصب الثقافية وأحيل إلي المعاش وكيلاً لوزارة الثقافة وأثري المكتبة المصرية والعربية بأكثر من 50 كتاباً في القصة القصيرة والرواية والدراسات النقدية وآداب الرحلات والتراث العربي.. وهو يمثل حلقة مهمة من حلقات تطور فن القصة المصرية والعربية.. ويتبعه أحد مجدديها الرواد مع الراحل يوسف ادريس.. وقد ترجمت بعض أعماله إلي الإنجليزية والألمانية والفرنسية والاسبانية.. وربما لا يعرف البعض أن الشاروني.. صدر له عام 1963 ديوان نثري اسمه "المساء الأخير" وكان قد كتب أشعاره عام 1945 متأثراً فيه بالمدرسة السوريالية.. وعندما فاز بجائزة الدولة التقديرية في الآداب قال إنه يري في الكتابة سبيلا للخلاص وطوقا للنجاة من هموم الحياة المتلاحقة.. لذا فهو الحضور في الحياة الثقافية.. مبدعاً وناقداً ومعلما للأجيال الجديدة.. يجرب في الأنواع الأدبية المختلفة بقدر ما أوتي من موهبة.. وكانت تجمع جلسات دائمة مع أديب المساء.. الكاتب الكبير "محمد جبريل" يلتقيان من خلالها بشباب الأدباء بصفة دائمة.. وقد توقفت هذه الجلسات بسبب مرض محمد جبريل.. شفاه الله. وعن خلاصة تجربته الإبداعية أكد الشاروني في احدي جلساته قبل الرحيل : لقد مارست الأدب إبداعا ونقداً قرابة نصف القرن.. وبقدر ما أعطاني أخذ مني.. سعدت به لحظات اشعرتني أنه من نعم الله يجود بها علي بعض عباده وعانيت بسببه لحظات أخريات اشعرتني أنه من "نقم" الله يمتحن بها عباده.