لماذا لايثير العنف ضد الرجل نفس مشاعر الرفض والتخفي عندما تتعرض المرأة للعنف؟؟ سؤال يطرحه الكاتب نوح برلاتسكي في صحيفة الجارديان في مقاله عن فيلم "النكتة القاتلة" أحد أفلام الرسوم المتحركة الذي عرض عام 2016؟؟ كاتب المقال أثار إلي جانب هذا السؤال المهم والمطروح بقوة في سياق القضية المطروحة دوما ضمن قضايا المرأة وأفلام العنف ضد المرأة أقول أثار اسئلة اخري في ذات الموضوع "العنف ضد المرأة". أقول أثار اسئلة اخري في ذات الموضوع مثل: لماذا لانشعر بالاذي أو الاهانة حين يواجه الرجل الكثير من الممارسات التي تسبب له اذي واذلالا كذلك الذي تواجهه المرأة في المجتمع احيانا؟؟ في كل مرة يشار إلي عمل فني يتضمن مشاهد من العنف ضد المرأة نجد عشرات التعليقات التي تدين هذه الممارسات. علي عكس ما يحدث لو أن العنف الذي يمارس كان ضد الرجال.. وبنفس الاحساس القلق يصاغ السؤال: وماذا عن الرجل؟؟ ولم لا يشكو أحد من العنف ضد الرجل؟!! الرجال يسقطون بالعشرات في أفلام "السوبر مان" و"السوبر هيرو" "البطل الفذ" وهناك بالقطع اختلاف بين اسلوب معالجة العنف في أفلام "باتمان" و"بات جيرل" أي "الرجل الوطواط" و"البنت الوطواط". وفي الاثنين تتساوي فكرة الايذاء. سواء ضد الرجل أو ذلك الذي يطال المرأة. فالرجل والمرأة يعاملان بنفس القدر من الخشونة ويتعرضان لحالات متشابهة من العنف في الافلام. وعلي ذلك فإن فكرة التمييز علي أساس الجنس أو ما نسميه في علم الاجتماع ب "الجندر" gender بمعني التمييز ضد المرأة أو علي أساس النوع الجنسي. لا وجود لها هنا. العنف في حالة "بات جيرل" أو "البنت الوطواط" مغلف بدوافع جنسية وله صلة بالغريزة فمن الدارج حتي في أفلامنا العربية ان ينتهي بعناق وقبلة ويقود إلي مشهد حميم. الامر الذي يربط بين العنف والجنس. وفي فيلم "النكتة القاتلة" الذي يناقشه كاتب المقال يشير إلي الاختلاف في معالجة الشخصية التي تجسد المرأة الوطواط والتي تؤديها باربارا جوردون في النسخة الاولي التي ظهرت عام 1988 والمأخوذة عن القصة الفكاهية المصورة التي يعاد انتاجها في 2016 النكتة القاتلة في هذه النسخة تتعرض البطلة الخارقة إلي العنف الذي يمزق ملابسها ويكشف عن جسدها لكي يصورها "جوكر" البطل الشرير ويدفع بالصور إلي والدها كجزء من خطة ترويع وانتقام من الوالد. فالعنف ضد المرأة يكون في أحيان كثيرة لدوافع جنسية وهو نوع من الاثارة الحسية للرجل انه أذي وضرر متعمد يتساوي في ذلك إذا كان يمارس ضد المرأة أو ضد الرجل.. فالمرأة كأنثي ليست هي الهدف الوحيد لممارسة العنف ولا الاغتيال لان بطل الحكاية في النسخة الاصلية المصورة يقتل عددا من الرجال في خضم الاحداث. ومع المرأة يجردها من ملابسها ويصورها حتي يظهر علي جسدها آثار الجراح والتعذيب.. فالوحشية التي تنتج مثل هذا النوع من العنف تعتبر جزءا من الاحداث وليس للتمييز علي اساس النوع. ولكن في حالة العنف ضد المرأة يتحفز الناس للتصدي دفاعا عنها ضد العنف. بينما العنف نفسه ليس سوي عنصر من عناصر الترفيه. وهو في الحالتين مجرد وسيلة للتسلية والاثارة وليس له علاقة بقضية "الجندر" "gender" أو التمييز علي أساس النوع. لا يستطيع أحد أن يدعي بأن العنف يمارس فقط ضد المرأة الا اذا كانت الدوافع للاثارة الجنسية في كثير من الاحيان. لانه يمارس بنفس القسوة وأشد ضد الرجل والنساء الشريرات اللاتي يمارسن العنف اشد ضراوة احيانا واكثر ايذاء من الرجل في الاعمال الدرامية وعلي مسرح الحياة الواقعية.. ستيفني ليفن قتلت عالم الذرة المصري لأسباب سياسية ومثلها كثيرات في مجال الجاسوسية.. وفي مشاهد يسقط من اتباع جيمس بوند أو السوبر مان. أو الباتمان أو الباتسجيرل العديد من الرجال في الافلام التي تحمل هذه الاسماء وبالرصد الدقيق فإن عدد الذين تم اغتيالهم من الرجال علي ايدي الاشرار من الرجال يفوق مئات المرات عدد ما يسقط من الرجال.. ومن أجل تحقيق انتصار للذكورة والفتونة والبطولة والاعمال الخارقة أو حتي انتصارا للفكرة ولتكريس الصورة الذهنية المراد رسوخها في العقل الجمعي يسقط الالاف أو ربما ملايين الرجال في الحروب. في الصراعات الاقليمية. في النزاعات الاهلية.. وكل هذا ينتقل علي الشاشة ولا من صارخ ولاباك ولا مدافع عن الرجل. فالعنف هو العنف سواء مورس علي الرجل أو الانثي وعلي الشاشة وفي الاعمال الدرامية التي تدعي الانتصار للمرأة وحقوق المرأة يعالج العنف لنفس الغاية كأحد اشكال الاثارة والادعاء بالجدية.. الدكتورة اخصائية التنمية البشرية في مسلسل "فوق مستوي الشبهات" ليست سوي وحش في صورة امرأة. و"العذاب امرأة" وريا وسكينة امرأتان.. وزوجة "حنفي" المتسلطة امرأة.. و"شجرة الدر" امرأة.. ومرة اخري الوزيرة الصهيونية "ستيفي" وغيرها. البطل العنيف السادي. مثله مثل الانثي السادية التي تلتذ بالاهانة وتلجأ إلي الترويع والاغتيال فالعنف ضد المرأة مشبع بالرغبة الجنسية ودوافعه في معظم الاحيان غريزية حيوانية فالرجل يقدم الحماية والملاذ للمرأة اذا ما تعرضت للهجوم من شرير وهذه الحماية نفسها تسهل الطريقة إلي علاقة حميمة في دراما الرجل والمرأة وفي أفلام الاكشن.. فالعنف ازاء الرجل له دوافع مختلفة حين يمارس ضد الرجل وليس ضد المرأة وبالنسبة للمرأة فهو دافع ومحرك للغريزة الحسية وللمشاعر العاطفية. وللانتقام او للاثراء وجمع المال والذهب. فالابطال يقتلون الرجال الاشرار ويحمون الاناث إذا احتجن للحماية. ومثلما تحتاج المرأة إلي نصير لها ضد من يريدها ضحية. يحتاج الرجل إلي حماية ايضا حتي يعيش المجتمع في سلام وأمان. ولكن للدراما الخيالية منطقاً يحرك حماة الحقوق الانسانية للمرأة فقط في فيلم واقعي يمكن ان نسمية "للنساء فقط".