نصف المجتمع من النساء ورغم ذلك لا تعترف هوليوود - قلعة صناعة السينما العالمية - بهذه النسبة وتكتفي بالثلث فقط في افضل الأحوال. "المدينة" التي تحدد "نواميس" الصناعة لم تؤمن بعد بأن للمرأة مكانا مساويا علي الشاشة بكل أسف! في عام 2014 حسب الاحصائيات العلمية.. احتلت الشخصيات النسائية الناطقة 28% فقط من الأفلام.. والنتيجة كما تراها النساء مؤسفة والأكثر أن 21% فقط من هذه الأفلام تؤدي فيها المرأة دور البطولة.. وليس من بين النساء واحدة فوق سن الخامسة والأربعين.. فلا مكان لمن تجاوزن مراحل "الطزاجة" حتي لو وصلت جراحات التجميل الي الذروة والأمر الذي يُضاعف من مشاعر الأسي فعلا أن هذه النسبة في الاحصائيات الحديثة اكثر سوءا منها في الأعوام السابقة حيث انخفضت بنسبة 1% عن عام 2013 والي 5% عن عام 2008 إذ بلغت نسبة الشخصيات الناطقة وقتئذ الي 8.32% وهي تعتبر أعلي نسبة وصلت اليها المرأة علي الشاشة الأمريكية.. هوليوود لا تمنح المرأة نسبة تضاهي نسبتها في المجتمع وتكتفي بالثلث كما اسلفت بدلا من النصف. وحتي في أفلام التحريك تجد نفس الشيء في فيلم "قلبا وقالبا" "Iasideouk" وهو فيلم جميل من انتاج والت ديزني ويضم ادوارا متنوعة للنساء حيث لا تمثل المرأة في الوقت الحاضر إلا بنسبة 3.23% في حين وصلت في عام 2010 إلي 7.30%. المرأة في الأفلام موجودة في الأغلب لتجنب الاتهام بالتمييز وكذر للرماد. وبحسب دراسة في 2014 وصلت نسبة الادوار النسائية "الناطقة" الي 4.26% فقط ومعظمهن في الاطار الذي يجعلهن إناثا جذابة وبملابس عارية ومن بين قائمة مائة أفضل مائة فيلم عام 2014 احتلت المرأة المخرجة نسبة 9.1% من مجموع المخرجين والمرأة المؤلفة الي 2.11% ومن المنتجين وصلت النسبة الي 9.18%. فالمؤكد أن هناك فجوة كبيرة في التعامل مع النساء والرجال.. فالدراسات الموثقة تؤكد أن نسبة الشخصيات النسائية في التليفزيون والسينما تصل نسبتهن الي 12% فقط حسب الدراسة التي قامت بها جامعة سان دييجو لعام ..2014 والنسبة أسوأ قليلا في عام ..2013 إذ سجلت الاحصائيات انخفاضا يصل الي 3% منذ عام 2002 برغم أن نسبة المترددين علي شباك التذاكر من النساء أكبر من الرجال. وهناك تزايد في الاحساس لعدم الرضا بسبب هذا الموقف من المرأة والشخصيات النسائية في الانتاج السينمائي. إذ بات من المسلم به أن الرجال يشكلون النسب الغالبة داخل ورش العمل إذ تصل نسبتهم ما بين 59 إلي 41% وهم يظهرون علي الشاشة بوظائف ومهن محددة يمكن التعرف عليها في حين ان معظم الشخصيات النسائية لا يتم التعرف بوظيفتها أو ما تشغله في النشاطات داخل المجتمع. المرأة تحتل أدوارها التقليدية كأم وربة منزل وزوجة وفي معظم إن لم يكن كل أدوارها كامرأة شابة والأغلب في سن العشرين أو أكثر قليلا بينما تحتل نسبة الرجال في مرحلة الثلاثينيات 30% في حين تصل نسبة الرجال في سن الاربعين وما فوق الي 53% بينما شخصيات المرأة في هذه المرحلة السنية لاتزيد نسبتها علي 30% ومثل هذه النسب لاتخلو من دلالة.. فالنساء السينمائيات في السن المتقدمة يكسبن سطوة تمكنهن من السيطرة مهنيا.. فكلما صغر عُمر المرأة قلت سطوتها. وفي مجال الإخراج والتأليف أظهرت الدراسة أن وجود المرأة خلف الكاميرا كفاعلة قد انخفض بنسبة 2% في السبع عشرة سنة الأخيرة وهذا يُفسر نوعية الشخصيات النسائية التي نراها علي الشاشة! وحتي في الأفلام التي تقوم المرأة باخراجها فانها لاتتضمن صورا للمرأة تضاهي دورها ونسبتها في المجتمع علي سبيل المثال المخرجة كاترين بيجلو وأفلامها "خزانة الألم ونصف ساعة بعد منتصف الليل" تعتبر أفلامها "ذكورية" بابطال أقوياء يخوضون الحروب الأمريكية علي الإرهاب ويؤدون المهام المخابراتية الصعبة. وحتي الأفلام التي تقوم النساء بتأليفها فإن نسبة الشخصيات النسائية الناطقة لاتتجاوز 37% وفي الأفلام التي يخرجها الرجال لاتتجاوز هذه النسبة 28%.. والأكثر من ذلك أن الأبطال أو الشخصيات المحورية في كل من أفلام المخرجين الرجال والنساء لاتتجاوز نسبة النساء فيها عن 39% والمفارقة أن هذه النسبة تتضاءل عنها في أفلام المخرجات بنسبة 4%. هل نحن فوق كوكب "ذكوري" يسوده ويتحكم في مقدراته الرجال فقط؟؟.. الإجابة بنعم دون جدال. ويقول آخر هل نحن جنس الإناث راضون بهذا القدر المحتوم باعتبارنا الأضعف والأقل حيلة وتشغل خانة "المفعول به" في أي جملة مفيدة؟؟ بالتأكيد برغم كيدهن عظيم! ولو وجهنا دراسات علمية مماثلة عن نسبة تمثيل المرأة علي الشاشة المصرية وصورتها الغالبة في الانتاج المحلي هل ستختلف كثيرا عنها في السينما الأمريكية؟؟ لا أعتقد فالأفلام التي تلعب فيها المرأة دور البطولة وتشكل محور الأحداث لن تتجاوز النسب السابقة وانما ستقل عنها كثيرا. بالاضافة الي الإطار التقليدي الثابت التي تظهر المرأة المصرية من خلاله فهي دائما وأبدا في خانة "المفعول به".. قد يختلف نوع الفعل! ولكن تظل الفجوة واسعة جدا عند تمثيل النوع الجنسي أعني "الجندر gender".. وليس الذكر كالأنثي أليس كذلك؟؟