من الأخبار التي أسعدتني بالأمس وأسعدت كل المصريين وأثلجت صدورهم أن قوات الجيش الثالث الميداني أحبطت فجر الجمعة محاولة تسلل وهجوم مجموعة من العناصر التكفيرية علي عدد من نقاط التأمين بشمال سيناء. حاولت هذه المجموعة الإرهابية أن تستغل هذا الوقت المبكر لتفاجئ القوات بهجوم مباغت لتقول للعالم إنها مازالت موجودة علي أرض الفيروز وإنها مازالت قادرة علي القيام بعملياتها لتدخل اليأس في قلوبنا. لكن اليقظة العالية وسرعة رد الفعل التي تتحلي بها دائمًا قواتنا علي مدي 24 ساعة تمكنت من إحباط الهجوم بعد تبادل لإطلاق النيران مع التكفيريين الذين قسموا أنفسهم إلي مجموعات للهجوم في وقت واحد علي نقاط التأمين بهدف مفاجأتها وإحداث خسائر بين أفرادها!! أسفرت هذه المعركة عن مقتل 9 إرهابيين وإصابة 16 آخرين من القائمين بالهجوم. وتدمير عربتي دفع رباعي و4 دراجات بخارية. والاستيلاء علي العديد من أسلحة وذخائر الإرهابيين ومعداتهم وأجهزة الاتصال اللاسلكية المستخدمة في الهجوم. الجديد في هذه المعركة التي أحبطها رجال الجيش الثالث الميداني أن الخبر الذي أذاعته قواتنا المسلحة جاء مصحوبًا بصور عديدة للإرهابيين الذين لقوا مصرعهم فيها وجاءت الصور لأشخاص عدة مختلفة الوجوه. وصور أخري لعربات الدفع الرباعي.. والأسلحة والذخائر التي تسلح بها التكفيريون.. مما يدل علي أن قواتنا المسلحة تريد أن تؤكد للمصريين وللعالم كله بالدليل القاطع أنها قادرة علي الدفاع عن كل شبر من أرض مصر وأن مصير الإرهابيين مآله الخسران المبين. أعود لمقال سبق أن كتبته في هذا المكان يوم 26 ديسمبر الماضي أن أبوهاجر الهاشمي زعيم ما يعرف "بتنظيم أنصار بيت المقدس" لديه معلومات محددة عن عدد ارتكازات الجيش في سيناء التي تبلغ 70 ارتكازا.. وأن السبيل لمهاجمة قواتنا هو زرع العبوات الناسفة في طريق سيرها.. وأن الأمر يستدعي الحذر واليقظة لكل تحرك يستهدف هذه الارتكازات. وها هي قواتنا أثبتت بالدليل القاطع أنها في منتهي الحذر واليقظة لترد الصاع صاعين للإرهابيين حيث أنزلت بهم بالأمس عددا كبيرا من القتلي والجرحي. لقد انتقمنا بالأمس من الهجوم الذي شنه الإرهابيون علي كمين "الغاز" في قرية السبيل بمدخل مدينة العريش يوم 24 نوفمبر الماضي والذي أسفر عن سقوط 11 شهيدا من جنودنا وإصابة عدد آخر منهم!! وقلنا إنه يجب الحذر من مثل هذه الهجمات التي منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلي الكمين لأن الإرهابيين زرعوا عبوات ناسفة تمنع وصول هذه السيارات فتدخلت طائرات الأباتشي وقامت بقصف مركز للمجموعات المهاجمة أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المهاجمين. إن الإرهاب في سيناء وراءه دول ومخابرات تمده بالسلاح والمال من أجل أن يزعزع الأمن فيها.. فلا يعقل أن يكون تنظيم أنصار بيت المقدس يعمل بمفرده ويخطط لهجماته.. ولكن الممولين له سوف ينالهم الخزي والعار بيقظة قواتنا وسترتد مؤامراتهم لتصيب نحورهم في مقتل. مصر تعمل في جبهتين ولها يدان.. يد تبني وتعمر.. ويد تقاتل بالسلاح.. وسوف يرتفع البناء والتعمير.. وسوف ينتصر السلاح علي الإرهابيين.