* تسأل أميرة.ف من الإسكندرية: زوجي سليط اللسان وكلما حاولت أن أكون مطيعة له وجدت منه سباً وقذفاً وهجراً بغير ذنب. مما دفعني ذلك لهجره ومقاطعته بالأسابيع. فما رأي الدين في ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: الأصل في المعاشرة بين الزوجين أن تكون بالمعروف. لقوله تعالي: "وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً" وقوله: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف. وللرجال عليهن درجة" والآيتان الكريمتان تشيران إلي أنه لا ينبغي للزوج أن يهين زوجته بألفاظ غير لائقة. وأن الهجر عقوبة مشروعة للزجر والتأديب. لكن النبي صلي الله عليه وسلم حرَّم أن يكون الهجر فوق ثلاث ليال إن كان الهجر لحظ النفس. لكن ينبغي مراعاة المصلحة الشرعية في تطبيق عقوبة الهجر. لأن المقصود منها هو زجر المهجور وتأديبه. وكذا لا ينبغي للزوجة أن تهجر زوجها. بل من الأولي لها ألا تخاصمه. لأن الهجر لا يؤتي ثماره غالباً إلا أن صدر من شخص له سلطة وولاية علي المهجور. مثل الوالد مع ولده. أو الزوج مع زوجته. والمرأة عادة ضعيفة مع زوجها وقد لا يؤثر هجرها له في زجره. بل قد يؤدي ذلك إلي وقوع محاذير شرعية كتقصيرها في أداء حقوقه وعدم طاعته فيما لا يجوز عصيانه فيه. وقد يؤدي إلي مزيد من الشقاق. وتفاقم المشكلات بينهما. وننبه إلي أن عند وقوع الهجر من الزوجة فلا ينبغي عليها أن تترك الكلام مع زوجها أو تعرض عنه. أو عدم الرد عليه إن كلمها. أو عدم تناول الطعام والشراب معه. وعدم مشاركته في الأمور الحياتية المعتادة. وألا تمنعه من حقوقه الزوجية كالهجر في الفراش. لأن امتناع المرأة من فراش زوجها من كبائر الذنوب التي جاء فيها الوعد الشديد. لقوله صلي الله عليه وسلم : "إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتي تصبح". لكن ننبه إلي أن هذا في حق الزوج القائم بحق زوجته الذي يتقي الله عز وجل فيها. أما إن كل الزوج ظالماً لزوجته معتدياً عليها. غير قائم بحقوقها. فلها أن تقتص منه وتمنعه بعض حقوقه. لقول الله تعالي: "فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم" ولقوله: "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به". وأنصح الزوجة السائلة بأن الأفضل والأولي لكلا الزوجين هو الصبر علي أذي الآخر. والابتعاد عن الانتصار الشخصي والغضب للنفس. وأن يجعل كل واحد غضبه لله سبحانه وتعالي . وأن يحرص علي استمرار الحياة الزوجية. والحفاظ علي بيت مسلم قائم علي شرع الله وذكره أفضل بكثير من هدمه. وأن رد الإساءة بالإحسان. والسعي في الإصلاح باللطف واللين والنصح بالمعروف لهو خير معين. قال الله تعالي: "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم". * يسأل محمود حلمي محاسب بالقاهرة: متي يصبح المسلم إيجابياً؟.. ولا يكن سلبياً وما هو مفهوم الإيجابية والسلبية في الإسلام؟! ** يجيب الشيخ أحمد صلاح عبدالمعز إمام وخطيب بمدينة نصر: مفهوم الإيجابية هو أن يكون المسلم فيضاً من العطاء قوياً في البناء ثابتاً عند الشدائد والخطوب لا ييأس حين يقنط الناس ولا يتراخي عن العمل حين يفتر العاملون يصنع من الشمعة نوراً ومن الحزن سروراً متفائل في حياته شاكراً في نعمائه صابر في ضرائه قانعاً بعطاء ربه له.. مؤمناً بأن لهذا الكون إلهاً قدر مقاديره قبل أن يخلق السموات والأرض. * أن يجعل المسلم رسول الله صلي الله عليه وسلم قدوة عملية عينية ولا يجعل الأشخاص الآخرين أياً كانوا مثلاً له. *وإذا تأملنا القرآن الكريم في قصصه وأحداثه نجد هدهد سليمان عليه السلام مثلاً رائعاً في الإيجابية ذلك الطائر الصغير في حجمه الكبير في همه العظيم في تفكيره حين انفرد بعمل إيجابي أدخل أمة كاملة في الإسلام وما كان نبي الله سليمان عليه السلام يعلم ذلك لولا حركة الهدهد بالعمل الإيجابي والسعي وراء المصالح والبحث عن الخير والناظر في حياة النبي صلي الله عليه وسلم يري الإيجابية واضحة في كل معانيها من يوم أن كان غلاماً حتي توفاه الله.. هل سنقتدي برسول الله ونكون إيجابيين.