إذا لم يكن لك أعداء فأنت فاشل.. انها قاعدة معروفة معناها انك كلما حققت نجاحا زاد أعداؤك تحت أغراض عديدة أعلاها السعي لهدمك وإزاحتك من الطريق وأدناها الغيرة والحسد.. وكلنا تابعنا "ثورة التشكيك" الإلكترونية من كتائب الإخوان ونشطاء السبوبة والمغرضين في كل إنجاز يتحقق علي أرض مصر طوال العامين الماضيين. * شككوا في جدوي قناة السويس الجديدة حتي أن "الأهطل الصغير" وجدي غنيم وصفها بأنها أصغر من "طشت أمه" رغم أن العالم كله أشاد بها وبتحقيق هذا الإنجاز في سنة. ورغم أن الدنيا بأسرها كانت في انبهار من عظمة الشعب المصري الذي أنفق من حر ماله علي حفرها. * شككوا في طبيعة أنفاق القناة وزعموا أن الغرض منها هو توصيل المياه إلي إسرائيل دون أن يكلف "خروف" واحد منهم نفسه لأن يذهب ويري علي أرض الواقع ما يجري هناك وما حدث في جبل الجلالة من إنجاز مهول وما يجري في بورسعيد والإسماعيلية. * شككوا وحقروا من شبكة الطرق الهائلة التي تحققت ومازالت تتحقق وزعموا أن الأموال التي أنفقت عليها كان أولي بها رفع المستوي المعيشي للمواطنين رغم أن الطرق واحدة من أهم مقومات جذب الاستثمارات مع باقي البنود كالمطارات والموانئ والمواصلات والاتصالات. * شككوا في إنشاء مدن حضارية وآدمية ومجهزة بالأثاث لنقل سكان العشوائيات إليها وقالوا في بلادة ووضاعة وهبل: "الشباب كان أولي بالشقق دي"..!! * شككوا في اهتمام مصر بتسليح الجيش وتساءلوا: "مصر بتشتري كل السلاح ده ليه؟؟.." ولم يسألوا أنفسهم: "وإسرائيل وقعت اتفاقيات سلاح قيمتها 38 مليار دولار ليه؟؟..". * شككوا في تدخل الجيش لحل أزمات كثيرة متعمدة مثل نقص لبن الأطفال وكوارث الأمطار والسيول ومعاونة الشرطة في حماية مؤسسات الدولة وادعوا أن الجيش مهمته حماية الحدود فقط ويجب أن يعود إلي ثكناته.. وتعاموا عن أن جيوش العالم لها مشروعات اقتصادية لحل الأزمات وتتدخل في الوقت المناسب لحماية الجبهة الداخلية مثلما حدث بفرنسا وبلجيكا وغيرهما. دائمًا تشكيك وتسفيه وتحقير وللأسف فإن المغيبين والمتعامين يسيرون وراء هذا الهطل والهبل جهلا أو مرضا أو غرضا.. لكن هذا الأسلوب الوضيع معناه اننا نسير في الطريق الصحيح. لم تتوقف "ثورة التشكيك" عند كتائب الإخوان الإلكترونية ومن هم علي شاكلتهم في إعلام العار وغيره.. فقد انضم إليهم الفاسدون يشككون في كل ضربة ضد الفساد حماية لأنفسهم. آخر تشكيكاتهم كانت حول انتحار المستشار وائل شلبي أمين عام مجلس الدولة المستقيل داخل محبسه وأحد المتهمين في قضية الرشوة الكبري المتهم فيها جمال اللبان مدير المشتريات بالمجلس.. وانصب التشكيك علي أن الوفاة لم تكن انتحارا بل قتلا عمديا موجهين أصابع الاتهام إلي الرقابة الإدارية بغرض تشويهها وهدمها.. ومستحيل أن نسمح بالتشويه والهدم. هذا الكلام الأهطل استرجع فيه بعضهم رواية انتحار المشير عبدالحكيم عامر والتي تشككت فيها زوجته الراحلة برلنتي عبدالحميد في وفاته. وتساءل بعض آخر "هو هينتحر ليه؟؟" وتقمص بعض ثالث دور العالم ببواطن الأمور قائلا "مات قبل ما يتكلم".. هذا الهطل نرد عليه بالآتي: * ان الصفة التشريحية أكدت أن هناك كسرا في عنق رقبة المستشار نتيجة انتحاره بالكوفية التي كان يرتديها ولا شيء آخر غير ذلك.. فهل يتصور عاقل واحد أن يدخل أحد عليه الحجز ويخنقه دون أن يقاومه تاركًا علامات علي جسده..؟؟ * ان الرقابة الإدارية ليست "ريا وسكينة".. انها جهة رقابية تكشف الفساد والفاسدين بالأدلة وتقبض عليهم بعد تقنين الإجراءات وتسلمهم بفسادهم لجهات التحقيق وهنا ينتهي دورها. * ليس هناك أسهل من تصفية أي أحد دون الدخول في متاهات إصدار قرار من النائب العام وضبط وإحالة للنيابة وكل هذه الهوجة.. وأظن انه كان يمكن تصفية المستشار لو كان هذا واردًا وهو طبعا غير وارد سواء في منزله أو في الشارع أو في الفندق الذي قبض عليه فيه.. لكن هذا كله لم يحدث وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده كأي متهم عادي.. فعلام التشكيك والهري..؟؟ ان هذه المزاعم والافتراءات تدل علي أن الرقابة الإدارية ناجحة بامتياز في عملها وتطارد الفاسدين بحرفية شديدة.. أما وفاة المستشار وائل شلبي فإن الواقع والمنطق يؤكدان أنه أخطأ وكان لابد من محاسبته لكنه عندما سقط وبالأدلة لم يتحمل أن يقف متهما بالفساد أمام القضاء الذي ظل سنوات طويلة جزءا منه ولن يتحمل نظرة احتقار أو عتاب من زوجته وأولاده فأنهي حياته بيديه ليريح ويستريح.. إلا أن ما حدث لا يشين القاعدة العريضة من القضاة الشرفاء. انني مع التدقيق الشديد في الالتحاق بسلك القضاء.. وليتنا نعود إلي القواعد التي أرساها الفاروق عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما في اختيار القضاة وهي: "الحسب والنسب والغني والعدل والورع" لأنها لو اجتمعت تغل تلقائيا أي يد من أن تمتد للحرام. كفي تشكيكًا.. اتقوا الله في البلد وكفوا الكلام عن إنسان أصبح في ذمة الله.