يبدو أن حوادث القطارات عرض مستمر في مسلسل سقوط الدماء علي قضبان السكة الحديد خاصة مركز العياط الذي ارتبط اسمه بالحوادث لاحتلاله نصيب الأسد. وبالرغم من تصريحات الحكومة حول القضاء علي حوادث القطارات والمزلقانات إلا أن الواقع يكذب جميع التصريحات لنستيقظ كل فترة علي حادثة جديدة مؤلمة نتيجة الإهمال. أكد خبراء النقل والسكك الحديدية ان حوادث القطارات لن تنتهي في ظل تقاعس الشركات المنفذة للتطوير عن أداء عملها وحالة الفوضي والإهمال الموجودة بالإضافة إلي تقويم السلوك الإنساني في التعامل مع المرفق الحيوي. أوضح اللواء أحمد حامد "رئيس هيئة السكك الحديدية السابق" ان الدولة منذ سنوات تقوم بإجراء تطوير علي كهرباء الإشارات بجميع المزلقانات ولكن مثل هذه الأمور تحتاج لسنوات طويلة وأموال طائلة.. والدولة تقوم بالتنفيذ طبقا للمتاح لديها. أضاف أنه لابد من تقويم السلوك الإنساني في التعامل مع هذا المرفق الحيوي.. فعلي سبيل المثال ماذا نفعل لسائق يقوم بعبور المزلقان أثناء إغلاقه؟! أو أحد المواطنين قام بإنشاء زاوية صغيرة أو مسجد بجوار شريط السكة الحديد مما يعرض حياة الناس للخطر كل لحظة. قال المهندس رمزي لاشين "رئيس الشركة القابضة لمشروعات الطرق والكباري" ان مزلقانات السكك الحديدية كلها تعرض حياة المواطنين للخطر وليس "خط العياط" فقط.. مشيرا إلي أن جميع الطرق المتقاطعة مع خطوط السكة الحديد تحتاج إلي عمل كباري أو أنفاق ولكن مع صعوبة تنفيذ ذلك علي أرض الواقع تم الاستعانة بمنظومة المزلقانات الإلكترونية والإشارات الكهربائية منذ عامين ولم يتم الانتهاء منها حتي اليوم بسبب تقاعس الشركات المنفذة وهيئة السكك الحديدية وذلك لعدم التمكن من فصل الحركة المرورية علي القضبان. أوضح أنه تم الانتهاء من عمل 55 كوبري علي المزلقانات من أصل 1100 مزلقان "رسمي" فضلا عن المزلقانات غير الرسمية التي تتسبب في كوارث عديدة.. مطالبا بعمل برنامج زمني محدد لسرعة الانتهاء من تطوير المزلقانات للحد من حوادث القطارات. قال د. أسامة عقيل "أستاذ الطرق بجامعة عين شمس" ان مزلقانات السكك الحديدية بأكملها تحتاج إلي تطوير وليس خط العياط فقط لأنها أبواب لموت المصريين.. مشيرا إلي أنه يجب إعادة النظر في مرفق السكك الحديدية وتطويره وإدخال النظم والتقنيات التكنولوجية الحديثة كما هو في جميع الدول الأجنبية. أضاف ان كل الوزراء المتعاقبين علي وزارة النقل لم يقوموا بالتغيير الجذري المطلوب لكي تصبح السكك الحديدية وسيلة مواصلات آمنة لنقل الركاب ولكن ما يتم من إجراءات وأعمال الصيانة والإصلاح لا ترتقي للوصول إلي النسبة المطلوبة لتحقيق التطوير اللازم لشبكة السكك الحديدية. فنحن لدينا 5400 كيلومتر مغطاة بالقطارات لنقل المواطنين وتحميل البضائع وللأسف لم تحقق التطوير الحقيقي خلال السنوات الماضية.. مشيرا إلي أن حوادث القطارات لن تنتهي إذا لم يتم التطوير بشكل حقيقي وفعال.