في أمريكا يتحدثون عما يطلقون عليه "كفن الخلود" أو الدفن الأخضر! هذا الكفن تقدمه إحدي الشركات ويتكلف 1500 دولار.. وهو مصنوع من جراثيم الفطريات وغيرها من الكائنات الدقيقة التي يفترض أنها تسهم في الإسراع بتحلل الجثة والقضاء علي ما ينتج عنها من سموم ومواد ضارة. تم تصميم الكفن ليلف الجثة دون استخدام تابوت. وذلك لإتمام عملية "الدفن الأخضر" صاحبة الفكرة فنانة تدعي جاي ريم لي حيث استخدمت بشرتها وأظافرها وشعرها. لتغذية مختلف سلالات الفطريات. وتختار في النهاية الأنواع الأفضل للجثة. وواصلت الشركة إجراء اختباراتها علي كل خطوة في طريقة الدفن الجديدة. وتجري أبحاثها حالياً علي الآثار بعيدة المدي للكفن الجديد علي التربة وعلي الصحة العامة. أول شخص يختار هذا النوع من الدفن يدعي دنيس هوايت. وتقول الشركة إن ما أقدم عليه سيساعد الناس في اتخاذ قرارات أفضل بشأن موتهم. وتشير مسئولة بالشركة إلي أن الطريقة الجديدة لا تخفف فقط تكاليف الدفن. وإنما تجعل الناس يفكرون في الميراث الذي يريدون تركه لكوكب الأرض. "فمع الموت نحب. قدر الإمكان. أن نتحول إلي طعام للكوكب وأن نرد له ما حصلنا عليه من عناصر غذائية". والناس حالياً يعيدون التفكير في علاقاتهم بالموت ومراسم الدفن من الألف إلي الياء..وهذا جزء من حركة تعيد التصور حول علاقة البشر بالأرض. حسبما تقول سوزان كيلي مؤلفة كتاب "الموت الأخضر: إصلاح ممارسات مراسم الدفن وعلاقتنا بالأرض". ويشير الكتاب إلي أنه في الماضي كان الناس يدفنون موتاهم دون توابيت ولا عمليات تحنيط ولا أقبية. لكن مع التقدم العمراني بدأ الناس يخافون من تسرب مياه المجاري إلي جثث الأموات. ورأوا أن أية رائحة كريهة يمكن أن تتسبب في نشر الأمراض. وبعدها بدأ بعض المصلحين يعيدون النظر للمقابر. وتم حظر الدفن في وسط المدن وشيئاً فشيئاً أصبح الناس يعيشون بعيداً عن المدافن. "بخلاف ما نراه في مقابرنا التي يشترك في سكناها الأحياء والأموات". ويقول الكتاب إن طريقة التعامل مع جثث الموتي حالياً لا يمكن أن تستمر. ففي الولاياتالمتحدة وحدها يموت 6.2 مليون شخص سنوياً. ومعظمهم يجري دفنهم في مقابر أو يجري حرقهم. و هذا يحول دون الاستفادة من الأراضي التي تخصص للمدافن ويؤثر علي المناخ. ويُقال إنه بحلول عام2030. سيتم حرق 70% من جثث الموتي. سواء لانخفاض التكلفة أو لأسباب بيئية. والغريب أنه توجد شركة اسكتلندية تتخلص من الجثث بواسطة "الحرق المائي" ويتمثل في إذابة الجثة بالتحليل القلوي. وفي هذه العملية توضع الجثة في كيس حريري ثم توضع داخل ماكينة مليئة بخليط من الماء وهيدروكسيد البوتاسيوم في درجة حرارة 180مئوية. وتتسبب الحرارة والمواد الكيميائية في تحلل الجثة. وخلال مدة تتراوح من ثلاث إلي أربع ساعات يتسلم أهل الميت رماد العظام. مثلما يحدث في عملية الحرق بالنار. وتقول الشركة إن هذه الطريقة تحتاج إلي طاقة أقل كثيراً من الحرق العادي. ولا يصدر عنها مادة الزئبق السامة في الهواء. وهناك مشروع يعمل علي إعادة العناصر المغذية الموجودة في جثة الميت إلي الأرض. لتصبح بمثابة سماد عضوي. علي أي الأحوال. ومهما اتفقت أو اختلفت مع هذه الأفكار المتعلقة بدفن الموتي أو التخلص من جثثهم وكيفية الاستفادة منها. فلا شك وفي أنها أفكار تساير ما حققته البشرية من تقدم. والحلول التي تسعي إليها في مواجهة المشكلات المتعلقة بالزيادة السكانية وتزايد المساحات المطلوبة لدفن الموتي بالطرق التقليدية. وفي النهاية هل تريد أن يستفيد الكوكب من جثتك بعد عمر طويل في تسميد الأرض. والإسهام في استغلال الأراضي المستخدمة كمقابر في الزراعة أو غيره. من أجل إنتاج الطعام اللازم لتغذية أحفادك وإقامة المساكن لهم. أم تتركهم يواجهون المجاعة والتشرد. بينما تترك جثتك وجبة شهية لدود الأرض؟؟