في مثل هذا اليوم في نهاية كل عام أظل أسبح بذاكرتي فأستعيد بها كل من قابلته علي مدار أيام السنة كلها من حالات جعلني الله سبباً في فك كربها وأخري خاب ظنها فيّ وثالثة فارقت الحياة قبل أن تأخذ الحد الأدني من حقها فيها فتتأرجح مشاعري بين السعادة والحزن والرجاء. حاولت عمل رابطة تجمع كل نشطاء العمل الإنساني علي مستوي مصر ثم الوطن العربي ولكن لم أجد الحماس الكافي من الآخرين لتخرج الفكرة للنور ولكن لأن الهدف نبيل والنية خالصة لله لن أيأس من تجديد الدعوة مراراً وتكراراً خاصة في المرحلة الحرجة التي تعيشها مصر والتي أصبح توفير القوت الضروري فيها أمر بالغ الصعوبة بالنسبة لكثيرين وإلي أن تتحقق هذه الأمنية لابد من انتظار المزيد من فاعلي الخير بجانب المتعاونين الدائمين معنا منذ سنوات والذين استحقوا بجدارة وضع أسمائهم في لوحة شرف من أعظم شرف وهو ادخال السرور علي حزين وهو أفضل الأعمال عند الله منهم شركة مصر للمقطورات ورئيس مجلس ادارتها محمد اباظة الذي ينتظم معنا منذ 19 سنة في تبني العديد من الحالات بشكل شهري وأسرة مدينة نصر المتكفلة بعشر أسر منذ 17 سنة تجدد كلما تحسنت أحوالها. وأحمد حسني المحاسب الشاب الذي بدأ عمل الخير من أول مرتب حصل عليه بعد تخرجه منذ 12 سنة فبدأ بحالة شهرية ثم وصل إلي 15 حالة فضلاً عن المساعدات الدورية بعمل مشاريع صغيرة وسداد ديون وتجهيز عرائس. والحاجة سميحة التي تحرص علي قراءة الصفحة كل يوم خميس وتساعد أكبر عدد ممكن فيها. ومحمد صبري تاجر السبتية الذي تكفل بعلاج عشر حالات معاقين بصفة شهرية منذ أكثر من ثماني سنوات ومني هشام التي انقذت أسرة من التشرد وانتظمت بعدها في سداد ايجارها الشهري رغم ارتفاعه وغيرهم كثيرون ممن رفضوا أي اشارة لهم جمعنا الله معهم علي منابر من نور وأظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله.