اشتعلت أسعار الدواجن بجميع أنواعها مع احتفالات أعياد الميلاد.. في حين يصرخ المربون من قيام السماسرة بوضع الأسعار طبقا لأهوائهم وليس طبقا للعرض والطلب. الأمر الذي أدي إلي تحقيق خسائر لهم وخروج أغلبهم من منظومة التربية. وزادت الكارثة تفشي أمراض الشتاء بالمزارع وقضت علي كميات كبيرة من الدجاج بالمزارع وبات شبح انفلونزا الطيور يهدد المربين في أرزاقهم. محمد سيد عبدربه "مربي" من قرية نقباس مركز بنها قال إن الأمراض تفشت في المزارع مع بداية فصل الشتاء وفشل الأطباء البيطريون في تحديد نوع المرض الذي التهم أعداداً كبيرة من الدجاج ولا نعلم إذا كان الوباء هو انفلونزا الطيور أم نيوكاسل أم أمراض أخري اتحدت مع بعضها وقضت علي الفراخ في العنابر حتي حققنا خسائر كبيرة. قال ممدوح السيد أبوناصر "مربي" من قرية ميت العطار مركز بنها إن الأدوية التي حددها الأطباء البيطريون للأمراض التي انتشرت بالمزرعة قمنا بشرائها وتبين أنها لا تجدي مع نوع المرض أو الفيروس بل إن أغلب الأدوية غير متوفرة رغم ارتفاع أسعارها 4 أضعاف بعد تعويم الجنيه. طالب السيد نصار "مربي" من شبين القناطر بضرورة تدخل الطب البيطري وبحث أسباب انتشار الفيروسات بالعنابر لأن بعضهم رجح بأن سبب الأمراض يعود لبرودة الجو وأننا قمنا بتدفئة العنابر رغم التكلفة العالية لأسعار الغاز إلا أن الدجاجة لا تتحمل المرض وسرعان ما تنفق. قال عماد وهشام مشهور من مربيا الدواجن بقرية وروه مركز بنها إن الدجاج الأبيض يباع بالمزرعة حالياً ب 21 جنيها للكيلو ليباع بالمحلات من 25 إلي 26 جنيهاً. كما أن الكتكوت عمر يوم يباع ب 250 قرشاً وهو سعر متدن بعد أن كان يباع ب 6 جنيهات وذلك لتخوف أصحاب المزارع من التربية خشية من النفوق بسبب شدة الأمراض التي صاحبت موجة البرد الشديدة التي تتعرض لها البلاد. أضافا أنه من المنتظر أن يرتفع سعر كيلو الدجاج لأكثر من ذلك بسبب انتشار الأمراض وقلة المعروض وتخوف كثير من أصحاب المزارع خوض غمار التربية.. وأوضحا أن أغلب الأسر الفقيرة ومحدودي الدخل لجأوا إلي شراء هياكل الدجاج والأرجل كطعام لأبنائها بعد أن تعذر عليهم شراء دجاجة يتعدي ثمنها أكثر من خمسين جنيهاً. أضاف سيد فارس "مربي" من كفر شكر أن السماسرة يقومون بتحديد سعر كيلو الدجاج طبقا لأهوائهم الشخصية أو لصالح بعض المحطات الكبيرة الخاصة بتربية الدواجن التي تمنح بعض السماسرة مبالغ لرفع السعر حتي تحقق أعلي سعر حتي يتم بيع الدجاج الموجود بمزارعهم بسبب عدم وجود رقابة علي البورصة والسماسرة. د.حسام البركاوي استشاري أمراض الدواجن بالقليوبية أوضح أن معظم المشاريع الكبيرة في صناعة الدواجن أصبحت مهددة بالتوقف بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف التي ترتفع يومياً. كما أن صغار المربين والمنتجين للدواجن توقفوا عن التربية. ما سيؤدي إلي زيادة غير مسبوقة في أسعار الدجاج واللحوم البيضاء والبيض في القريب العاجل. أشار د.البركاوي إلي أن 90% من مكونات صناعة الدواجن قائمة علي الاستيراد من الخارج ولو اهتمت الحكومة بزراعة الذرة الصفراء وفول الصويا من خلال القوات المسلحة سوف تنخفض أسعار الدجاج واللحوم البلدية الحمراء التي تعتمد علي الأعلاف المستوردة أيضا التي يتم استيرادها من الخارج. خاصة أن زراعة الذرة وفول الصويا غير مجدية للمزارعين عن المحاصيل الأخري كالموالح والخضراوات. أضاف أن عشوائية الصناعة وغياب تطبيق قواعد الأمان الحيوي وهو بُعد المزرعة عن الأخري بمسافة لا تقل عن 100 متر كان السبب الرئيسي في تفشي الأمراض التي كانت بسيطة وسهل علاجها وتحصينها في الماضي. إلا أنها تحورت وتطورت وأصبحت أمراضاً فتاكة وشرسة منذ 5 سنوات يصعب السيطرة عليها في ظل قيام الهيئة العامة للخدمات البيطرية بحظر استخدام واستيراد بعض الأدوية المهمة للأمراض التنفسية للدواجن مثل مادة "أنرونلوكساسين" رغم استخدامها في أوروبا وأمريكا. الأمر الذي أدي إلي قيام بعض الأشخاص والشركات بتصنيعها تحت بئر السلم وتعبئتها في عبوات علي أنها مستوردة من الخارج في غيبة الرقابة علي سوق الأدوية البيطرية. قال اللواء رمضان أبوالنور أحد منتجي الدواجن بالقليوبية إن ارتفاع أسعار الدولار وتعويم الجنيه تسبب في ارتفاع أسعار الذرة الصفراء إلي 4 آلاف جنيه للطن وفول الصويا إلي 7500 جنيه للطن وسعر العلف إلي 6500 جنيه للطن. كما ارتفاع عقار "الآي إل سي" من 40 جنيهاً قبل تعويم الجنيه إلي 130 جنيهاً وغير متوفر بسبب عدم توفير الدولار. أضاف أن دورة تربية الدجاج الأبيض مدتها 45 يوماً تتكلف نحو 180 ألف جنيه وعند بيع قطيع الدجاج لا يسترد المربي هذا المبلغ بل يحقق خسائر. لذا يسارع المربي في بيع القطيع بعد عمر 45 يوماً لأن الدجاجة ستتناول أعلافاً ولن يزيد وزنها علي 2 كيلو. ما اضطر أغلب المصريين إلي الابتعاد عن التربية حالياً. طالب أبوالنور بضرورة قيام الحكومة بإعفاء مستلزمات انتاج الدواجن من الجمارك لتخفيض سعر الدجاج للمستهلك حتي لا يزحف سعر الدجاج الأبيض نحو اللحوم الحمراء.