نحن نعيش عصر الذكاء الاصطناعي.. وما تحقق في هذا المجال يفوق الخيال. وربما لا تصدقه عين أو يتصوره العقل. أصبح الروبوت - أو الإنسان الآلي - يقوم بأعمال يعجز البشر عن القيام بها. لخطورتها أو لأنها مقززة. أو شاقة. أو يمكن أن تنقل الأمراض للإنسان. وقد دخل الروبوت - أو الآلات الذكية - في العديد من الصناعات. وخصوصا الصناعات الثقيلة. وأصبح ينافس الإنسان داخل مصانع السيارات والمعدات. كما أصبح الروبوت يقوم بأعمال الإغاثة والانقاذ في الأماكن الخطرة أو التي تهدد حياة الإنسان. ومنها إجراء البحوث علي حواف البراكين. أو في أعماق البحر أو حتي في الفضاء. ومعظم المركبات الفضائية والمجسات وأجهزة الاستشعار من بعد. التي يتم إرسالها إلي الفضاء. تعمل بشكل آلي. وتقوم بإجراء الأبجاث علي تربة المريخ وغيره من الكواكب. وكذلك البحث عن أية آثار لوجود المياه علي تلك الكواكب أو حتي أية آثار لوجود كائنات حية عليها. وهناك عربات فضائية أمريكية تتحرك علي المريخ وتقوم بدراسة الظروف المناخية والمعادن والغازات وغيرها. وتقوم بإرسال الصور وما تتوصل إليه من نتائج إلي مراكز المتابعة الأرضية. ليقوم العلماء بإجراء مزيد من الدراسات والتحليلات لهذه الصور والنتائج والخروج من ذلك باستنتاجات قد تشكل ثورة في فهم الإنسان للكون والفضاء. ولعلنا نسمع ونشاهد حاليا ما تقوم به الطائرات بدون طيار من مهام عسكرية ومدنية. وكيف أنها تقصف المواقع المستهدفة وتدمرها. كما تقوم بتوصيل المعونات ومواد الاغاثة إلي المحاصرين والمحتجزين في مواقع وأماكن خطرة. ويتحدث الخبراء عن أبحاث تجريها وزارة الدفاع الأمريكية ونظيراتها بالدول الكبري. حول صناعة الروبوت المقاتل. ونظرا لخطورة هذا الموضوع وما يمثله من عدم تفرقة بين العسكريين والمدنيين. مثلما يحدث مع الطائرات بدون طيار في المهام العسكرية. فقد حذر العلماء من حدوث سباق تسلح بين جيوش العالم في هذا المجال. الذي وصفوه بأنه لا يقل خطورة عن أسلحة الدمار الشامل. وطالب العلماء. في وثيقة وقعوها. بحظر استخدام اسلحة القتل الآلي ووقف الأبحاث المتعلقة بها. مع ذلك فهناك أجهزة روبوت تلعب كرة المضرب ¢التنس¢ وروبوتات ترعي المرضي. وروبوتات تستقبل النزلاء بالفنادق. وغير ذلك الكثير. حتي إن الروبوت أصبح يشكل تهديدا علي الكائن البشري في فرص عمله أو في مصدر رزقه!! ويري كثير من أصحاب الشركات أن الإنسان الآلي أفضل كثيرا من البشر فيما يتعلق بالعمل وإدارته. ويقولون إن الروبوت لا يطلب الحصول علي إجازات اعتيادية أو مرضية ولا يتغيب عن العمل. كما انه لا يمارس حق الإضراب أو الاعتصام أو الاحتجاج. ولذلك يفضلون الآلة علي الإنسان. أما عن آخر ابتكارات الروبوت. فهو نوع من الروبوتات يسمي ¢الروبوت النطاط¢. ولا يزيد طوله علي 26 سنتيمترا ولا يتجاوز وزنه 100 جرام. وله قدم واحدة. وجاءت فكرته من أنواع القردة الصغيرة التي تعيش في الغابات. ويقول العلماء الأمريكيون إن هذا الروبوت يمكنه القفز لارتفاع يصل إلي متر واحد من موضع وقوفه. وهذا الروبوت ليس أعلي الروبوتات قدرة علي القفز. فغيره يقفز حتي ارتفاع ثلاثة أمتار لكنها بحاجة للانتظار عدة دقائق قبل القفز. أما الروبوت الجديد فيمكنه القفز مرة أخري فور نزوله من القفزة الأخيرة. كما يمكنه أن يدفع بأحد الجدران للوصول بسرعة إلي ارتفاع أكبر. ويقولون ايضا انه يستطيع التسلق بسرعة تقترب من المترين في الثانية الواحدة. ويقول العلماء إن الهدف من صنعه هو المشاركة في عمليات البحث والانقاذ. ونظرا لصغر حجمه فهو لا يتسبب في تحريك وقلقلة مخلفات الهدم. والتحرك السريع في مختلف أنواع المخلفات الناجمة عن انهيار المباني. وهو يستطيع القفز. والقفز بمهارة أكبر من الروبوتات الأسبق. وأيا ما كانت فوائد أو مخاطر الروبوت - أو الآلات الذكية - فإن هناك الكثير من الباحثين وكتاب الخيال العلمي يحذرون من ثورة الذكاء الاصطناعي. ومن يوم تسيطر فيه الروبوتات علي كوكب الأرض وتخرج عن طوع البشر. بل تخضعهم لسيطرتها!