تابعت خلال فترة مرضي قناة تليفزيونية رائعة "ماسبيرو زمان".. بصراحة تلك القناة اعادتني حقاً للزمن الجميل في كل شيء في مصر التي كانت مليئة بالقمم.. فالقرن العشرون كان حقاً قرن القمم في مصر في كل مناحي الحياة.. أدب.. فن.. ثقافة.. رياضة.. كانت مليئة بزحمة نجوم كانوا بحق نجوماً تسطع في سماء المحروسة.. توفيق الحكيم.. نجيب محفوظ.. حسين السيد.. يوسف بك وهبي.. أماني ناشد أول مذيعة اعمل معها في ماسبيرو في اوائل السبعينيات وحمدية حمدي وفريال صالح ونجوي إبراهيم طابور من العظماء الذين مهدوا للاعلام المصري الطريق لاكتساح ليس المنطقة العربية وانما منطقة الشرق الأوسط بأسرها وأوروبا وكانت السينما المصرية بنجومها هي السائدة للدراما في ستينيات ذلك القرن العظيم.. صالح سليم.. محمد حسن حلمي.. عبدالكريم صقر حنفي بسطان محمد لطيف علي زيوار مصطفي كامل منصور شريف الفار نور الدالي أحمد عفت ياسلام.. محمود أبورجيلة كان ذلك القرن الذي شهد ميلاد الأندية المصرية والكرة المصرية فكان اول منتخب غير اوروبي في كأس العالم لكرة القدم 1934 في ايطاليا ثم عاد بعد 56 عاماً في ايطاليا 1990 قبل ان تري المنتخبات العربية والافريقية النور والطريق للعالمية وفي ذلك القرن شهد ميلاد نادي الاوليمبي السكندري 1905 ثم الأهلي 1907 ثم الزمالك 1911 بعد ذلك توالي ظهور أندية الإسماعيلي والاتحاد السكندري والقناة ولا أنسي السكة الحديد 1903 والمصري البورسعيدي والسويس وتوالي ظهور نجوم لا ينساها التاريخ ان كانت أجيال الشباب الحالي لا تعلم عنها شيئا فمن منا يمكن ان ينسي عمالقة المحلة ونجوم ذلك القرن العظيم فالتليفزيون المصري ولد عملاقا وكان نافذة للتثقيف للشعب العربي من المحيط إلي الخليج.. من منا يمكن ان ينسي عادل هيكل وسمير محمد علي وسمير قطب وعبده نصحي وحمادة امام وعلي أبوجريشة ومصطفي عبده والخطيب وحسن شحاتة وفاروق جعفر كل هؤلاء تجدهم في ماسبيرو زمان التي استطاعت اختزال الزمن الجميل مش الزمن الرديء الذي نعيشه بعد القمم.. للأسف نعيش في فوضي وسقوط القيم والقمم ونعيش في فراغ كبير علي كل المستويات الادارية والفنية حتي والجماهيرية والنجوم وكل شيء مما جعلني اتحسر علي مافات من زمن المحروسة الجميل من كل الوجوه.