ريم مجدي بطلة العالم في المصارعة ونيفين لطفي المدير التنفيذي لبنك أبوظبي والمصرفية الشهيرة لقيا مصرعهما غدراً في أسبوع واحد وتركا ألماً ووجعاً وتساؤلات عديدة.. فريم مجدي تلك الطفلة قتلها الحب الخاطئ الذي غلفه والدها بقسوة شديدة في التعامل مع ابنته لضمان نجاحها وتربعها علي القمة فكانت النتيجة أن فقدت بسببه حياتها الوليدة.. أما الأب فقد راح وراء القضبان ينتظر مصيره وهذا من أبشع الحوادث المشبعة بالدراما الإنسانية لأنه قضي علي استقرار أسرة بأكملها. فللأسف بعض الآباء يعتقدون أن القسوة هي الوسيلة الوحيدة للتربية ولنجاح الابناء في دراستهم وأنشطتهم ويتجاهلون تماماً الأساليب التربوية الصحيحة عن جهل أو تعمد أو لطبيعة بشرية غالبة.. ويكون الأبناء هم الضحايا إما بفقد الحياة في عمر الزهور أو بالفشل في الحياة والتحول إلي شخصية معقدة وغير سوية.. وقد تتدمر الأسرة بكاملها كما في حالة الطفلة البريئة ريم مجدي التي عنفها والدها كثيراً معنوياً واعتدي عليها بالضرب المبرح.. تصرفات الأب دفعتها لإلقاء نفسها من السيارة فلقيت مصرعها واتهمته النيابة بتهمة الضرب الذي أفضي إلي الموت وكانت الأم والعم هما شهود الإثبات في الواقعة.. صحيح أنه تم تسليط الضوء إعلامياً علي الحادث لكنه كان يستحق المزيد حتي تصل الرسالة للآباء والأمهات ولا تتكرر. أما نيفين لطفي المصرفية المتميزة فقد قتلت غدراً وهي تنام في مأمنها بغرفة نومها بجناحها الخاص في فيلتها التي تقع في "كمبوند راق" بالسادس من أكتوبر.. مقتلها فتح من جديد ملف تأمين المنتجعات وشركات التأمين الخاصة.. فالقاتل رجل أمن سابق بالكمبوند عمل به عاماً ونصفا وتم فصله لسوء سلوكه وإدمانه المخدرات لكنه قبل ذلك مجرم له عشر سوابق منها السرقة والضرب والسلاح الأبيض والمخدرات!!.. معني ذلك أن إدارة الكمبوند استعانت بشركة أمن لا تتدقق فيمن تختاره لهذه المهمة الخطيرة ولا تطلب منه صحيفة سوابقه قبل تعيينه.. وهذا إنذار بضرورة وضع معايير جديدة للرقابة علي شركات الأمن الخاصة إن كانت هناك رقابة أصلاً!! حادث نيفين لطفي ليس الأول ومن الممكن ألا يكون الأخير فمازلت بذاكرتنا حوادث عديدة وقعت في تلك المنتجعات منها حوادث اغتصاب لأطفال علي أيدي أفراد أمن الكمبوند أو العمارات السكنية الواقعة بها.. هناك ايضا حوادث سرقة وقتل مما يجعل الأمن في تلك الأماكن وهما في الكثير من الأحيان ويحتاج إلي مراجعة. ريم مجدي ونيفين لطفي فقدتا حياتهما غدراً رحمهما الله لكن يجب أن نتوقف جميعاً أمام هذين الحادثين لدلالة كل منهما.. الأول في خطورة العنف الأسري وسكوت المجتمع عليه.. والثاني في وهم الأمن في المنتجعات السكنية الجديدة. دعم أم إذلال؟!! عدم حسم الحكومة وبوضوح للشروط الجديدة للدعم والبطاقات التموينية وترك الأمر للشائعات ولمواقع التواصل الاجتماعي يعني مزيداً من إذلال المواطنين وعبئاً نفسياً يضاف إلي أعبائهم المادية.. فهل تتعمد الحكومة ذلك؟